مركز الأخبار ـ تزامناً مع الذكرى الـ 32 لاستشهاد بيريتان هيفي يشن الاحتلال التركي هجمات واسعة على إقليم شمال وشرق سوريا، وأكدت النساء اللواتي أحيين ذكرى استشهادها أن الخيانة التي ارتكبت بحق الشهيدة في مثل هذا اليوم من عام 1992 تعاد مرة أخرى بحق شعوب المنطقة.

 

منبج... بيريتان هيفي رمز المقاومة في وجه الاحتلال والخيانة

مع حلول الذكرى السنوية 32 لاستشهاد بيريتان هيفي أكدت المشاركات في استذكارها أن مرحلة الصراعات التي تمر فيها المنطقة بحاجة لشخصيات تتحلى بروحها.  

وجاء ذلك من خلال الفعالية التي قام بها مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا، وتخلل الاستذكار إشعال الشموع والتطرق إلى حياة الشهيدة من خلال السنفزيون، ونضالها في وجه الخيانة، والتأكيد أنها استمدت روح نضالها من المناضلات الكرديات اللواتي وضعن بصمتهن في التاريخ النضال الكردي.

وقد رمت الشهيدة بيريتان هيفي بنفسها من أعلى جبل خاكورك في إقليم كردستان كيلا تقع أسيرة في يد البيشمركة، وجيش الاحتلال التركي، عندما نفذ الرصاص من سلاحها، وبذلك أكدت على مقاومتها ضد الخيانة والاحتلال، وبعد ذلك تم تأسيس وحدات المرأة الحرة YJA Star في قنديل لمواصلةً نضال النساء من خلال تنظيمهن في قوات لها خصوصيتها.

 

"نقاوم بفكرها"

وعلى هامش الفعالية قالت الناطقة باسم لجنة التدريب في تجمع نساء زنوبيا هيفي محمد "الشهيدة بريتان هيفي مثلت نهج حرية المرأة والمقاومة ضد الخيانة، وتربطنا بها علاقة قوية"، لافتةً إلى أنه ولكونها من مدينة ديرسم عرفت بيريتان هيفي معنى الإبادة التي ارتكبت بحق شعبها من قبل العثمانيين.

ووصفت الشهيدة بريتان بـ "العظيمة"، قائلةً إن "عظمة الشهيدة بريتان والروح التي تجلت في نضالها بعمرها الشاب رسمت نهج النضال والحرية الذي امتد ليومنا هذا، لتقتدي بنضالها جميع النساء، فالشهيدة أخذت مكانتها في الخطوط الأمامية لمواجهة العدو، وجعلت من جسدها درعاً وحاجزاً تحمي به رفاقها، وبعد استشهادها أعلن القائد عبد الله اوجلان عن تأسيس قوات المرأة، واليوم جميعنا نسير وفق نهجها، ونقاوم بفكرها والإرادة التي تحلت بها".

 

نضالها لا يقف عند قومية محددة

فيما قالت الإدارية في مكتب المرأة لهيئة الإدارة المحلية في مقاطعة منبج خديجة شواخ "لا يقف نضال الشهيدة بيريتان هيفي عند حد النضال الكردي، فكوني امرأة عربية تأثرت أيضاً بنضالها، لقوة شخصيتها والإرادة التي امتلكتها، فقرارها بأن تستشهد وألا تقع أسيرة في يد العدو يؤكد مدى شجاعتها وجسارتها".

وأشارت إلى أن استشهادها أعطى الفكرة لتأسيس قوات نسائية، مضيفةً "استمدت النساء قوتهن وجسارتهن من استشهادها، وهذه الجسارة التي منحتنا إياها الشهيدة بريتان تدعو للفخر، وانتهاج دربها، لكي يعلم الأعداء بأننا نساء قويات، قادرات على النضال، لأننا نمثل إرادتها في نضالنا".

 

 

الحسكة... سياسة الإبادة ومحو هوية الشعوب ووجودها ما زالت مستمرة

وهذا ما أكدت عليه نساء مدينة الحسكة في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها مؤتمر ستار في إقليم الجزيرة، معتبرات أن تضحيتها بنفسها بألا تقع أسيرة في يد عدوها أصبحت إرثاً لجميع النساء.

ووقفت النساء تحت شعار "ضد الاحتلال والخيانة Jin Jiyan Azadî"، وألقيت كلمة من قبل الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي رمزية محمد.

وأكدت الكلمة على أنه "يمر اليوم 32 عاماً على المقاومة والصمود في وجه الخيانة، وضد الإبادة والظلم بحق شعوب المنطقة، إلا أن سياسة الإبادة ومحو هوية الشعوب ووجودها ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا على شعوب كردستان".

ولفتت إلى أن "شعوب إقليم شمال وشرق سوريا اتخذت من مبدأ أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية التي نادى بها القائد عبد الله أوجلان أساساً لها وتطبقها على أرض الواقع من خلال مؤسساتها ومجالسها، إلا أن هذا لم يعجب دولة الاحتلال التركي التي تستهدف مناطقنا بين الحين والآخر، كما تستهدف المنطقة منذ الأمس على طول الحدود".

