الرقص إرثٌ لهوية الشعوب

فرقة الشهيدة دليلة لرقص الأطفال، تضم العديد من الأطفال وتعمل على تنمية موهبتهم مع مراعاة التنسيق بين الدراسة والتدريب.

نورشان عبدي

كوباني ـ لقد وُجدت البشرية حتى يومنا هذا، وحافظت على هويتها وثقافتها من الانصهار والإبادة الجماعية بطرقٍ عديدة، وقد سعت جاهدةً في هذا الصدد من خلال الملاحم والقصص والرقص الشعبي وغيرها الكثير.

يُعد الرقص من الفنون المؤثرة في التراث الشعبي وثقافة الشعوب، وتستخدمه في الوقت نفسه كوسيلةٍ لحماية الثقافة والهوية وإحيائها.

في مدينة كوباني، الواقعة في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا، يُقدم العديد من الراقصين والراقصات عروضهم، وتعمل حركة الهلال الذهبي ومراكز الثقافة والفنون على حماية هذه الثقافة وتنميتها من خلال إنشاء فرق للأطفال والشباب والنساء وحتى الأمهات.

 

فرقة أطفال الشهيدة دليلة

في مركز باقي خدو للثقافة والفنون بكوباني، تجذب فرقة الأطفال "الشهيدة دليلة" الأنظار. ترسم الفرقة، التي تأسست قبل أربعة أشهر، صورة فريدة عن ثقافة وفن كوباني الأصيل بأزيائها وحركاتها ورقصاتها وموسيقاها وألوانها، وقالت مديرة قسم الرقص في المركز الثقافي، دلفين محمد، وهي أيضاً معلمة رقص "فرقتنا تعمل من أجل التعرف على ثقافات المناطق الأخرى وحمايتها، نُعلّم الأطفال أيضاً رقصات جميع مناطق كردستان".

 

الرقص يجذب الأطفال

شاركت فرقة الشهيدة دليلة، المكونة من 35 طفلاً، في العديد من المهرجانات والاحتفالات والأنشطة حتى الآن، وتبين دلفين محمد بأنه بعد أن قدّم هؤلاء الأطفال عروضهم على المسرح، وأظهروا رقصهم الجميل في العديد من الأنشطة، انبهر الجميع بهم "الأطفال يتمتعون بالفعل بهذه السمة المتمثلة في التأثر الفوري بالثقافة والفن، ويلمسون ذلك في جميع مجالاتهم الفنية".

 

الرقص وحد التراث الشعبي والثقافة والهوية

الرقص ليس مجرد وسيلة للتعبير عن الذات، أي التعبير عن الفرح فكما تقول دلفين محمد "من الخطأ الاكتفاء بتقييم الرقص، فهو وسيلة مهمة وذات معنى للحفاظ على ثقافتنا الأصيلة، ومن خلاله، نُعرّف أيضاً بملابسنا وموسيقانا وفنوننا وهويتنا، ولهذا السبب، يُعدّ الرقص مجالاً واسعاً لتعزيز الثقافة والحفاظ عليها".

 

الحفاظ على الثقافة ممكن مع الأطفال

التعليم الأفضل يجب أن يبدأ بسن صغيرة لذلك تم تأسيس فرق رقص للأطفال "بهذه الخطوة، نهدف إلى تنشئة جيلٍ متفهمٍ، واعي، ومرتبطٍ بثقافتنا، ولذلك، يُعدّ إشراك الأطفال في الرقص قراراً صائباً وهادفاً، ولدينا بالفعل العديد من أعضاء فرق الرقص الشبابية الذين بدأوا في طفولتهم ويواصلون مسيرتهم في شبابهم".

 

الحب والفضول

الطفلة زيلان محمد، البالغة من العمر ١٢ عاماً، عضوة في فرقة الشهيدة دليلة، تقول إن حبها وفضولها الفني دفعاها للانضمام إلى فرقة الشهيدة دليلة "عندما أصعد إلى خشبة المسرح وأرقص مع أصدقائي، أشعر بسعادة غامرة وينمو بداخلي حماس كبير. بدأت الرقص منذ الصغر، وأنوي الاستمرار فيه حتى أكبر".

 

ناجحة في دراستها ورقصها

أما ديروك حنفي، البالغة من العمر ثلاثة عشر عاماً، فإن حبها للرقص نابع من عائلتها "إخوتي الأكبر سناً منضمون أيضاً لفرق رقص، لذلك تعرفت على هذه الفرقة وتعلقت بها، فانضممت إلى فرقة الشهيدة دليلة". مشيرةً إلى أنها ناجحة في دراستها ولم يؤثر انضمامها للفرقة على مستواها الدراسي.

وأوضحت أنها تخطط أيضاً للمشاركة في فرق رقص الشباب "عدد من الأطفال ينضمون إلينا ويتركون الفرقة بعد فترة قصيرة. أرى هذا خطأً، عندما تحب شيئاً ما، عليك أن تفعله وتنميه، لهذا السبب، سأبقى في فرقة الشهيدة دليلة وسأنضم إلى فرق الشباب عندما أكبر".