اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي... تحديات وإنجازات المرأة
قالت المصورة الفوتوغرافية سافين. م "على الرغم من وجود حقائق غير سارة في المجتمع وهناك العديد من التحديات والقيود الثقافية والسياسية والاقتصادية والقانونية التي تواجه الفنانين، إلا أن المصور هو أفضل راوي للحظات ويمكنه أن يعكس هذه التحديات بفنه".
سناء محمودي
ماكو - تم تحديد 19 آب/أغسطس، يوماً عالمياً للتصوير الفوتوغرافي وهو مناسبة سنوية تعبر عن الشكر لكل من لويس داجير وجوزيف نيبس، الفنانين والعالمين الفرنسيين اللذين اخترعا التصوير الفوتوغرافي، واللذين التقطا أول صورة في التاريخ.
تم الإعلان عن اقتراح تسمية اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي لأول مرة من قبل جمعيات التصوير الفوتوغرافي في أمريكا؛ لكن المجلس الدولي للتصوير الفوتوغرافي في الهند عام 1991 كان أول منظمة تحتفل رسمياً بهذا اليوم باعتباره اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي، مما جعل العديد من الأشخاص، بما في ذلك المصورين وغيرهم من الفنانين، يحتفلون به على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال مشاركة منشوراتهم.
ويتجلى التمييز ضد المرأة أيضاً في التصوير الفوتوغرافي، ففي معظم الأحيان يعتبر تقليدياً عملاً للرجال، وإن نسبة عالية من النساء اللاتي تعملن كمصورات صحفيات أو أفلام وثائقية هن في الغالب عاطلات عن العمل أو يحصلن على أجور أقل من الرجال، ويواجه مصورو الأزياء أيضاً العديد من القيود القانونية في إيران، وأدت الحاجة إلى ترخيص للعديد من أنماط التصوير الفوتوغرافي إلى إبطاء تطور هذا العمل في إيران، كما واجه المصورون الذين صوروا الأحداث السياسية والاحتجاجية في إيران مشاكل.
واستخدمت النسويات استراتيجيات مختلفة لإنشاء أعمال فنية من أجل التعامل مع تاريخ الفن الشعبوي، ومن خلال انتقاد الفلسفة والفن التقليدي، فقد وفرن الأرضية لمزيد من النساء للتواجد في المجالات الفنية. تتناول العديد من المصورات اهتمامات المرأة في مجموعاتهن وتعملن على قضايا المرأة في التصوير الفوتوغرافي وتنقلنها إلى الناس.
وكان التصوير الفوتوغرافي والكاميرات في إيران حكراً على الطبقات العليا في البداية، ثم أصبحت تدريجياً أداة عامة وتم توفيرها لأغراض اجتماعية، ومن ناحية أخرى، كانت هذه المهنة في الغالب للذكور ودخلت النساء تدريجياً إلى هذا المجال.
وقالت المصورة الفوتوغرافية سافين. م "أمارس التصوير بشكل احترافي منذ ما يقارب من ثماني سنوات، واهتممت بهذا المجال منذ كنت طفلة، والمواضيع التي اختارها للتصوير الفوتوغرافي تتعلق في الغالب بالنساء والمشاكل الاجتماعية والسياسية؛ لأنني أعيش في مجتمع مثل كردستان وأرى معظم آلام النساء في المجتمع وهذه المواضيع تنعكس في الغالب في صوري".
وعن القيود المفروضة على المرأة بينت "تواجه المرأة الإيرانية والكردية قيوداً سياسية وقانونية وثقافية واسعة مقارنة بدول المنطقة فالنساء تناضلن مع قضايا السلطة وقوانينها في القرن الحادي والعشرين، وهذا الجيل في صراع مع القوانين والأعراف، وقد ظهر بوضوح في انتفاضة Jin Jiyan Azadî أن هذا الجيل ثوري ويريد التغيير بالعصيان المدني واستمرار النضال".
