انسحاب حزب الشعوب الديمقراطي من اللجنة بسبب خطاب استفزازي

في تطور سياسي لافت داخل أروقة البرلمان التركي، انسحب أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي (DEM) من اجتماع لجنة "التضامن الوطني، الأخوة والديمقراطية"، احتجاجاً على خطاب ألقاه نائب رئيس جمعية التبليغ الإسلامي، معتبراً أنه يتعارض مع أهداف اللجنة الرامية .

أنقرة ـ تواصل اللجنة المعنية بالتضامن الوطني، الأخوة والديمقراطية اجتماعها الحادي عشر، حيث تستمع اليوم إلى ممثلي الجمعيات والمؤسسات، واستمعت اللجنة اليوم إلى ممثلين عن الجمعيات والمؤسسات.

أصدر حزب الشعوب الديمقراطي، الذي انسحب من اجتماع اللجنة اليوم الخميس 18 أيلول/سبتمبر رداً على خطاب نائب رئيس جمعية التبليغ الإسلامية، المعروفة بقربها من حزب الله التركي، بياناً أكد خلاله أن هناك محاولات لتعطيل مسار عملية السلام.

وقد أثار خطاب نائب رئيس جمعية التبليغ الإسلامية خلال الاجتماع الحادي عشر للجنة، الذي خصص للاستماع إلى ممثلي الجمعيات والمؤسسات، موجة من الغضب، خاصة أنه تحدث باسم الجمعية التي يرأسها أنور قليج أصلان، المتهم في قضية قتل عشرات الأشخاص، من بينهم الناشطة غونجا كورش.

وفي خطابه قال "ما الفائدة التي تعود على الكرد من فصلهم عن الفكر الماركسي - اللينيني؟ لقد تغيرت تقاليد الشعب الكردي، والسبب هو بعض الجهات التي تدعم هذا التغيير باسم الدولة، طفل يرفع علامة النصر، فيأتي الجنود الساعة الثالثة فجراً ويحرقون المنزل بمن فيه، بما في ذلك رب الأسرة".

ورداً على ذلك قال النائب ساروخان أولوتش "هل يمكن تحقيق السلام بهذا الخطاب؟ لقد صبرنا على أقوالكم، لكنكم تتغذون على الدماء، عار عليكم، يا من تسفكون الدماء"، كما قال النائب جنكيز تشيتشيك "لقد ارتكبتم جرائم قتل بطريقة ربط الخنازير، أنتم من جلب المصائب على الشعب الكردي".

ويعد "القتل بربط الخنازير" أو ما يعرف بـ"القتل بطريقة الدوموز باغي" أسلوب تعذيب وقتل وحشي ارتبط تاريخياً ببعض الجماعات المتطرفة، خصوصاً في تركيا خلال تسعينيات القرن الماضي، مثل "حزب الله التركي".

وعقب النقاش، قال نعمان كورتولموش "لكل شخص حرية الدفاع عن آرائه، لكن دعونا لا نثير أحداث الماضي. دعونا نتركها خلفنا من حيث المبدأ. لكن في سياق إيجابي، دعونا لا نعيد النظر في أحداث الماضي، ولا نبادر بتطورات من شأنها أن تؤدي إلى انقسامات جديدة".

وفي تصريح لوكالة JINNEWS، قالت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعوب الديمقراطي، كلستان كيليتش كوتشيغيت "اللجنة تهدف إلى المساهمة في حل القضية الكردية وتعزيز السلام المجتمعي، وقد لاحظنا حتى الآن أن جميع المشاركين، بمن فيهم أصحاب الآراء المتطرفة، تعاملوا مع العملية بروح من التسامح، لكن خطاب اليوم كان استفزازياً بالكامل، وكأنه يشرح كيف لا يمكن تحقيق السلام، ويؤجج العداوات ويستفز الجراح القديمة".

وأضافت "الخطاب كان مليئاً بالمشكلات من حيث المضمون واللغة المستخدمة، ولم نعد قادرين على تحمله، ولهذا انسحبنا من اللجنة"، مشيرةً إلى أن الاجتماعات ستستمر في الأسابيع المقبلة، مؤكدة أنهم سيعيدون مناقشة الموضوع مع رئيس البرلمان "نطالب بإظهار حساسية تجاه هذه المسألة، يجب على كل من تتم دعوته أن ينتبه إلى لغته، وأن يتحدث عن السلام ويقدم اقتراحات بناءة. لقد نقلنا هذه المطالب إلى رئيس البرلمان وسنلتقي به مجدداً. جميع المؤسسات التي استمعنا إليها حتى الآن راعت هذه الحساسية، لكن خطاب اليوم كان استفزازياً ويهدف إلى تعطيل العملية. لذلك، لم يكن من الممكن أن نتسامح معه لأنه يتعارض مع مسار السلام والحل".