النساء والتغيرات المناخية في تونس... واقع صعب وحلول غير كافية
تعاني التونسيات خاصة العاملات في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من تأثيرات التغيرات المناخية على صحتهن وأعمالهن الزراعية، في ظل ضعف الوعي بمدى خطورة هذه الظاهرة.

زهور المشرقي
تونس ـ للتغيرات المناخية تأثيرات على كافة فئات المجتمع خاصة على النساء، اللواتي تعملن في القطاع الزراعي، مما يجعلهن تواجهن تحديات أكثر خلال عملهن.
يسعى المجتمع المدني في تونس إلى توعية النساء بضرورة إيجاد حلول مستدامة للحفاظ على مصادر رزقهن في مواجهة التغيرات البيئية المتسارعة، جاء ذلك خلال ندوة نظمها الاتحاد العام التونسي للعمل أمس الثلاثاء 18 شباط/فبراير، حول تأثيرات التغيرات المناخية.
وأكد المشاركون أن النساء هن الأكثر تضرراً بسبب غياب الوعي بالمخاطر البيئية وتأثيرها المباشر على حياتهن اليومية، وأشار المتدخلون إلى أن تعامل الدولة مع هذه التحديات لا يزال محدوداً، حيث تفتقر التدخلات الرسمية إلى الحلول الفعالة.
وعلى هامش الندوة قالت المنسقة بقسم ممتلكات الاتحاد العام التونسي للعمل والاقتصاد الاجتماعي والتضامني سعاد خلولي، إن التشخيص الذي أجراه الاتحاد بالتعاون مع الجمعية الإسبانية للتعاون كشفت عن الصعوبات التي تواجهها العاملات، خاصةً في ظل ارتفاع درجات الحرارة ونقص الموارد المائية، مشيرةً إلى أن النساء، خصوصاً المنخرطات في الاقتصاد التضامني والاجتماعي، تجبرن على جلب المياه من أماكن بعيدة أو تخزينها في خزانات غير صالحة للاستعمال، ما يؤثر على إنتاجيتهن الزراعية.
وأوضحت أن العديد من العاملات غير واعيات بالعلاقة بين التغيرات المناخية وظروف عملهن الصعبة، مما يدفع الاتحاد إلى تنظيم دورات تكوينية لتمكينهن من التعامل مع هذه التحديات، مثل تعلّم كيفية تخزين مياه الأمطار والاستفادة منها.
من جهتها شددت رئيسة مجمع يختص في الاقتصاد التضامني والاجتماعي في مرناق تقوى مرغرني، على ضرورة دعم العاملات في القطاع الزراعي، مؤكدة أن ندرة المياه والتغيرات المناخية تؤثر سلباً على الإنتاج الزراعي "أن بعض النباتات مثل تلك المستخدمة في التقطير، لم تعد تتأقلم مع الظروف المناخية الجديدة، مما يدفع النساء للبحث عن حلول مبتكرة مثل استخدام مضخات لتخزين مياه الأمطار".
وأكدت أن توعية النساء بمخاطر التغيرات المناخية يتم عبر التعليم والتثقيف، حيث يتم تدريبهن على الاستفادة من الموارد الطبيعية بطرق مستدامة، مثل استخدام فضلات الحيوانات كمبيدات طبيعية "أن النساء لسن المسؤولات عن التغيرات المناخية، بل يتحمل أصحاب المصانع وأصحاب القرار الجزء الأكبر من المسؤولية، في حين أن العاملات هن الأكثر تضرراً".
والجدير بالذكر، أن مثل هذه التحديات تظهر أن التغيرات المناخية لم تعد مسألة بيئية فحسب، بل أصبحت قضية اجتماعية واقتصادية تؤثر بشكل مباشر على الفئات الأكثر هشاشة وفي مقدمتها النساء، ومع ضعف التدخلات الحكومية يبقى دور المجتمع المدني محورياً في توعية النساء وتمكينهن من التكيف مع هذه التحولات البيئية للحفاظ على مصادر عيشهن.