المؤتمر الرابع لحزب سوريا يؤكد على أهمية نشر الوعي السياسي وتطوير لغة الحوار
في ظل التحديات التي تواجه المنطقة عقد المجلس العام لحزب سوريا المستقبل مؤتمره الرابع في مدينة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا ومن أهم مخرجاته الإعلان عن تطبيق نظام الرئاسة المشتركة في هيكلية مجلس حزب سوريا المستقبل.
الرقة ـ دخلت الأزمة السورية عامها الـ 14 نتيجة غياب الحل السياسي والتدخل الخارجي، ولكن هناك جهود حثيثة من قبل مختلف الجهات الفاعلة في إقليم شمال وشرق سوريا لتطبيق المشروع الديمقراطي وبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.
عقد مجلس حزب سوريا المستقبل في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا اليوم الأربعاء 27آذار/مارس مؤتمره الرابع تحت شعار "حزبنا مستقبلنا، إدارتنا ضماننا، قواتنا نصرنا، سوريا توحدنا" بمشاركة واسعة من جميع المقاطعات ومن الداخل السوري.
وتضمن برنامج المؤتمر إلقاء العديد من الكلمات التي حثت على أهمية انعقاد المؤتمر بهدف بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، ونشر الوعي السياسي لدى الشعب السوري، والعمل على تطبيق العقد الاجتماعي، وتنظيم صفوف الشباب لخلق شباب واعي ذو أهداف وثقافة مرتبطاً بأرضه، إضافة لنشر الوعي البيئي، وتطوير لغة الحوار بين كافة السوريين وإيصال هذه الرؤية الى المحافل الدولية.
وفي الكلمة التي ألقتها ليلى قره مان الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية قالت إن انعقاد المؤتمر يعد ضرورة ملحة لعودة التعددية، ولرسم السياسيات والاستراتيجيات، مؤكدةً أن "الديمقراطية وللامركزية هي التي تجمعنا كسوريين"، فيما شدد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي على أن سوريا في هذه المرحلة تشهد تحديات تهدد مستقبل سوريا.
وعلى هامش المؤتمر قالت الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل سميرة العزيز لوكالتنا "بحضور أكثر من ألف عضو ومندوب وأكثر من مئتي شخصية من الكتل والأحزاب السياسية وحركات المرأة والشبيبة، اجتمعنا اليوم في هذا المؤتمر". معتبرةً أن "تأسيس حزب سوريا المستقبل في عام 2018 هو الهوية السورية الجامعة بين كافة الاطياف السورية، لذلك نعمل على الاعتراف الشرعي والسياسي بالإدارة الذاتية وندعم قوات سوريا الديمقراطية ونؤمن بوحدة الصف السوري".
وعن مواجهة حزب سوريا المستقبل للتحديات قالت "نعمل على تقوية تنظيمنا أكثر وتوسيع قاعدتنا الجماهرية من أجل الوصول إلى السوريين سواءً في الداخل السوري أو في دول المهجر، ومن أهم هذه التحديات عدم استقرار المنطقة وغياب الحل السوري وعدم قيام الدول الضامنة بمهامها تجاه السوريين خاصة بعد دخول الأزمة السورية عامها الـ 14 إلى جانب الاحتلالات المتواجدة في سوريا ومنها تركيا التي تعمل على ضرب أمن واستقرار المنطقة وخلق الفتنة بين مكوناتها وانتهاك سيادتها من خلال استهداف البنية التحتية"، مؤكدةً أن "تواجدنا اليوم بهذا العدد ردنا على هذه التحديات".
وأشارت إلى أن "تنظيمنا في مناطق حكومة دمشق سري حفاظاً على الشخصيات التي تعمل معنا، إضافة إلى أننا نعمل على تقوية تنظيمنا في الخارج السوري من خلال تشكيل منظمة في أوروبا تدعم السوريين وتتواصل معهم".