وأشارت أن الهدف من هذه الهجمات كسر إرادة شعوب المنطقة "هدفهم كسر إرادة الشعوب الحرة المطالبة بحقوقها المشروعة والمطالبة بالمساواة وتحقيق العدل، والقضاء على مكونات المنطقة لإفشال مشروع الإدارة الذاتية".

 

"نسير على خطى بريتان"

وعلى هامش الفعالية قالت عضو منسقية مؤتمر ستار في مدينة الحسكة خالدة بوطي "نظمنا هذه الوقفة الاحتجاجية لاستذكار القيادية بيريتان هيفي التي وقفت في وجه الخيانة والظلم ولم تقبل الاستسلام، ونحن نساء شمال وشرق سوريا سوف نسير على خطى بريتان ورفاقها الذين لم يقبلوا الخيانة وسوف نكون حصناً منيعاً ونقاوم بكل إرادتنا ضد الاحتلال والإبادة".

وأكدت أن الشهيدة بريتان هيفي مثال يحتذى به واصفةً إياها بالبطلة والمقاومة والأيقونة لجميع النساء التواقات للحرية.

ولفتت إلى الهجمات المستمرة على إقليم شمال وشرق سوريا منذ الأمس "ندين هجمات الاحتلال التركي على مناطقنا بشدة، ونؤكد أننا سوف نقاوم وندافع عن ارضنا وعن مكتسباتنا التي حققناها بدماء شهيداتنا وشهدائنا الذين ضحوا في سبيل حريتنا، متخذين من فكر وفلسفة القائد عبد الله اوجلان مرجعاً لنا".

وشددت على أن الخيانة التي ارتكبت بحق القيادية بيريتان هيفي تعاد مرة أخرى، وترتكب على يد اعداء الشعب الكردي والخونة منهم، مناشدةً المنظمات الحقوقية بالوقوف في وجه مخططات وهجمات الاحتلال التركي "ندين وبشدة الصمت الدولي حيال الهجمات التركية المتكررة على مناطقنا، ونطالبها باتخاذ مواقف صارمة حيالها وألا تقف موقف المتفرج وتركيا ترتكب المجازر بحقنا وبحق أطفالنا".

 

 

"رمز للنضال النسوي"

كذلك أكدت نساء مقاطعة الرقة في سلسلة المحاضرات التي تم تنظيمها من قبل المجلس العام على أن نضال الشهيدة بيريتان ترك رسالة قوية لجميع النساء في العالم على أنها رمز مقاومة المرأة.

وتناولت المحاضرة حياة الشهيدة بريتان هيفي، ولفتت الانتباه إلى إرادتها القوية وانخراطها في النضال وقيادتها لكتيبة في وقت قصير، ودفاعها عن رفاقها بأن فضلت الموت على الاستسلام، "تمت محاصرة كتيبة الشهيدة بيريتان مما جعلها تتخذ تدابير دفاعية لحماية رفاقها واستطاعت بذكائها أن تنقذهم بتامين طريق لرفيقاتها لينفذن من الحصار ولتبقى هي وحيدة تدافع عنهن، وأصيبت برصاصات ولكنها ظلت تحارب إلى آخر رصاصة لديها لكن البيشمركة تمكنت من تطويقها".

واختتمت المحاضرة بالتأكيد على أن "استشهاد بيريتان هيفي كان رسالة لتعزيز قدرات المرأة وأنه بالإرادة ستحقق النصر كما جسدت في شخصيتها حقيقة تاريخ المرأة الكردستانية ضد الذهنية الهادفة لإنكار المرأة وإرادة الشعوب".

وقالت لوكالتنا الرئيسة المشتركة للمجلس العام في مقاطعة الرقة هيفاء مسلم "الشهيدة بريتان مثلت المرأة صاحبة الإرادة القوية وحتى في آخر لحظة لم تستلم ولم تسلم سلاحها أو نفسها للعدو كيلا يستغلونها، ونعتبرها مثال للمرأة المناضلة ونحن نساء إقليم شمال وشرق سوريا نسير على خطاها".

وعن مقاومتها ضد العدو أشارت الإدارية في رابطة أهالي عفرين في مقاطعة الرقة مريم بلال "من خلال هذه المحاضرة استطعنا أن نتعرف على فكر المرأة السياسي ومقاومتها ضد فكر العدو ودفاعها عن نفسها وفكرها وحريتها، كما أن نضال الشهيدة بيريتان ترك رسالة قوية لجميع النساء وخاصة الكرديات مما دفعهن للدفاع عن ثورة المرأة".

وحول الفعالية التي نظمها مجلس تجمع نساء زنوبيا قالت إدارية مجلس تجمع نساء زنوبيا آلاء الصالح "الشهيدة بيريتان هي رمز لثورة المرأة الحرة وقد ألقت بنفسها من أعلى الجبل لتلبس ثوب الحرية ولنلبس بعدها هذا الثوب الذي قدمته لنا، وشكلت رمزاً لمقاومة المرأة الكردية والعربية، ونحن اليوم نُشيد بدور الشهيدات ونعاهدهن بالسير على درب الشهادة لنكون فداء للوطن ولقضية المرأة".