'المرأة بنت ثورتها الخاصة داخل الثورة'

قالت فادية العوض، الاستشارية والأخصائية النفسية في مركز "الشهيدة أمارة" للإرشاد النفسي، إن الحرب والأزمات التي تشهدها البلاد كان لها آثار سلبية على نفسية المرأة؛ وبفضل الثورة حققت ثورتها الخاصة داخل الثورة.

سوركل شيخو

الحسكة ـ مركز "الشهيدة أمارة" للإرشاد النفسي هو أحد المراكز التي افتتحتها هيئة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا حسب الاحتياجات الحالية، وقيّمت فادية العوض، المستشارة والأخصائية النفسية في المركز التابع لناحية تل تمر بمقاطعة الجزيرة، الجهود المبذولة لتحسين فكر المرأة القادرة على بناء الثورة.

لفتت المستشارة والأخصائية النفسية فادية العوض إلى الصحة النفسية للمجتمع "المجتمع بحاجة للدعم النفسي لأننا نعيش في منطقة تستمر فيها الحرب والهجمات، لذلك كنا بحاجة ماسة لبناء مركز لنكون قادرين على إيجاد حلول للمشاكل النفسية للمرأة والمجتمع، فالمجتمع، وخاصة المرأة، يحتاج إلى مرشدين نفسيين يستطيعون الاستماع إليهم وحل مشاكلهم النفسية، لأن المجتمع ينظر إلى المرأة بطريقة تحرمها حتى من الحق في التعليم، وهذا يخلق أيضاً ضغطاً على المجال النفسي، ونحن نعيش في مجتمع يسود فيه الوعي الأبوي، في ذلك الوقت، كان البركان يغلي داخل النساء، مما أثر على أجسادهن وعقولهن، لأن ما كن يردنه والحقيقة المفروضة كانت بعيدة جداً عن بعضها البعض".

وعن ثورة المرأة، أوضحت أنه "خلال الحرب التي تشهدها المنطقة منذ عدة سنوات، كانت المواجهة والتأثير على النساء أكثر من الرجال، كما أن نتائج الحرب أثرت على حالتهن النفسية بشكل أكبر، السبي والخطف والتعدي الجنسي وكل أشكال العنف الذي تجلبه الحرب له تأثير سلبي وهذا ما زاد العبء على المرأة، فعلى سبيل المثال الأم التي فقدت ابنتها وابنها في الحرب، والزوجة التي فقد زوجها وأطفالها حياتهم. كل هذه الأمور تحولت إلى مشاكل نفسية في مجتمعنا وحدثت عدة حالات انتحار، ولكن النسبة الأكبر من النساء قمن بالعديد من الثورات داخل ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، والتأثير على الرأي العام للمرأة، وبناء حياة آمنة لها وتكون مصدر إلهام ومصدر قوة وأمل".

وقالت فادية العوض إنه في المنطقة التي يعيشون فيها هناك احتمالية لوقوع حادثة في أي وقت، ولذلك أكدت على ضرورة طلب المساعدة من المركز "من يحتاج إلى دعم نفسي ويريد إيجاد حلول لصحته النفسية يمكنه الذهاب إلى مركز الشهيدة أمارة، لأننا نعيش وضعاً غير مستقر وسط هجمات الاحتلال التركي، وليس عيباً أن نجد الدعم النفسي، فهو ضرورة في مثل هذه الحرب، حتى نتمكن من النضال أكثر. لذلك، وبمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العاملة، نهنئ جميع نساء العالم، ونقول بالحالة النفسية السليمة تستطيع المرأة أن تصبح أقوى وتصمد وتجد الحلول للكثير من الأزمات والفوضى، ولن يتمكن أحد من انتهاك حقوقها وستكون أكثر استعداداً للكفاح".