المرأة الأفغانية... ممارسة الرياضة والرعاية الصحية في ظل القيود
في ظل القيود المفروضة على النساء في أفغانستان، تحولت الأرصفة إلى بديل للنوادي الرياضية المغلقة، لذلك تسير النساء صباحاً للحفاظ على صحتهن الجسدية والنفسية متحديات القمع بمقاومة يومية.
 
					بهاران لهيب
كابول ـ شهدت أفغانستان خلال السنوات الماضية مشاركة متزايدة للنساء في الرياضة، حيث شكّلن فرقاً وطنية ومارسن أنشطة متنوعة للحفاظ على صحتهن، وقبيل عودة طالبان إلى الحكم تم إنشاء النوادي النسائية وشهدت إقبالاً واسعاً.
الرياضة جزءٌ أساسيٌّ من صحة وحياة كل إنسان، في أفغانستان ولسنوات كان يُسمح للرجال فقط بممارسة الرياضة، ومع مرور الوقت والجهود المتواصلة استطاعت النساء الأفغانيات المشاركة بفعاليات في مختلف التخصصات الرياضية وتشكيل فرقهن الخاصة، غيّر هذا الإنجاز نظرة المجتمع وأثبت أن المرأة قادرةٌ على النجاح في أي مجال.
مع اتساع الأنشطة الرياضية أُنشئت العديد من النوادي وزارتها النساء للحفاظ على صحتهن البدنية والنفسية، فبعضهن مارسن الرياضة بشكل فردي وبعضهن بناءً على نصيحة الأطباء، لعلاجهن وتحسين لياقتهن البدنية، قبل عودة طالبان كانت النساء ناشطات في رياضات مثل كرة القدم والكرة الطائرة وألعاب القوى وفنون القتال بل وشكّلن فرقاً وطنية.
مع استيلاء طالبان على السلطة عام ٢٠٢١ مُنعت الرياضة النسائية رسمياً، وقُطعت إمكانية وصولهن إلى الصالات الرياضية والحدائق، تشير الدراسات إلى أن النساء تواجهن عوائق أكبر في ممارسة النشاط البدني مقارنةً بالرجال، وقد لجأت الكثيرات منهن إلى الرياضات الفردية، مثل المشي في أماكن مغلقة أو صباحاً، للحفاظ على صحتهن.
ورغم القيود احتجت النساء مراراً وتكراراً مُصرّات على أن الرياضة إحدى وسائل الشفاء والحفاظ على صحتهن، لكن طالبان تجاهلت هذا المطلب المشروع، ومع ذلك وجدت النساء طرقاً جديدة لمقاومة القمع، تمكنت بعض أعضاء الفرق والمجموعات الرياضية من مغادرة البلاد، لكن الكثيرات منهن اعتبرن الرياضة ضرورية لصحتهن، حيث تذهبن إلى الطرقات صباحاً قبل ازدحام المرور وتمشين فرادى أو في مجموعات، هذا النشاط لا يُحسّن صحتهن البدنية فحسب بل يُتيح لهن أيضاً فرصةً للتغلّب على التوتر والحزن.
نسيمة واصل، أمٌّ تبلغ من العمر ستين عاماً تمشي على جانب الطريق مع ابنتها وزوجة ابنها يومياً تقول "لا أعرف لماذا يستمتع طالبان بجعلنا نعاني، يبدو أنهم يبررون حرمان النساء من العمل والتعليم لحمايتهن من الرجال ولكن ما نوع المعتدين الذين تواجههم النساء اللواتي تتسوّلن أو تبعن في الشوارع في مجتمع تحكمه طالبان؟".
وأضافت "حرمونا من ارتياد الحدائق والملاعب الرياضية حتى لا نُفسد المجتمع، ولكن هل من الفساد أن نكون آمنين في الأماكن المغلقة التي ننال فيها الاحترام والشرف؟ بينما في الطرقات المليئة بالتراب والمزدحمة بالسيارات لسنا آمنين حقاً، تُدهشني هذه الروايات الدينية لطالبان"، مؤكدةً أنها عندما نظرت حولها رأت نساء كثيرات مثل نسيمة يمشين بفساتين سوداء طويلة، وبعضهنّ ترتدين البرقع حفاظاً على صحتهنّ، في كلّ منهن، ثمة أملٌ كبيرٌ في يومٍ سيتمكّنّ فيهنّ من جديد من عيش حياةٍ طبيعيةٍ حرةٍ وكريمة.
