الحديدة وحجة وتعز تسجّل آلاف الحالات... أزمة سوء تغذية حادة تضرب أطفال اليمن

في ظل استمرار الصراع وتدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، تعيش آلاف الأسر في اليمن ظروفًا معيشية تهدد حياة أطفالها بشكل مباشر، لا سيما في المحافظات الأكثر تضرراً مثل الحديدة وحجة وتعز.

اليمن ـ أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية أن اليمن يشهد تصاعداً مقلقاً في معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، في ظل استمرار الصراع وتدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.

نشرت منظمة "أطباء بلا حدود" بيان صحفي على حسابها الرسمي في منصة "إكس" أمس السبت 26 تموز/يوليو، أكدت فيه أن فرقها الطبية عالجت خلال الفترة من كانون الثاني/يناير وحتى أيار/مايو من العام الجاري، ما مجموعه 3,767 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم والمتوسط المصحوب بمضاعفات صحية، في ثلاث محافظات فقط.

وسجّلت محافظة الحديدة الساحلية أعلى عدد من الحالات بواقع 2,117 حالة، تلتها محافظة حجة بـ1,169 حالة، فيما جاءت محافظة تعز في المرتبة الثالثة بـ454 حالة. وتعكس هذه الأرقام، وفق المنظمة، ارتفاعاً "يثير القلق" ويشير إلى تفاقم الأزمة الغذائية بين الأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاع.

وأوضحت "أطباء بلا حدود" أن العوامل الرئيسية التي تسهم في تفشي سوء التغذية تشمل استمرار الصراع المسلح، وتردي الأوضاع الاقتصادية، وصعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، إضافة إلى تراجع المساعدات الإنسانية "هذه التحديات لا تؤثر فقط على الأطفال المصابين، بل تهدد حياة مئات الآلاف من الأطفال الآخرين الذين يعيشون في ظروف مشابهة، ويعانون بصمت من نقص الغذاء والرعاية الصحية".

 

"الصمت يعني فقدان المزيد من الأرواح البريئة"

في العام الماضي، كانت فرق المنظمة قد عالجت 11,894 طفلاً من سوء التغذية في محافظات الحديدة وحجة وعمران، وهو ما يعكس حجم التحدي الإنساني المتواصل في البلاد، خاصة في ظل غياب حل سياسي دائم واستمرار تراجع التمويل الإنساني المقدم من الجهات المانحة.

وحذرت المنظمة من أن خفض المساعدات أو انقطاع التمويلات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، ليس فقط على الأطفال المصابين بسوء التغذية، بل على النسيج الاجتماعي الهش في المجتمعات المتأثرة. داعية المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى الحفاظ على التزاماتهم تجاه اليمن، مؤكدة أن استمرار التدفق المستدام للمساعدات الإنسانية هو الضمان الوحيد لحماية أرواح الآلاف من الأطفال الذين يعيشون في ظروف لا تحتمل.

واختتمت منظمة "أطباء بلا حدود" بيانها بتوجيه رسالة مباشرة للمانحين والداعمين "مساهماتكم أساسية لإنقاذ حياة الأطفال"، في تذكير واضح بأن الصمت أو التأخر في الاستجابة قد يعني فقدان المزيد من الأرواح البريئة في بلد يرزح تحت وطأة أزمة مركّبة منذ سنوات.