ولفتت إلى الدعم النقابي للمصورات بالقول "لأن صوري تركز في معظمها على النساء، فهذا مخالف للقوانين الإيرانية. عندما أفوز بمهرجان، أتعرض للرقابة من قبل وسائل الإعلام المحلية، وفي إيران، لا يتم دعم المصورين المستقلين الذين ليس لديهم وجهة نظر السلطة وتفرض عليهم الرقابة".
وعن نشاط المرأة في مجال التصوير الفوتوغرافي قالت "لحسن الحظ، في السنوات الخمس الأخيرة، زاد حضور المرأة في مجال التصوير الفوتوغرافي ونجحت في هذا المجال أيضاً، ولا يزال هناك مجال لهن للمضي قدماً في الاتجاه المهني ويجب على النساء البحث عن التحديات وكسر الأعراف، ولأن أغلب المهن ذكورية ولكي تنجح المرأة في هذه المهنة يجب أن تكون قوية جداً ولا ترى العادات والأعراف الاجتماعية والسياسية والقانونية الخاطئة عائقاً أمام عملها".
وأشارت إلى أنه "تتعدد الأساليب في التصوير الفوتوغرافي، ومع إدخال الذكاء الاصطناعي، يمنحها المصور بيانات، ويقدم الذكاء الاصطناعي صورة موثوقة، وفي هذا المجال أصبح الذكاء الاصطناعي أيضاً في الميدان. لدينا نمط من الصور مثل تركيب الصورة، حيث يجمع المصور بين عدة أنواع من الأنماط ويكون الناتج النهائي عبارة عن صورة. لدينا أنماط وثائقية اجتماعية وإثنوغرافية ومناظر طبيعية وجوية، وكل نوع من الأسلوب له استخدامه الخاص، وأعمل أكثر على موضوع المرأة من خلال التركيز على التصوير المفاهيمي، والذي نادراً ما يستخدم في مناطقنا. في كردستان اتجه معظم الناس إلى أسلوب تصوير المناظر الطبيعية، ربما بسبب وجود المزيد من القيود والرقابة في المناطق المذكورة، كما أن التصوير الصحفي في هذه المناطق أقل، وهي في الغالب تحت إشراف الصحافة المحلية وتشمل الصحافة المحلية النوع الوثائقي الاجتماعي".
التمييز ضد المرأة في مهنة التصوير الفوتوغرافي
وترى أن النساء تتعرضن للتمييز في هذا المجال "كان التصوير الفوتوغرافي معروفاً في السابق بأنه عمل الرجل، لكن النساء الآن تمارسن هذه المهنة ويحتاج المجتمع إلى وقت حتى يتقبل المرأة في هذه المهنة. في بداية التصوير واجهتني عدة تحديات، من جاء إلينا قال 'أننا لا نحب أن تقوم المرأة بالتصوير، يجب أن يقوم بذلك زميل ذكر' وهذه وجهة نظر خاطئة بأن الرجال أقوى في بعض المهن لأننا رأينا عبر التاريخ أن العديد من النساء رائدات في فن التصوير الفوتوغرافي".
وأشارت إلى نجاح المرأة، معتبرةً أن "أهم عامل لنجاحها هو التحفيز والمثابرة. أولئك الذين لديهم هدف سوف ينجحون بالتأكيد كما أن نوع التكنولوجيا والكاميرات لها تأثير على نجاح التصوير الفوتوغرافي، وللأسف في إيران تعتبر معدات التصوير الفوتوغرافي سلعة فاخرة وهناك الكثير من المهتمات بهذه المهنة ولكن يصعب عليهن الوصول إلى معدات التصوير".
واختتمت المصورة الفوتوغرافية سافين. م حديثها بالقول "كمصورة، أقول لا تخافوا من أفكاركم على الرغم من وجود حقائق غير سارة في المجتمع وهناك العديد من التحديات والقيود الثقافية والسياسية والاقتصادية والقانونية للفنان، إلا أن المصور هو أفضل راوي للحظات ويمكنكِ أن تعكسي هذه التحديات بفنكِ".