النساء الإيزيديات: الوعي هو السبيل الوحيد لمواجهة الإبادة والمجازر

أكدت النساء الإيزيديات أن المجازر والانتهاكات المرتكبة بحقهن نابعة من الذهنية الذكورية التابعة للدول المهيمنة، مشدّدات على أن حرية ووعي المرأة هما السبل الوحيدة لحمايتها من القمع والانتحار.

شنكال ـ تُعد المجازر المرتكبة بحق النساء واحدة من أكثر أشكال العنف الممنهج في التاريخ حيث تتجلى فيها أبشع صور الإقصاء والاضطهاد القائم على النوع الاجتماعي، لا سيما التي ترتكب من قبل الذهنية الذكورية المتجذرة في المجتمع والتي تسعى إلى السيطرة على المرأة ودورها في الحياة.

دخلت الانتفاضة الشعبية التي بدأت في شرق كردستان وإيران إثر مقتل الشابة الكردية جينا أميني ولاقت صدى عالمياً واسعاً في عامها الثالث، وقيّمت النساء الإيزيديات قتل النساء ودورهن في قيادة الحياة، مؤكدات أن جميع المجازر المرتكبة ضد المرأة تُرتكب بوعي الدولة الذكورية.

بينت عضوة مؤسسة عوائل الشهداء باكيز جلال بأنه إذا لم تنظم النساء أنفسهن، فستواجهن المجازر دائماً "إذا كانت المرأة مقموعة ومستعبدة ولم تكن متعلمة ستكون هدفاً للمجازر".

ولفتت إلى أن النساء الإيزيديات تعرضن للاضطهاد والإبادات عبر التاريخ، مما أدى في الكثير من الحالات إلى مآسٍ مؤلمة كحرق أنفسهن والانتحار "إن إجبار المرأة على ارتداء الحجاب هو انتهاك لحريتها الشخصية، ولا يمتّ بصلة إلى تعاليم ديانتنا الإيزيدية التي ترفض الانتحار كخيار، نطمح إلى عالم تُحترم فيه حياة النساء، ويتوقف فيه قتلهن في كل مكان".

واختتمت باكيز جلال حديثها بالتأكيد على دور ومكانة المرأة في الحياة والمجتمع، مشددةً على أن "المرأة هي الحياة، فحين تكون المرأة حرة مدركة لوجودها وقادرة على حماية نفسها فإن إرادتها تصبح عصية على القهر، ولا يمكن لأي قوة أن تفرض عليها المجازر أو تسلبها كرامتها، المرأة هي أساس بناء المجتمع، وهي من تمنحه الحياة والاستمرار".

 

"فكر القائد أوجلان منارةً لنا"

من جهتها، استذكرت عضوة حركة حرية المرأة الإيزيدية TAJÊ توري فقير، الجرائم المرتكبة بحق النساء مشيرةً إلى أنه مجرد ظهور خصلة من شعر المرأة قد يؤدي بها إلى المجازر والقتل، مؤكدةً أن الرجال يمنعون النساء من عيش حياة كريمة ذات قيمة، بل يسلبون حرية النساء ويقمعون وجودهن.

وأكدت على أنه "لن نسمح باستمرار قتل النساء أو حبسهن داخل جدران المنازل، نحن ماضيات في طريقنا مستنيرات بفكر القائد عبد الله أوجلان الذي أصبح منارةً تهدي النساء في مجتمعنا، سنبقى ملتزمات بهذا الفكر، رافضات أن نكون عبيداً أو تابعين لأي جهة، وبوعي ومعرفة عميقة سندرك اختلافنا ولن نسمح بعد اليوم بارتكاب مجازر بحق النساء الإيزيديات"، لافتةً إلى أن الرجال دفعوا بالنساء إلى الانتحار وهذه الأفعال هي من صنعهم وأكبر خطأ يمكن أن ترتكبه المرأة هو حرق نفسها أو الإقدام على الانتحار.

ودعت توري فقير النساء إلى النضال والدفاع عن أنفسهن لأنه بإمكان المرأة الآن القيام بكل شيء، من التعليم إلى تنظيم ذاتها وإدارة نفسها، "لذلك من أجل حماية النساء لحياتهن الخاصة والعيش بحرية يجب عليهن أن تعرفن أنفسهن".