المرأة والطبيعة... علاقة توثقها مصورة فوتوغرافية في معرض للصور بمدينة سنه

افتتحت المصورة الفوتوغرافية شهين باخويشي معرضها الفني بعنوان "لنرىَ ببطء أكثر" سلطت من خلاله الضوء على القضايا البيئية والاجتماعية من خلال عدستها بهدف رفع مستوى الوعي العام.

سانيا مرادي

سنه ـ حظي معرض للصور أقيم في مدينة سنه بحضور لافت للنساء والذي يؤكد أن لهن دور محوري في حماية البيئة وتثقيف الأجيال القادمة.

العلاقة بين المرأة والطبيعة علاقة مباشرة ومؤثرة وفي الوقت نفسه فإن المرأة بحكم دورها الاجتماعي والعائلي في العديد من المجتمعات تُدرك في بعض الأحيان الأضرار التي تلحق بالبيئة وتكون أكثر حساسية لها، فالحرائق وسوء التخلص من النفايات، وانقراض الأنواع النباتية والحيوانية وغيرها من الأزمات البيئية، تُجبر المرأة على التفاعل ومحاولة الحد من هذه الأضرار، كما أن دورها في تثقيف الأجيال القادمة يمكن أن يُساهم في تعزيز الوعي البيئي.

 

شهين باخويشي، مصورة فوتوغرافية مهتمة بالمشاكل الاجتماعية والبيئية، تحاول رفع مستوى الوعي من خلال تسجيل الحقائق المريرة وتمارس التصوير الفوتوغرافي ليس فقط من أجل المتعة ولكن لغرض أكبر، في معرضها الفردي بعنوان "لنرَى ببطء أكثر" حاولت توعية السكان بالمخاطر الناجمة عن الإهمال البيئي "هذه المخاطر نراها أمام أعيننا يومياً في طريقنا من وإلى العمل، لكننا غالباً ما نمرّ بها دون أن نفكر فيها لحظة".

وقالت شهين باخويشي لوكالتنا، إن عملها الأساسي في مجال التمريض لم يمنعها من ممارسة شغفها بالتصوير الفوتوغرافي، الذي تنشط فيه منذ نحو عشر سنوات "أركز في أعمالي على تصوير الشوارع والقضايا الاجتماعية كما أنني مهتمة بالتصوير البسيط واستخدم الكاميرا أيضاً لتوثيق مخاوفي الشخصية".

وأضافت أنه من أبرز هذه المخاوف هو الواقع البيئي المتدهور "قررت توثيق الوضع المزري الذي نشاهده يومياً الصور التي التقطتها تعكس مشاهد مألوفة تمر بها العيون دون أن تراها حقاُ لتتحول هذه اللقطات المهملة إلى محور أعمالي الفنية".

 

وأوضحت أنه "في هذا المعرض انتقيت بعناية 21 إطاراً بعد عملية فرز دقيقة، وقمت بتعليقها على الجدار، الأعمال المعروضة تحمل طابعاً فنياً ومعاصراً بامتياز وتعكس جوانب من الحياة الحديثة، بعض الإطارات تسلط الضوء على مشاهد من الواقع، مثل زجاج الأمان المكسور الذي يُلقى عشوائياً في الطبيعة فتلتهمه الطيور وتختنق به، أو مخلفات البناء التي لا تقتصر أضرارها على تشويه المنظر العام، بل تمتد لتُهدد مصادر المياه الجوفية، كما أن الحرائق التي تقترب من أطراف المدينة، واحتمالية تكرارها في المستقبل القريب تمثل محوراً آخر من اهتمامي الفني".

وعن الهدف من المعرض أوضحت هشين باخويشي، "لم يكن هدفي إثارة الإحباط أو توجيه اللوم للجمهور، بل السعي إلى تعزيز الوعي وتحفيز التفكير في القضايا الاجتماعية الملحة، لاقى المعرض أقبالاً واسعاً فاق توقعاتي وما لفت انتباهي بشكل خاص هو الحضور الكبير للنساء إذ شكّلن النسبة الأكبر من الزوار، لما تتمتعن به من حسّ عالٍ بالمسؤولية والتزام قوي بمبادئ الحفاظ على البيئة، كما أن للأمهات دور محوري في تنشئة الأجيال وتعليمهم أسس حماية البيئة مما يجعلهن عنصراً فاعلاً  في إحداث التغيير المنشود".