الموت يغيب رائدة الغناء النسوي الشعبي في اليمن تقية الطويلية
عن عمر يناهز السبعين عاماً، توفيت الفنانة اليمنية تقية الطويلية، بعد مسيرة فنية استمرت لأكثر من أربعة عقود، ساهمت خلالها في ترسيخ حضور المرأة في الفضاء الفني المحلي.

اليمن ـ كانت تقية الطويلية واحدة من أبرز الأصوات النسائية التي ساهمت في حفظ التراث الغنائي وإحيائه تميزت بأدائها للأغاني التراثية والموشحات الصنعانية، وبدأت مسيرتها الفنية في جلسات نسائية خاصة قبل أن يلمع نجمها في المحافل الوطنية.
توفيت الفنانة اليمنية تقية الطويلية، إحدى أبرز رائدات الفن الشعبي النسوي في اليمن، عن عمر ناهز السبعين عاماً، بعد مسيرة فنية استمرت لأكثر من أربعة عقود، قدّمت خلالها عشرات الأغاني التي شكلت جزءاً من الذاكرة الموسيقية اليمنية، وساهمت في ترسيخ حضور المرأة في الفضاء الفني المحلي.
ولدت تقية الطويلية في صنعاء القديمة، ونشأت في بيئة مشبعة بالفلكلور، حيث كانت تتردد على جلسات النساء وتتعلم الأغاني الشعبية من الجدات والأمهات، بدأت الغناء في سن مبكرة وذاع صيتها في أواخر السبعينيات، خاصةً في الأعراس والمناسبات النسائية، حيث كانت تؤدي الأغاني بإيقاع "الصحن" وهو أحد رموز الطرب النسوي في المجتمع اليمني.
نعتها وزارة الثقافة والسياحة في صنعاء، في بيان رسمي، مشيدة بدورها في إثراء الفن اليمني النسوي، وقالت إنها كانت "من الأصوات التي ساهمت في حفظ التراث الغنائي النسوي وتقديمه للأجيال الجديدة بصورة تحافظ على أصالته وهويته المحلية".
وقدمت تقية الطويلية أعمالاً غنائية واسعة النطاق شملت الأغاني التراثية، والموشحات الصنعانية، والأهازيج الوطنية، وشاركت في الفرقة الموسيقية الرسمية التابعة للوزارة، إلى جانب العديد من الفنانين الكبار.
وغنت للمرأة وللأرض وللحب، كما شاركت في فعاليات محلية وخارجية، ومثّلت اليمن في مهرجانات فنية وثقافية أقيمت في كل من تونس، العراق، سوريا، والمغرب، وفرنسا، وتم توثيق بعض أعمالها عبر بعثات فرنسية مهتمة بالفلكلور العربي، حيث تم تسجيل عدداً من أغانيها على أسطوانات صوتية نادرة تُعرض اليوم في مكتبات ثقافية وأكاديمية خارج اليمن.
وأجريت معها عشرات المقابلات الإذاعية والتلفزيونية، وظهرت في برامج نسوية وفنية تناولت قضايا المرأة والموروث الثقافي، كما نشرت سيرتها في مجلات عربية متخصصة في الفن والتراث.
وكان لصوت تقية الطويلية حضور لافت في الإذاعة اليمنية منذ الثمانينات، حيث كانت من أوائل النساء اللاتي سجلن أغاني شعبية بصوتهن في وسيلة إعلام رسمية، في وقت كان فيه حضور النساء في المشهد العام محدوداً ومحاطاً بالقيود الاجتماعية.
وتعد تقية الطويلية من أوائل النساء اللواتي أكدن حضور الصوت النسائي في المجال الفني اليمني، وارتبط اسمها بالفرح الشعبي، لا سيما في الأعراس الصنعانية، حتى أصبحت رمزاً ثقافياً لدى أوساط النساء في صنعاء ومحيطها.
وبرحيلها، تُغلق صفحة فنية مهمة من صفحات الغناء الشعبي النسوي، وتفقد الساحة الفنية اليمنية صوتاً ارتبط بعقود من التحولات الاجتماعية والثقافية، وأسهم في صياغة ملامح الهوية الموسيقية للمرأة اليمنية.