وعن دور المرأة البارز في حزب سوريا المستقبل ومكانتها، لفتت إلى أن وجود المرأة مع الرجل بالإنصاف وتشكيل مجلس المرأة في الحزب ليكون خاص بتنظيمها وأعمالها كان من الإنجازات التي حققتها المرأة رغم كافة التحديات التي تواجهها مجتمعياً، "خلال هذا المؤتمر سيتم الإعلان عن نظام الرئاسة المشتركة وهو تأكيد على إيماننا الحقيقي بمبادئ الإدارة الذاتية التي انتهجت نظام الرئاسة المشتركة لأن المرأة أكدت فاعليتها في مواقع صنع القرار في الحزب".
وأملت سميرة العزيز أن يلتف السوريين في الداخل والخارج حول الحزب وأن يتعمقوا بمبادئه "سنعمل على توحيد السوريين من خلال الحوار لبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية".
من جهتها لفتت الناطقة باسم المجلس العام لحزب سوريا المستقبل غالية كجوان إلى شعار المؤتمر قائلةً إن اختياره يهدف إلى "تسليط الضوء على المساعي الحثيثة للإدارة الذاتية وعقدها الاجتماعي الذي ينص على الوحدة السورية الذي يعتبر نواة الحل للأزمة السورية العالقة"، لافتةً إلى أن "هناك عدد كبير من الحضور من عدة مناطق من الداخل السوري كحمص وحماة وتدمر، وهذا يدل على أننا تمكنا من الوصول لجميع أنحاء سوريا".
ولفتت إلى الأعمال والنشاطات التي قام بها الحزب خلال العامين الماضيين "كان هنالك سلسلة من الأعمال والنشاطات المنبثقة من التوصيات للمؤتمر الثالث، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي كما تم عقد العديد من الندوات والمحاضرات التي من ِشانها توحيد السوريين".
وأوضحت أن هناك برامج وخطط مستقبلية "نعمل على توعية وتنظيم كافة أبناء الشعب السوري بمخاطر تواجد دولة الاحتلال التركي على الأراضي السورية وأهدافها في تفكك الوحدة السورية وتغير ديمغرافيتها"، مؤكدة أن هناك تقدم ملحوظ على الصعيد السياسي بسبب الجهود الحثيثة المبذولة في سبيل تعزيز دور حزب سوريا المستقبل ليكون محققاً لتطلعات الشعب السوري وبوابة حل للأزمة السورية التي طال عمرها "لدينا تواصل وعلاقات دبلوماسية مع الدول الضامنة، لإيجاد حل سياسي ديمقراطي يرضي جميع أطراف الشعب السوري".
واختتم المؤتمر بجملة من التوصيات أبرزها "العمل على إيقاف الحرب وتحقيق اسلام المستدام عبر الحوار السوري السوري والحل بين كافة الأطراف السورية، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المقيدين والعمل على عودة المهجرين والنازحين، ومتابعة قضية الشهيدة هفرين خلف والعمل على المطالبة بمحاسبة الجناة ومرتكبي جرائم الحرب لتحقيق العدالة السلام، ودعم وتفعيل دور المرأة والشباب في كافة المجالات والمستويات، وضرورة مشاركة القوى السياسية الفعالة في اقليم شمال وشرق سوريا لحل الأزمة السورية وفق القرار الأممي 2254، وشكل الحكم المنشود أن تكون سوريا تعددية لامركزية ذات نظام برلماني لامركزي، والعمل على انهاء كافة الأحتلالات في سوريا خاصة الاحتلال التركي من خلال الأمم المتحدة وتعزيز ثقافة الدفاع المشروع ومساندة قوات سوريا الديمقراطية، والتأكيد على أهمية تطبيق العقد الاجتماعي الذي هو النواة لدستور سوريا المستقبل، والسعي للمطالبة بالاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية كمشروع ديمقراطي لحل الأزمة السورية".