'العقد الاجتماعي مفتاح لحل جميع قضايا المرأة والمجتمع في سوريا'

أكدت نساء إقليم شمال وشرق سوريا خلال الملتقى التشاوري الأول على أهمية دور المرأة في بناء سوريا جديدة تضمن حقوق جميع المكونات، مشددات على ضرورة تكاتف النساء في جميع أنحاء سوريا.

تسنيم الصاري

الحسكة ـ أعربت نساء إقليم شمال وشرق سوريا عن رفضهن لذهنية إدارة هيئة تحرير الشام بإقصاء دور المرأة والمكونات الأخرى, من خلال الملتقى التشاوري الأول الذي عُقد في مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا من أجل ضمان حقوق جميع المكونات في سوريا, وكيان المرأة.

عقد مؤتمر ستار في مدينة الحسكة بالتعاون مع الحركات والتنظيمات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا، الملتقى التشاوري الأول، في السابع من كانون الثاني/يناير الجاري، تحت شعار "بتكاتف النساء سنبني سوريا ديمقراطية"، بمشاركة مئات النساء من مختلف المؤسسات والمدن السورية، مشدداً على أهمية العقد الاجتماعي للمرأة كخطوة لضمان حقوقها وحريتها، بالإضافة إلى أهمية التنوع الثقافي والعرقي في سوريا وتطبيق ثقافة العيش المشترك، والتي لا يمكن إحيائها إلا من خلال نظام يعترف بجميع الاختلافات ويستند إلى المساواة والديمقراطية.

عن النضال الذي خاضته المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، قالت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا أفين سويد "كانت النساء مهمشات في ظل حكم البعث, لكن بإرادتنا شكلنا الإدارة الذاتية في عام 2012 بوجود حقيقي وفعال للمرأة وتم الإعلان عنها بشكل رسمي في 29 كانون الثاني عام 2014, ركزنا من خلال مشروعنا على أن تعلب المرأة دورها في جميع جوانب الحياة للوصول إلى التمثيل المتساوي ونظام الرئاسة المشتركة".

وأضافت "واجهنا صعوبات وعانينا كثيراً في مواجهة الإرهاب وتخطينا هذه المراحل, لذلك نسعى للحفاظ على دور المرأة, وألا تكون التنظيمات النسائية تابعة للحكومة فقط تحت ذهنية الرجل كما كان يمارسه النظام السابق, فالنساء ضمن الإدارة الذاتية تلعبن دورهن في القيادة والدفاع والسياسة, فبعد سقوط النظام السوري نأمل بأن يكون للمرأة وجود حقيقي, لكن إدارة هيئة تحرير الشام بذهنيتها وتصاريحها تثير مخاوف السوريين".

وبينت أفين سويد أن "النقاشات والتصريحات التي تسعى لإقصاء دور المرأة تثير غضب النساء اللواتي عانينَّ خلال الأزمة السورية وبشكل خاص ما تعرضت له النساء في المناطق المحتلة من قبل الاحتلال التركي من خطف وقتل وغيرها من الانتهاكات", لافتةً إلى أن "ذهنية إدارة هيئة تحرير الشام لا تدعم الديمقراطية ودور المرأة".

 

من جانبها أوضحت عضوة أكاديمية الجنولوجيا زهربان حسين سبب إقامة الملتقى التشاوري الأول في إقليم شمال وشرق سوريا "تسعى الممثلات عن المكونات والأديان إلى توحيد موقف النساء السوريات حول القرارات التي تصدرها إدارة هيئة تحرير الشام بحق المرأة والمكونات الأخرى".

وأضافت "كنساء لسنا راضيات بما يحصل في سوريا، لا يمكن تهميش دور المرأة لأنها قدمت نضال طويل وغير منقطع في تاريخ سوريا وبشكل خاص خلال الـ 14 عاماً الأخيرة, حيث أثبتت قدرتها على البناء والولوج إلى كافة جوانب الحياة, وشهدنا هذا في كافة المدن السورية, لكن كان واضحاً في إقليم شمال وشرق سوريا بمشروع الإدارة الذاتية الذي يعمل على التمثيل المتساوي في الأحزاب والمؤسسات, بالإضافة إلى الرئاسة المشتركة التي تم تطبيقها في المنطقة".

ولفتت إلى "ما يحصل في سوريا اليوم من واقع نعيشه من انتهاكات بحق المكونات الأخرى وإحياء حكم على أساس التعصب والتطرف وإقصاء لدور المرأة "نحترم جميع الآراء ولكن لا نقبل بفرض الرأي أي يجب أن يتم النقاش على أي قرار يؤخذ وأن يصدر بصوت الشعب وإرادته, وبشكل خاص القرارات التي تخص المرأة لا يمكن أن تصدر من قبل الرجل بغض النظر عن مكانه في الإدارة والحكم".

وطالبت زهربان حسين ببناء سوريا لجميع المكونات وبإصرار وأن تكون القرارات تشمل كافة المكونات وأن يتم تطبيقها ولا تكون مجرد حبر على ورق وأن يكون للمرأة دور أساسي فيها.

 

بدورها قالت الصحفية نرجس إسماعيل إن تجمع النساء السوريات في الملتقى التشاوري الأول خطوة تاريخية وعظيمة وحاسمة ليكون للمرأة الدور الرّيادي والقيادي, وتلعب دورها في كافة مؤسسات الحكومة، مضيفةً "نقترح اعتماد العقد الاجتماعي الخاص بالمرأة لتكوين أساس ديمقراطي للمرأة في المجتمعات, ويحمي كافة المكونات ويضمن خصوصيتهم لبناء سوريا جديدة, كما نعلم أن المجتمع السوري نسيج من المكونات المختلفة, ومندمج منذ آلاف السنين بكافة اختلافاته الثقافية من لغات وعادات وتقاليد, لذلك على إدارة هيئة تحرير الشام الحالية أن تكون ديمقراطية تقبل التعددية لتشكيل حكم سليم لا يشبه نظام الأسد السابق"، مؤكدة أن "العقد الاجتماعي مفتاح لحل جميع قضايا المرأة والمجتمع في سوريا".