القائد أوجلان وفلسفة التحرر... الريادة النسوية في ثورة روج آفا

نساء كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا، تجسدن فلسفة القائد أوجلان بريادتهن في ثورة روج آفا، حيث جاء ميلاده هذا العام برسالة جديدة من أجل السلام والديمقراطية.

سيلفا الإبراهيم

كوباني ـ صادف الرابع من نيسان/أبريل ذكرى ميلاد القائد عبد الله أوجلان الـ 76، وتعتبر النساء والشعوب المضطهدة هذا اليوم ميلاداً بالنسبة لهم، ولنساء كوباني هذا اليوم ذا معنى خاص، لكون مدينتهن أول مكان وطئه قدم القائد أوجلان في سوريا، وتحديداً قرية عل بلور.

ولد القائد عبد الله اوجلان في 4 نيسان/أبريل 1949 في قرية أمارا التابعة لمدينة رها (أورفا) في شمال كردستان، ويحتفل الكرد والشعوب المؤمنة بفلسفة القائد أوجلان بهذا اليوم، كانبعاثة جديدة بالنسبة لهم، وقد احتفل الآلاف من أهالي مقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا بهذه المناسبة هذا العام.

وقد تجمع الأهالي عند ساحة المرأة الحرة وسط مدينة كوباني، لينطلقوا بقافلة تضم المئات من السيارات قد تزينت بصورة القائد عبد الله أوجلان، ورموز ثورة روج آفا باتجاه قرية عل بلور.

 

"ميلاد القائد أوجلان إشراقة حرية للشعوب المضطهدة"

تقول ليلى أحمد التي شاركت في الاحتفال الذي شهده كوباني يوم الجمعة 4 نيسان/أبريل، "نعتبر هذا اليوم ميلاداً للنساء لأن القائد أوجلان أول من كسر قيود العبودية التي كبلت المرأة، وأظهر حقيقتها، لأن النساء عرِفنَ أنفسهن عبر فلسفته، تلعبن أدوارهن في صفوف القوات العسكرية وصنع القرار السياسي كذلك، وتهزن العالم بالإرادة التي اكتسبنها من تلك الفلسفة"، مضيفة "لم يكن ميلاد القائد أوجلان ميلاداً للنساء فحسب، بل كانت إشراقة حرة لجميع الشعوب المضطهدة في مقدمته الشعب الكردي، وهذا ما جعله قائداً وفيلسوفاً أممياً".

وتعد قرية عل بلور الواقعة غرب مدينة كوباني بـ 10 كم أول قرية زارها القائد عبد الله أوجلان أثناء دخوله إلى سوريا، لذا تتمتع بمكان معنوية لدى أهالي المدينة ويحيون ذكرى ميلاده سنوياً فيها، عبر نشاطات مختلفة من زرع الأشجار وغيرها، وفي هذا العام قاموا بزيارة القرية والبيت الذي قطنه القائد أوجلان لمدة 30 يوماً، بينما أقاموا الاحتفالية في وسط المدينة.

 

فلسفة القائد أوجلان انعسكت على نضال نساء كوباني

تقول عضوة منسقية مؤتمر ستار في مدينة قناية بمقاطعة الفرات سعاد شيخ دمر إحدى زائرات قرية عل بلور أن "الشعب الكردي خلال القرون والسنوات التي مضت عاش ضياعاً في تاريخه بمحاولات الصهر، وحلت الحرية عليه بولادة الأم للقائد أوجلان، كما يحل نيسان الربيع على الطبيعة"، لافتةً إلى أنه "بدخول القائد أوجلان إلى كوباني عبرَ قرية عل بلور رسخت فلسفته بين أهاليها بالنشاطات والفعاليات التي أقامها القائد أوجلان بين أبناء المدينة، وعكس ذلك على نسائها والثورة التي انطلقت من أرضها لتعم كافة مدن إقليم شمال وشرق سوريا".

وبينت أن "الاحتلال التركي يستهدف عمداً كوباني بسياساتها إدراكاً منها بأن فلسفة القائد أوجلان انطلقت من كوباني نحو سوريا بأكملها"، مستدركة بالقول "نساء كوباني لعبن الدور الريادي في مقاومة سد تشرين إذ كن أولى الوفود التي وصلت للسد تحت القصف وطائرات الاحتلال متحديات الموت من أجل حماية السد، وهذا يدل على أن شعب هذه المدينة لم يعد يتقبل العبودية مهما كلفه الثمن"، مؤكدة "سنكون أهلاً لتضحيات القائد أوجلان والفلسفة التي منحنا إياها، بالانتصارات التي سنحققها بفلسفته".

 

"ما قاله القائد أوجلان قبل 30 عاماً يطبق على أرض الواقع اليوم"

فيما بينت زهية علي بأن ميلاد القائد أوجلان هذا العام يختلف عن السنوات السابقة حيث تم الاحتفال بهذه الذكرى في ظل العمل على تحقيق دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" التي أطلقها، واعتبرت ذلك "نصر يلوح بحرية القائد أوجلان الجسدية، لأنه سيكون عام السلام والحرية والمجتمع الديمقراطي".

وقد التقت زهية علي بالقائد أوجلان في عام 1995 وتستحضر إحدى خطابته قائلة "كان يركز القائد أوجلان في أحاديثه وتوجيهاته على أهمية اعتماد الشعوب على ذاتها لتحقيقه حريتها، دون انتظار الحماية والأمل من أحد آخر، وهذا تبين في ثورة روج آفا، الثورة التي بدأت بإرادة الشعوب واستمرت بتضحياتهم وانتصرت بنضالهم، دون أي عون من أحد، وهذا يوضح قوة تحليله للمستقبل بناء على معرفته لحقيقة السياسة التي كانت تدار من حوله".

 

"القائد منح البصيرة لمن كان كفيفاً عن قضيته"

وخلال الاحتفالية التي أقيمت في ساحة الشهيد عكيد بعد زيارة الأهالي لقرية عل بلور عبرت عضوة مؤتمر ستار في مدينة كوباني بكيرة سنجار عن فرحتها بهذا اليوم "القائد أوجلان استطاع أن يمنح البصيرة لكل من كان كفيفاً عن حريته، وأن يمنح الصوت لكل من كان أبكم عن قول الحقيقة"، وشبهت فلسفة القائد أوجلان بالإرادة التي تزيح الصخرة بعشبة كان يمنع نموها، والشعوب التي اقتادت بفكره أزاحت العبودية وارتقت وطورت من نفسها "نعتبر ميلاد القائد  أوجلان حدث مهم في تاريخنا" مؤكدةً أنهن ستناضلن حتى تحققن حريته الجسدية.