الخرطوم... في معرض الزهور السنوي نساء ترسمن لوحة جمالية خلابة

على مدى 81 عاماً ظلت النساء والفتيات تشاركن في معرض الزهور السنوي الذي يقام في الخرطوم، ليضفي الجمال على المدينة.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ شاركت العديد من الفتيات والنساء في معرض الزهور السنوي في العاصمة السودانية الخرطوم، بمشاريع متنوعة في المجال الزراعي.

ضم معرض الزهور السنوي الذي نظمه جمعية "فلاحة البساتين" السودانية، بدورته الـ 81، نحو 250 مشتلاً، وكان حضور النساء لافتاً من خلال مشاركتهن كصاحبات مشاتل أو أعمال يدوية أو تحف فنية.

أوضحت سماح آدم عمر وهي صاحبة مشتل ومشاركة في معرض الزهور السنوي، أنها درست الهندسة الزراعية وقامت بإنشاء مشتلها الخاص في المنزل، لافتةً إلى أن تشارك في المعرض بنباتات مختلفة منها نباتات زينة داخلية وخارجية، بالإضافة إلى الإكسسوارات المختلفة المتعلقة بالزهور.

وعن الصعوبات التي واجهتها في هذا المجال تقول أنها تعاني من النظرة المجتمعية حيث يعتبرون هذه المهنة لا أهمية لها، بالإضافة إلى العمل أحياناً إلى وقت متأخر من الليل "إننا نواجه صعوبة في تفهم الأسرة لهذا الشيء، بالرغم من أنهم يدركون طبيعة العمل، إلا أننا لا زلنا نعاني من نظرة المجتمع الدونية".

 

 

من جانبها تقول رحمة عثمان مصطفى وهي خريجة كلية الزراعة، أنها تحرص على المشاركة في المعرض لأن هذا المجال هو مجال دراستها وعملها، فالمشاركة تضيف لها علاقات عمل جيدة كما أنه بإمكانها تبادل الخبرات مع المشاركات.

وأوضحت أنها بعد التخرج تدربت لفترة ومن ثم قامت بإطلاق عملها الخاص، وعن العقبات التي واجهتها تقول "أبرز العقبات والصعوبات التي واجهتني هو الوضع الاقتصادي المتردي الذي أثر جداً على عملي وعلى إقبال الناس لشراء النباتات، كما أن التصريح الذي نستخرجه من أجل المشتل يكون مؤقتاً، وهو ما يضطرنا لتغيير مكان المشتل بين فينة وأخرى، بعد إن ذاع صيت المشتل وتعرف الناس على المكان، لاضطر إلى البدء من جديد في مكان آخر".

ولفتت إلى أنه "ليس هنالك اهتمام أو دعم من قبل السلطات بالزراعة رغم توفر الموارد من ماء وتربة خصبة، ولا تتوفر إدارة سليمة للزراعة".

 

 

ولم تتوقف مشاركات النساء في المعرض على النباتات فقط، فهنالك جوانب أخرى لمشاركتهن عكست ما يتميزن به من إبداع، منهن أماني محمد التي تشارك بصناعة النوافير بعد أن درست التصميم الإيضاحي والتصميم الداخلي في كلية الفنون الجميلة وقادها شغفها إلى تصميم وصنع النوافير.

وأضحت أماني محمد أنها تحرص على المشاركة في المعارض لتسوق لمنتجاتها وتوسع دائرة المهتمين بما تصنعه، ومن أبرز الصعوبات التي تواجهها تأمين مضخات المياه الصغيرة الحجم، حيث تضطر لجلبها من خارج البلاد.

بجانب معرض الزهور السنوي، تنظم جمعية "فلاحة البساتين" التي تأسست عام 1934، العديد من المعارض كل عام، من بينها مهرجان المانجو الذي يقام في حزيران/يونيو من كل عام، ومعرض زهور الخريف الذي سينطلق في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.