اليونيسف: أكثر من ألف طفل بين قتيل وجريح في الفاشر منذ بدء الحصار

أكدت منظمة اليونيسف أنها تحققت من وقوع أكثر من 1100 انتهاك جسيم بحق الأطفال في مدينة الفاشر وحدها، من بينها مقتل وإصابة عدد كبير أثناء تواجدهم في الأسواق ومخيمات النزوح أو منازلهم.

مركز الأخبار ـ شددت منظمة اليونيسف على ضرورة حماية الأطفال والمدنيين في مدينة الفاشر، مطالبة بوقف فوري للانتهاكات وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة والمحاصر في السودان.

في بيان لها أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أمس الأربعاء 27 آب/أغسطس، أن أكثر من ألف طفل قتلوا وأصيبوا داخل منازلهم أو أثناء تواجدهم في الأسواق ومخيمات النزوح في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور وحدها، وذلك منذ بدء الحصار المفروض على المدينة في نيسان/أبريل 2024.

وكشفت المنظمة عن تعرض 23 طفلاً وطفلة على الأقل للاغتصاب أو الاغتصاب الجماعي أو الإساءات الجنسية، فيما اختطف آخرون أو جندوا في الجماعات المسلحة أو استخدموا من قبلها، لافتةً إلى أن عدد الأطفال المتأثرين أعلى بكثير من المعلن عنهم وذلك نظراً لمحدودية الوصول وصعوبة التحقق من الوقائع.

وأكدت المنظمة، أن مدينة الفاشر تحولت إلى مركز لمعاناة الأطفال، نتيجة تفشي سوء التغذية والأمراض وتصاعد أعمال العنف، مما يؤدي إلى فقدان أرواح الأطفال بشكل يومي، مشيرةً إلى أن نحو 600 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، تم تهجيرهم من المدينة ومخيماتها خلال الأشهر الماضية، في حين لا يزال حوالي 260 ألف مدني بينهم 130 ألف طفل محاصرين داخل الفاشر في ظروف إنسانية بالغة القسوة، وذلك بعد انقطاعهم عن المساعدات الإنسانية منذ أكثر من 16 شهر.

وأوضحت مفوضية (العون الإنساني) بولاية شمال دارفور في التاسع عشر من آب/أغسطس الجاري، أن مدينة لا تزال موطناً لـ 845 ألف مدني يعيشون في ظروف كارثية، وذلك من جملة 1.5 مليون مواطن كانوا يعيشون في المدينة قبل اندلاع النزاع.

وكان الحصار قد أجبر معظم السكان في الفاشر على اتخاذ تدابير ضارة في سبيل البقاء على قيد الحياة، مثل التداوي بالأعشاب وسد الرمق عبر تناول ما يعرف بـ "الأمباز"، وهو الكتلة الصلبة من بقايا الفول السوداني والسمسم بعد استخراج الزيت منه، ويستخدم أساسا علفا للحيوانات.

وأشارت اليونيسف في بيانها إلى أن الحصار المفروض على المدينة تسبب بانقطاع خطوط الإمداد بشكل كامل، مما أدى إلى تعليق خدمات فرق التغذية المتنقلة والمرافق الصحية بعد نفاد الإمدادات وعدم إتاحة إدخال إمدادات جديدة، مضيفةً أن هذا التعليق أوقف العلاج لنحو 6 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، مما يجعلهم يواجهون خطر الوفاة دون توفر الأغذية العلاجية والرعاية الصحية.          

وقالت منظمة اليونيسف أن 35 مشفى وستة مدارس تعرضوا لهجمات مستمرة أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الأشخاص بمن فيهم أطفال، مشيرةً إلى أن أكثر من 10 آلاف طفل تمت معالجتهم من سوء التغذية الحاد الشديد منذ بداية العام الجاري وهو ما يمثل ضعف أعداد العام السابق، قبل أن تُعلق خدمات العلاج بسبب نفاد الإمدادات.

وشددت اليونيسف في بيانها على ضرورة تأمين هدنة فورية ومستدامة في الفاشر وجميع أنحاء المناطق المتأثرة بالنزاع مع توفير إمكانية الوصول الإنساني دون عوائق لتقديم الأغذية العلاجية والأدوية والمياه النظيفة، داعيةً إلى إعادة تأسيس عمليات الأمم المتحدة وشركائها واستمرارها في المناطق الأشد تأثراً وحماية المدنيين والأطفال والبنية التحتية.

وأكدت مدير المنظمة كاثرين راسل أنهم يشهدون مأساة مدمرة فالأطفال في الفاشر يتضورون جوعاً بينما تمنع عنهم خدمات التغذية المنقذة للأرواح التي تقدمها اليونيسف، مشددةً على أن منع الوصول الإنساني يعتبر انتهاكاً جسيماً لحقوق الأطفال حيث باتت أرواحهم على المحك.