العدالة المناخية واليمنيات... محور ندوة حوارية في عدن
أكدت المشاركات في سلسلة ندوات المرأة والمناخ بمدينة عدن اليمنية، على أن النساء الأكثر تأثراً بتغيرات المناخ لذلك يجب إشراكهن في معالجتها.
فاطمة رشاد
اليمن ـ لفتت المشاركات في الندوة إلى أن التغيرات المناخية تزيد من الأعباء المترتبة على المرأة خاصة على الصحة النفسية والجسدية، لذلك لا بد من آليات تمكنهن من الوصول إلى العدالة المناخية.
أقيمت أمس الأحد 12 كانون الثاني/يناير في محافظة عدن، ندوة عن النساء والعدالة المناخية، جاءت هذه الندوة ضمن سلسلة توعوية تقدمها مؤسسة أومن أنبت بشراكة مع المنتدى الشبابي لتنمية والسياسة ومؤسسة مظلة، وتحدثت خلال الندوة السكرتارية التنفيذية لوحدة التغيرات المناخية بوزارة المياه والبيئة في اليمن خيرية البيضاني والتي قالت "التغيرات المناخية تؤثر على المجتمع بشكل عام وعلى المرأة بشكل خاص، وهناك عوامل تتسبب للمرأة بمخاطر إما اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية".
وتابعت قائلةً "يمكننا أن نركز على التغيرات المناخية في عدة نقاط منها زيادة أعباء العمل على النساء وتأثيراته الصحية عليها خاصة أنه من الممكن أن تصيبها أمراض جمة، كما من الممكن أن يتدهور الأمن الغذائي بسبب الفيضانات التي تندرج ضمن التغيرات المناخية التي تحصل في المنطقة، ووجدنا أن النساء الأكثر عرضة للمخاطر فيها وانتشار الأمراض بشكل كبير وبالتالي تتأثر نفسياً بسبب الانتقال من منطقة إلى أخرى ويزيد عبء العمل خاصة عند نقل المحصول إلى أماكن بعيدة لبيعه".
من جانبها قالت رئيسة منتدى آفاق واستشارية في مجال النساء والسلام وتغيير المناخ بلقيس العبدلي "تصل النساء إلى العدالة المناخية من خلال آليات كثيرة، حيث تكون متكاملة ما بين الجهات الحكومية والمنظمات المحلية التي تقودها النساء والمنظمات العاملة في التغييرات المناخية والنساء أنفسهن وحتى المنظمات الدولية لتصلن إلى العدالة المناخية".
وأضافت "أي أنه من المهم أن يتم معالجة سد الثغرات بين الجنسيين وإشراك النساء في السياسات انطلاقاً من التخطيط في الاستراتيجيات أو الخطط الوطنية لمعالجة أثر تغيرات المناخ، إلى إشراكهن في التنفيذ والمراقبة والتقييم لهذه الخطط ومعالجتها".
وتابعت "تقع تلك المهام على النساء بشكل يتناسب مع الأضرار التي تعرضن لها ما بين فئات النساء المختلفة وما بين المديريات والمحافظات حسب خصوصية كل محافظة، بما يفعل أدوارهن ليس فقط كمتلقيات لهذه الاستجابة والمعالجات إنما كصانعات حقيقيات لهذه المعالجات".
وأكدت بلقيس العبدلي على أهمية دعم المبادرات الذاتية التي تقوم بها النساء للتكيف مع التغيرات المناخية ليكون هناك عدالة مناخية فاعلة تحقق أثرها الحقيقي على الأسرة والمجتمع.
وشاركتها الحديث منسقة مؤسسة "أومن أنبت" غدير مطيرة القول "أحد الأسباب التي جعلتنا ننظم سلسلة الندوات عن المرأة والمناخ أننا وجدنا فجوة في هذا المجال، فعملنا على ربط التأثيرات والتحديات التي تواجه المرأة، كوننا نجد كثيراً أنه يتم ربطها بالمناخ الذي يؤثر على الأرض بفيضاناته وكوارثه الطبيعية بينما علينا أن نتجه بدرجة أساسية إلى الأسرة، ولو تكلمنا عنها لوجدنا أن أهم شخص في الأسرة هي الأم لأنها أكثر شخص متضرر من التغيرات المناخية".
وأضافت "قررنا أن نتجه ونتكلم عن مواضيع مرتبطة بمجال المناخ والمرأة مثلاً اليوم ندوة عن النساء والعدالة المناخية، نحن كثيراً ما واجهنا بخصوص هذا الموضوع تحديات ومشاكل حتى على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، عندما قررنا تنظيم هذه الندوات تعرضنا للاتهامات، لكننا تفاجئنا عندما رأينا في الندوة باحثين وباحثات وخبراء بهذا المجال حضروا الندوة يعملون في مجال المرأة والتغيرات المناخية والبيئية، من يدري من الممكن أن يكن صانعات القرار في السنوات القادمة لأن التغيرات المناخية لابد من الاشتراك جميعنا فيها".
وخرجت الندوة بجملة من التوصيات للجهات المعنية أولها أن يتم الاهتمام بقضايا المرأة والتغيرات المناخية التي تضر بها وبأسرتها بشكل كبير خاصة أنها تعتبر صانعة قرار والأولى على مستوى أسرتها ولكن لا أحد يعترف بدورها في أنها هي من تصنع التكيف الذاتي ووحدها تمارسه على أفراد أسرتها لهذا وجب إشراكها في صنع قرارات سياسية بهذا الخصوص.