المرأة اليمنية في ثورة 26 سبتمبر ودورها التاريخي

قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، كانت المرأة اليمنية تعيش تحت وطأة الفقر والجوع والمرض ومع بداية الثورة باتت المرأة اليمنية الوجه الآخر للثوار في الريف والمدن، حيث لعبت دوراً حيوياً في نضالها ضد الإمامة والاستبداد.

هالة الحاشدي 

اليمن ـ تحمل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في طياتها قصصاً بطولية للمرأة، التي كانت دائماً جزءاً لا يتجزأ من مسيرة التغيير.

تبقى ذكرى الثائرة تحفة سعيد سلطان الشرعبي حاضرة في الأذهان، حيث كانت رمزاً للدفاع والنضال في ريف شمال تعز، فقد قاومت الظلم واستطاعت إخراج مدينة شرعب السلام، الواقعة في الجزء الشمالي من تعز، من سيطرة الإمامة قبل خمس سنوات من اندلاع الثورة، مما يعكس إرادة قوية للمرأة اليمنية في تجاوز قوى الاستبداد.

ولم تقف المرأة عند تلك اللحظات فقط، فقد لعبت المناضلة كرامة اللقية ومجموعة من نحو أربعمائة عاملة في مصنع الغزل والنسيج دوراً بارزاً في فك حصار صنعاء من قِبل بقايا الإمامة أواخر عام 1967، كما إن هذا الدور الحيوي للعمل النسائي يعكس روح المقاومة والتصميم على بناء حكومة حرة.

وتستمر حفيدات هذه المناضلات في قيادة ثورة جديدة ضد الحوثيين، حيث وضعن بصماتهن في خدمة الحكومة والوحدة والجمهورية، كما أنهن تتحملن هموم الوطن وتتحركن في سبيل التحرر من الاستبداد، مضيئات الطريق نحو إنهاء الانقلاب الحوثيين وتعزيز قواعد الجمهورية.

وتاريخ المرأة اليمنية هو تاريخ نضال وصمود، ويؤكد على دورها المحوري في صنع التغيير، وإن قصص هؤلاء النساء الخالدات ليست مجرد ذكريات، بل هو إرث حي يُلهم الأجيال الحالية والقادمة في سعيهم نحو مستقبل أفضل.

وخرجت النساء من مختلف الفئات لإحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر الذي يصادف اليوم الخميس، فهذا اليوم كان له دور في تحرر النساء من الظلم والاستبداد.

وقالت الإعلامية سكون أحمد "كنساء يمنيات، خرجنا اليوم لإحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر، وهي ثورة رمزية تمثل تجسيداً لحقنا في الكرامة والحرية، وهو واجب وطني جليل تركه لنا أجدادنا الذين ضحوا بالغالي والنفيس، فخروجنا اليوم هو تأكيد على التزامنا باستمرار هذا الإرث العظيم".

من جانبها أوضحت الناشطة المجتمعية غدير الشرعبي "إنه من الطبيعي أن يشارك كل يمني في هذا اليوم للاحتفاء بهذه الثورة، التي تعتبر عيداً نهتف به في قلوبنا".

وأكدت أن "الثورة لم تكن مجرد حدث تاريخي؛ بل هي شجرة من الغرسات الرائعة التي أخرجتنا من ظلمات الإمامة وعبودية العصور السابقة إلى نور الحرية والكرامة، لقد أحدثت هذه الثورة فارقاً عميقاً على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، حيث أسست نظاماً جمهورياً يكفل حقوق المواطنين ويسيطر عليه الشعب بدلاً من الفئة الحاكمة".

وأشارت إلى أنه "رغم التحديات الكبيرة التي واجهتنا، ورغم أن تطلعاتنا قد لا تكون قد تحققت بشكل كامل حتى الآن، إلا أن الثورة أحدثت تغييراً حقيقياً وملموساً في حياة اليمنيين، ولذلك تحتفل المرأة اليمنية بهذا اليوم، حيث تزرع في نفوس أطفالها روح الوطنية وتبعث فيهم شعور الفخر بماضيهم وتراثهم العظيم".

وبينت أن "احتفال المرأة اليمنية يعبّر عن نضالها ضد الأنظمة الاستبدادية التي عملت على تهميشها، فقد كانت لديها القدرة على إحداث فرق كبير في المجتمع، لم تعد المرأة تُعتبر مجرد جارية تحت وطأة الإمامة أو النظام الملكي الذي سلب حقوقها وجعلها تعيش في ظلام الجهل والتمييز".

ولفتت إلى أن "الثورة جاءت في 26 سبتمبر لتعيد للمرأة وللشعب اليمني كرامتهما، ولتفتح الآفاق نحو حياة أفضل، بمشاركة فعالة في بناء المجتمع، ولقد شهدت هذه الثورة تغييرات كبيرة وعميقة في كل جوانب الحياة، ودفعت بالشباب والنساء للانخراط في العمل السياسي والاجتماعي".

بدورها قالت إحدى المشاركات أميمة عادل "اليوم نحتفل بذكرى 26 سبتمبر، تلك الثورة التي تستحق كل التقدير والاحترام، والتي أقدم أجدادنا على القيام بها من أجل مستقبل مشرق لنا جميعاً، فلنرفع رايتنا اليمنية عالياً ونُعبر عن فخرنا بتراثنا ونضالنا الوطني".