عام ثالث بلا مدارس في غزة وسط دمار واسع ونزوح مستمر

في ظل استمرار تداعيات الحرب على قطاع غزة، حذّر المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خطر ضياع جيل كامل من الأطفال، مع دخول العام الثالث دون انتظام دراسي.

مركز الأخبار ـ يشهد النظام التعليمي في قطاع غزة نتيجة الحرب التي استمرت لعامين انهياراً شبه كامل، حيث تم تدمير نحو 80% من المدارس واستخدام العديد منها كملاجئ للنازحين، وسط ظروف إنسانية ومعيشية قاسية.

حذّر المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمس الجمعة 25 تشرين الأول/أكتوبر، من خطر ضياع جيل بكامله في قطاع غزة المحاصر والمدمّر، حيث يشهد نظام التعليم حالة انهيار بعد عامين من الحرب، مشيراً إلى أنه "هذا هو العام الثالث بلا مدارس".

وشدّد المدير على ضرورة البدء الفعلي في انتقال جميع الأطفال بحلول شباط/فبراير المقبل، محذراً من أنه في حال عدم تحقيق ذلك "سنبلغ العام الرابع وحينها سيكون من المشروع الحديث عن جيل مهدد بالضياع"، مضيفاً أنه مع سريان وقف إطلاق النار الذي بدأ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تمكنت اليونيسف وشركاؤها في قطاع التعليم من إعادة نحو سدس عدد الأطفال أن يكونوا في المدارس إلى أماكن تعليم مؤقتة.

وقال أنه في ظل الوقع المأساوي الذي يتمثل بتدمير وتعطل قرابة 80% من المدارس واستخدام العديد منها كملاجئ يواجه الأطفال والمعلمون تحديات كبيرة في التنقل بسبب النزوح المستمر والعمليات العسكرية، بينما ينشغل كثير من المدرسين بتأمين الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم، مثل الطعام والماء، ما يزيد من تعقيد المشهد التعليمي.

وعبّر عن تأثره العميق بإصرار سكان غزة على استعادة حياتهم اليومية رغم الظروف القاسية، من خلال تنظيف الأنقاض، إعادة فتح المحال الصغيرة، والسعي لإحياء مظاهر الحياة، مشيراً إلى أن نحو 80% من أراضيه قد سُوّيت بالأرض، ولم يتبقَ سوى جيوب متفرقة من الأبنية.

وأشارت التقارير والبيانات الرسمية إلى أن الحرب بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية والتي بدأت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر من عام 2023 على قطاع غزة والضفة الغربية خلفت حصيلة مأساوية في صفوف الطلبة، حيث قتل أكثر من عشرين ألف طالب وأصيب قرابة 31 ألف و139 آخرين بجروح، أما في الضفة الغربية، فقد قتل 148 طالباً وأُصيب أكثر من ألف أخر إضافة إلى اعتقال 846 طالباً، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي طالت القطاع التعليمي في الأراضي الفلسطينية.