الشهيدة بريتان هيفي رمز المرأة المناضلة وأيقونة المقاومة

أكدت نائبة هيئة المرأة بمقاطعة عفرين ـ الشهباء لإقليم شمال وشرق سوريا آرين باكير، أن المناضلة بريتان هيفي هي رمز المرأة المقاومة التي وقفت ضد الظلم والعبودية وأيقونة المقاومة ضد الخيانة والاستبداد.

روبارين بكر

الشهباء ـ في الـ 25 من تشرين الأول/أكتوبر عام 1992، استشهدت المناضلة بريتان هيفي بعد أن ألقت بنفسها من فوق جبال خاكورك بعد نفاد ذخيرتها خلال العملية العسكرية ضد قوات الكريلا في جبال كردستان التي أطلقتها الدولة التركية بعد إبرام اتفاقية بينها وبين إيران والحزب الديمقراطي الكردستاني بهدف القضاء على حركة التحرر الكردستانية.

ولدت الشهيدة كلناز قره تاش المعروفة باسم بريتان هيفي، في عام 1971 بقرية سولها، تعود أصولها إلى ديرسم في شمال كردستان، درست في كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية، عرفت بحبها للعلم والمطالعة. انضمت إلى صفوف الحركة التحررية الكردستانية عام 1991 برفقة مجموعة من الشباب والشابات.

وكانت الريادية في تنظيم المرأة ضمن الحركة ومناهضة للسلطة الذكورية على أساس الفكر الحر، وبالرغم من مرور سبعة أشهر فقط من انضمامها للحركة التحررية، إلا أنها استطاعت قيادة كتيبة من المقاتلين والمقاتلات وتدريبهم، نزعت الخوف من نفوسهم وزرعت الأمل وروح المقاومة عوضاً عنها في شخصيتهم، كما كان لها دور كبير في تنظيم صفوف المقاتلات ضمن الحركة.

وبعد اشتداد الاشتباكات بين قوات الكريلا في جبال كردستان وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني، دخلت كتيبة الشهيدة بريتان هيفي في حصار، لذا أمرت قواتها بالانسحاب، لتبقى هي لحماية المجموعة أثناء انسحابهم، استمرت بمقاومتها حتى نفاد ذخيرتها، وبالرغم من ذلك رفضت تسليم نفسها، لتتخذ قرار إلقاء نفسها من فوق جبال خاكورك وهي تصرخ "لا للخيانة".

في ذكرى استشهاد المناضلة بريتان هيفي، قالت نائبة هيئة المرأة بمقاطعة عفرين ـ الشهباء لإقليم شمال وشرق سوريا آرين باكير "يصادف شهر تشرين الأول شهر المؤامرة الدولية التي حيكت من قبل الدول المهيمنة ضد القائد عبد الله أوجلان، ومارست هذه المؤامرة من أجل القضاء على الفكر الحر وعدم وصوله إلى النساء القياديات الأحرار، ومن أمثال النساء القياديات كانت المناضلة بريتان، التي انضمت إلى صفوف قوات الدفاع الشعبي بجبال كردستان عام 1991".

وأكدت آرين باكير أن "الشهيدة بريتان عملت على تطوير ذاتها منذ نعومة أظافرها للبحث عن الحرية والحقيقة، وكانت متقدمة في دراستها وعندما تعرفت على فكر القائد أوجلان الحر قررت الانضمام إلى صفوت النساء القياديات والرياديات بجبال كردستان، وفي بداية انضمامها اتبعت نهج التعرف على فكر وفلسفة القائد أوجلان بشكل متعمق، واتبعت أسلوب تدريب نفسها الفكري على كيفية النهوض بوضع المرأة للتغلب على قيود العبودية التي تكبل النساء في الشرق الأوسط والعالم بشكل عام".

وأضافت "منذ خمسة آلاف عام يتم فرض قيود العبودية ضد المرأة، من خلال حصر دورها في المنزل وإبعادها عن معرفة حقيقتها وحريتها، لذلك عملت المناضلة بريتان في بداية انضمامها لتدريب المقاتلات والوقوف على هذا الموضوع بشكل مدروس لنشر فكر المرأة الحر بين جميع النساء".

وعن تجيش المرأة في جبال كردستان، تطرقت آرين باكير إلى أن "المناضلة بريتان شددت على ضرورة إبراز دور المرأة ضمن المجال العسكري لتكون متقدمة بهذا المجال أيضاً، ونتيجة إبعاد المرأة عن المجال السياسي والعسكري، ركزت بريتان على هذا الموضوع حيث أنها كانت تدرس فكر القائد أوجلان واستطاعت تطوير ذاتها بكافة المجالات"، مضيفةً "المناضلة بريتان كانت من أوائل النساء اللواتي استطعنّ النضال بفكر حرية المرأة ضد الذهنية السلطوية والعبودية فكانت لها بصمة تاريخية في هذا الشأن".

وأشارت إلى أنه "نتيجة الاتفاقيات التي تمت عام 1992 بين الدولة التركية المحتلة وإيران والحزب الديمقراطي الكردستاني والتي كانت تهدف للقضاء على حركة التحرر الكردستانية، كانت بريتان من المقاتلات اللواتي وقفنّ بالطليعة للدفاع عن أنفسهن، لتكون أول كتيبة خاصة بالمرأة تشارك في الحرب وتصد الهجمات التي تمارس ضد القضية الكردية".

وأكدت آرين باكير أن "الطريقة التي استشهدت بها بريتان وكيف رفضت الاستسلام للعدو، أثبتت مدى تعلقها بالحرية. جعلتنا بريتان نعشق الحرية ونسير على خطاها وعبر قوة إرادتها نواجه كل من يحاول كسر إرادتنا والقضاء على مكانتنا في المجتمع"، مبينة أن "استشهاد المناضلة بريتان كان له الدور البارز والأساسي في تجيش المرأة الأمر الذي كان يهدف إليه القائد أوجلان منذ تنظيم فكر المرأة الحرة، لتكون قوة قادرة على السير في طريق حريتها".

واستلهمت المرأة قوتها من استشهاد المناضلة بريتان وطورت نفسها في المجال العسكري لتحقيق أهداف الشهيدة بريتان هيفي، وحول هذا أشارت إلى أن "بريتان كانت الريادية في تجيش المرأة ومن ثم بعد استشهادها أثبتت النساء وجودهن داخل المجال العسكري ومنها وحدات حماية المرأة المتمثل في ثورة روج آفا وغيرها الكثير من القوات العسكرية الخاصة التي اكتسبت قوتها من استشهاد بريتان".

وفي ختام حديثها، عاهدت نائبة هيئة المرأة بمقاطعة عفرين ـ الشهباء آرين باكير جميع الشهيدات اللواتي فتحن مجال الحرية أمامهن بالسير على خطاهن حتى تحقيق أهدافهن في بناء وطن حر يسوده المساواة والديمقراطية وحرية المرأة.