'العنف ضد المرأة بنية تاريخية أعاد النظام الأبوي إنتاجها عبر القرون'
أكدت المنصة الديمقراطية العابرة للحدود الوطنية للمرأة إن نساء مثل وريشة مرادي وبخشان عزيزي وزينب جلاليان، والآف النساء الأخريات، أثبتن أن المرأة تقف حتى في قلب السجن ولا تسكت صوت مقاومتها حتى في أحلك الظروف.
مركز الأخبار ـ تندد النساء في مختلف أنحاء العالم في 25 تشرين الثاني/نوفمبر باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، في مناسبة سنوية تهدف إلى تسليط الضوء على حجم الانتهاكات التي تتعرض لها النساء والفتيات، والدعوة إلى تكثيف الجهود الدولية لمواجهة هذه الظاهرة.
وعشية اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أكدت المنصة الديمقراطية العابرة للحدود الوطنية للمرأة، اليوم الاثنين 24 تشرين الثاني/نوفمبر في بيان لها، أن العنف ضد المرأة ليست ظاهرة فردية أو مقتصرة على سلوك محدد، بل هو بنية واسعة الانتشار وتاريخية تشكلت باسم النظام الأبوي في العديد من المجتمعات، وأعيد إنتاجها منذ قرون في المنازل والشوارع والقوانين والسرديات الثقافية والأنظمة القضائية والسجون.
وجاء في نص البيان " هذه البنية التاريخية التي شكلها النظام الأبوي تجعل من أجساد النساء مجالاً للمراقبة، وأصواتهن مكبوتة، وإرادتهن مجالاً للقيود، ولا تسعى إلى ارتكاب العنف فحسب، بل إلى تبريره وتطبيعه أيضاً، لأن النساء اللواتي تواجهن عنفاً ممنهجاً أو تهديدات أو تمييزاً أو سجناً أو حرماناً من حقوقهن لسن ضحايا لحظة عابرة، بل هن ضحايا نظام يرى في حرية المرأة وإرادتها تهديداً".
وأكد البيان أن النساء مثل وريشة مرادي وبخشان عزيزي وزينب جلاليان، وآلاف النساء المعروفات وغير المعروفات، أثبتن أنهن يقفن حتى في قلب السجن ولا يُسكتن أصوات مقاومتهن حتى في أحلك الظروف، إن العنف والحرب وآليات السلطة ورأس المال تنتج وتعزز أشكالاً مختلفة من القمع والنظام الأبوي، من خلال الحفاظ عليها وإضفاء الشرعية عليها، وهو ما يضمن استمرار هذه الدورة، ومع ذلك فقد أظهر كل من التاريخ والحاضر أن قول "لا" من قبل النساء هو الخطوة الأولى في كسر هذه السلسلة طويلة الأمد، فـ "لا" ليست رد فعل شخصي بل إعلان عن الوجود واحتجاج هيكلي ضد العنف والتمييز.
وأشار البيان إلى أن مسار العنف ضد المرأة اتخذ أشكالاً متعددة على مر القرون، من جرائم القتل المُشرّعة، وحرق النساء باسم السحر، والتصورات القائلة بملكية المرأة في النظم القبلية، واستغلال أجساد النساء في الاقتصادات الصناعية، وصولاً إلى استخدام العنف الجنسي كأداة للحرب والإبادة، ولا تقتصر هذه الأحداث على الماضي بل تستمر بأشكال جديدة، وفي مواجهة هذا التاريخ الطويل من القمع، أثبتت الحركات الراديكالية والمقاومة العفوية للنساء في مختلف أنحاء العالم أنه لا يمكن لأي بنية، حتى لو امتدد عمرها لألاف السنين، أن تصمد أمام وعي المرأة وتنظيمها ومقاومتها.
وأوضح البيان أن النضال ضد العنف والتمييز والذكورية يتجاوز الحدود والجنسية واللغة أو الأيديولوجية، وطالما أن المرأة في أي مكان في العالم تواجه التهديدات أو الإقصاء أو السجن أو الإعدام بسبب الظلم، فإن ضرورة هذا النضال تظل قائمة "مقاومة المرأة ليست انتقاماً، بل من أجل الكرامة والعدالة وبناء عالم خالٍ من التمييز، عالم لا تتعرض فيه أي امرأة للعنف أو الإقصاء أو القمع لمجرد كونها امرأة، تحرير المرأة هو كسر نظام العنف، وإلى أن يتحقق هذا التحرير بالكامل، لن يتسنى لأي مجتمع بلوغ الحرية الحقيقية".
ودعت المنصة الديمقراطية العابرة للحدود الوطنية للنساء جميع محبي الحرية والساعين إلى المساواة إلى الوقوف بجانب هذا المسار العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة والمساهمة في مواصلة هذا النضال معاً.