الكوليرا تزداد فتكاً في أفريقيا وتحذيرات من تفاقم الأزمات الإنسانية
يشهد تفشي الكوليرا في أفريقيا تصاعداً مقلقاً في عدد الإصابات والوفيات، وسط تحذيرات من تدهور البنية التحتية الصحية وتفاقم الأزمات الإنسانية لاسيما مع اتساع رقعة انتشار المرض في مناطق النزاع والفيضانات.

مركز الأخبار ـ تتدهور الأوضاع الصحية في الدول التي تعاني من النزاعات والفقر مع انتشار واسع النطاق للكوليرا وسط نقص في المواد الأولية والأدوية وإمكانيه الوصول لمراكز العلاج، من بينها السودان والكونغو اللتان سجلتا المئات من الحالات.
حذر المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية اليوم الاثنين 18آب/أغسطس، من أن تفشي الكوليرا في أفريقيا لا يقتصر على تزايد عدد الدول التي ترصد إصابات وهي 23 دولة حالياً بل تزداد فتكاً أيضاً, مشيراً إلى أن نسبة الوفيات من بين 205 آلاف حالة هذا العام هي 2.1% في مقابل 1.9% خلال العام الماضي.
وأكد المركز أن هذه النسب هي متوسط الأعداد المسجلة إذ ترتفع فيها نسبة الوفيات بصورة أعلى بكثير إذا كانت الظروف الصحية في أماكن الإصابات متدهورة، لا سيما بعد أن تسببت أنواع من البكتيريا في تسجيل حالات الإصابة بالكوليرا، والتي تنتشر بشكل رئيسي عبر المياه الملوثة.
وأشار المركز إلى أن المصابين بالكوليرا يعانون من نوبات إسهال مائي حاد، مما يؤدي في الكثير من الحالات إلى الوفاة نتيجة الجفاف الشديد، وتستهدف الكوليرا بشكل خاص الفئات الأكثر هشاشة وفقراً، لاسيما أولئك الذين يعيشون في بيئات مكتظة تفتقر إلى مياه الشرب النظيفة سواءً في الأحياء العشوائية داخل المدن الكبرى أو في المناطق الريفية المهمشة، وغالباً ما يعاني هؤلاء الأشخاص من سوء التغذية وضعف في جهاز المناعة، مما يزيد من خطر إصابتهم بالمرض وتفاقم مضاعفاته.
وانتقد المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، نقص الاستثمار في البنى التحتية للصرف الصحي الذي يعتبر أحد أهم الأسباب التي تتسبب بانتشار وباء الكوليرا، لافتاً إلى أنه في جنوب السودان والتي تعد أحد أكثر البلدان تضرراً لا تتوفر المرافق الصحية سوى لـ 16% من السكان، مضيفاً أنه في السودان لا يحصل سوى 35% من السكان على المياه الصالحة للشرب.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" إنه مع بداية موسم الأمطار في غرب ووسط أفريقيا سيتعرض أكثر من 80 ألف طفل لخطر الإصابة بالكوليرا بشكل كبير، مشيراً إلى أنه عندما تغرق الفيضانات والأمطار كل شيء ستتسرب مياه الصرف الصحي إلى الآبار والأنهار التي يستمد منها الكثيرون مياههم.
وأفادت المفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤن اللاجئين أنها سجلت 4300 حالة كوليرا في شمال دارفور بالسودان، وأفادت منظمة إغاثة جوعى العالم الألمانية إن عدد الحالات يرتفع أيضاً في بلدة طويلة التي فر إليها نحو 370 ألف شخص بعد هجوم شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للاجئين الذي يعاني من ظروف كارثية.
ويتفاقم الوضع الإنساني بشكل مأساوي في المناطق التي تعاني من النزاعات المسلحة وتتدهور الأوضاع الأمنية، حيث تعيق هذه الظروف عمل فرق الإغاثة وتعرضهم لمخاطر جسيمة، ففي شرق الكونغو يضطر ملايين السكان إلى الفرار من منازلهم هرباً من هجمات الجماعات المسلحة، في الوقت الذي يشهد فيه السودان نزاعاً تسبب بنزوح أكثر من 12 مليون شخص، في واحدة من أكبر موجات النزوح في تاريخ البلاد.
وبحسب وزارة الصحة في الكونغو، تم تسجيل قرابة ألف حالة بالكوليرا وقال أخصائي في الطب الاستوائي، إن معدل الوفيات شرق الكونغو مرتفع بشكل غير معقول، وتراوح بين 20ـ 30% في المراحل الأولى من تفشي المرض قبل أن تتدخل فرق الإغاثة.
وأكد أن النقص شمل كل شيء في الموقع، ومن بينها مطهرات المياه الملوثة، لكن تدخل فرق الإغاثة خفّض معدل الوفيات بسرعة كبيرة إلى أقل من 1% ويُظهر هذا المثال وجود استراتيجيات ناجحة لمكافحة الوباء وأن هناك مخصصات من أجل اللقاحات أو تحسين أوضاع النظافة، لكن الفجوات المالية لا تزال كبيرة.