المعهد الصحي في الشهباء مستعد دائم لتقديم الخدمات الطبية

تتعرض مدينة الشهباء في إقليم شمال وشرق سوريا للهجمات من قبل الاحتلال التركي إضافةً لحصار حكومة دمشق ولذلك فمن الأهمية أن يكون الكادر الطبي على استعداد دائم.

حسناء محمد

الشهباء ـ افتتحت هيئة الصحة في عفرين ـ الشهباء المعهد الصحي في الشهباء بتاريخ 2 تشرين الثاني/أكتوبر 2021، وفيه يدرس الطلاب لمدة عامين، ومن ثم العمل في المستشفيات والمراكز الصحية في المنطقة، ولأن الشهباء تواجه يومياً حصار حكومة دمشق وهجمات الاحتلال التركي وتهديداته، فإن هناك حاجة للكوادر الصحية.

في السنة الأولى التحق 22 طالباً بالمعهد وهذا العام سجل 22 طالباً في المعهد ويواصلون دراستهم، وفي عام 2023، تخرجت الدفعة الأولى من الطلاب، وأنهى 17 طالباً دراستهم للسنة الأولى في المعهد وقاموا بتدريبهم في المستشفيات المحلية ويواصلون الآن عامهم الثاني في المعهد.

 

"ليس من السهل فتح معهد صحي في مكان النزوح"

مديرة المعهد الصحي في عفرين ـ الشهباء بيريفان كولوشو قالت عن الهدف من افتتاح المعهد الصحي في الشهباء واحتياجات الطلاب لهذا المعهد "بسبب حاجتنا للكوادر الصحية في المنطقة تم افتتاح المعهد الصحي، ومنذ عامين يتلقى الطلاب تعليمهم في هذا المعهد. إن تخريج طلبة هذا المعهد وإلحاقهم بالمستشفيات المحلية يخفف العبء على القطاع الصحي. في العام الماضي، تخرج 17 طالباً من المعهد، ويعملون الآن كممرضين في مستشفيات آفرين وتل رفعت، ولأننا نعيش في منطقة تتعرض لحصار وهجمات يومية، تظهر عوائق كثيرة ونضطر أحياناً إلى إغلاق أبواب المعهد بسبب عدم توفر المازوت. ليس من السهل فتح معهد صحي في مكان النزوح، ولكن بجهود الطلاب والمدرسين، تم فتح هذه الفرصة وسيحققون نجاحاً كبيراً".

 

"وضع المنطقة يؤثر على الدراسة"  

الطالبة فريدة حبش التي تدرس في السنة الأولى من المعهد لفتت إلى الصعوبات التي يواجهونها "لقد بدأنا الدراسة للتو، الصعوبات والمعوقات التي نواجهها كثيرة، لكن مقاومتنا وإرادتنا أكبر من هذه الصعوبات. نواجه كل يوم هجمات وتهديدات الاحتلال، مما يؤثر على وضع الدراسة والطلاب، وفي كثير من الأحيان بسبب هجمات الاحتلال الشديدة، يغلق المعهد أبوابه، مما يصبح عائقاً أمام دراستنا، فليس من السهل الدراسة في المعهد الصحي في حالة الحرب. رسالتنا كطلاب مهجرين هي أنه حتى لو اشتدت الهجمات، فإننا لن نتوقف ولن نتخلى عن دراستنا وسنحقق أحلامنا، كما سنحقق آمال القائد عبد الله أوجلان في بناء مجتمع حر وسياسي وأخلاقي".

 

"لقد حققت أحلام أخي الشهيد"

وتحدثت زيرين إيبش عن أحلامها "أنا أحقق أحلام أخي الشهيد الذي أراد مني الالتحاق بهذا المعهد، كما أنني أيضاَ آمل في مساعدة الناس والمجتمع في مجال الصحة في المستقبل. نحن مهجرو عفرين الذين نسكن في الشهباء نواجه العديد من الصعوبات في الحياة، أحدها حصار حكومة دمشق وتهديدات الاحتلال التي تستهدف هذه المنطقة بشكل يومي، لذلك أردت تطوير نفسي في المجال الصحي والدراسة لمساعدة شعبي".

 

"عملنا الآن سيفيد الناس"

كما لفتت برفين علو إلى الدروس التي يتلقونها في المعهد "نتلقى في المعهد دروساً نظرية وعملية، وأخرى حول الأدوية، وتشريح الجسم، بالإضافة إلى دروس عملية يوم واحد في الأسبوع تتعلق بالإسعافات الأولية. المحاضرات التي نتلقاها هي باللغات العربية والكردية والإنجليزية، ونحن نحاول تحقيق التوازن في دراستنا، وفي الوقت نفسه، نعمل الآن جاهدين ليكون هذا العمل مفيداً وداعماً، وبعد انتهاء الفصل الأول، سنتلقى تدريباتنا في المستشفيات إلى جانب الدراسة في المعهد".

 

"نتلقى الدروس العملية والنظرية"

وذكرت روني بكر، التي تدرس في السنة الثانية من المعهد، أنهم يتلقون تدريبهم في المستشفى والمعهد، "منذ عامين أدرس في المعهد الصحي، وكانت السنة الأولى صعبة، لكنها كانت سنة ناجحة، وذلك بفضل جهود المعلمين. نتلقى تدريباتنا العملية في المستشفى خلال عطلات المعهد، والآن نواصل الدراسة في السنة الثانية، حيث نتلقى دروس نظرية في المعهد لمدة أسبوع ولدينا دروس عملية في المستشفى في الأسبوع الذي يليه"، مبينةً أن "هناك الكثير من الأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء والإصابة في المستشفيات، لذلك هناك حاجة إلى الكوادر الصحية، ومن خلال الدراسة والتعلم، نلعب دوراً كبيراً في المجتمع، وفي حالة وقوع حادث، يمكننا تقديم الإسعافات الأولية حتى وصول المصاب إلى المستشفى".