الأزمة الاقتصادية في كويه عبء مضاعف على النساء
أكدت نساء كويه أن الأزمة الاقتصادية تضاعف معاناتهن، إذ تحرمهن من الرواتب وتضعف فرص العمل وتزيد من العنف والتمييز ضدهن داخل الأسرة والمجتمع.
شيا كويي
كويه ـ الأزمة الاقتصادية كثيراً ما تترك آثاراً عميقة وطويلة الأمد على النساء، إذ لا تقتصر تداعياتها على الجانب المادي فحسب، بل تمتد لتؤثر على حياتهن الاجتماعية والنفسية أيضاً.
عندما يتراجع الدخل وتزداد النفقات، يتصاعد الضغط الاقتصادي داخل الأسرة، وغالباً ما تتحمّل النساء العبء الأكبر من هذه الضغوط. كما أن الأزمات تحدّ من فرص العمل المتاحة للنساء وتقيّد مشاركتهن الاقتصادية، وهو ما يفاقم مظاهر التمييز والعنف. وبذلك تتحول الأزمة الاقتصادية إلى عامل مضاعف لانتهاك حقوق المرأة، حيث تجمع بين المعاناة المادية والتهديدات الاجتماعية والنفسية.
شيمَن رفيق، مسؤولة مركز نساء كويه، أوضحت تداعيات الأزمة الاقتصادية على الأسر والنساء "قلة الموارد خلال شهرين أو ثلاثة تسببت بكارثة حقيقية. يومياً تزورنا نساء كثيرات يشتكين من سوء الوضع الاقتصادي، ويؤكدن أن أبناءهن يذهبون إلى المدارس بلا مصاريف، لأنهن لا يملكن المال الكافي لتأمين الملابس والاحتياجات الأساسية لهم".
وقالت "كطاقم لا نعرف ما الذي يمكننا فعله، فنحن مثل الآخرين لا نتقاضى رواتبنا، وإذا صُرفت فهي توزَّع علينا جميعاً. لذلك آمل أن تكون حكومة إقليم كردستان واعية لمعاناة الشعب، فالأوضاع سيئة للغاية. الأزمة الاقتصادية هي أشد أشكال العنف ضد النساء، حين يحتاج الأطفال إلى علاج أو دواء لا يتوفر حتى ثمن علبة دواء بسيطة".
وتساءلت " أين الحكومة؟ لا يجوز أن ننظر إلى قلة من الميسورين بينما الغالبية يعيشون الفقر، فهذا كله كارثة تضرب البلاد، والناس يعيشون في ظروف قاسية. إذا لم تُعالج مشاكل الشعب، فإن كوارث أكبر ستقع. هناك أمور كثيرة لا نستطيع حتى التحدث عنها هنا. وفي النهاية، نأمل أن تُصرف الرواتب في وقتها حتى لا ينحدر الشعب أكثر، لأنه يسير نحو الانهيار".
"الأزمة المالية تؤثر علينا جميعاً"
بدورها، قالت آشنا محمد، طالبة في المعهد "الأزمات الاقتصادية تؤثر على الجميع، لكنها تؤثر على النساء بشكل أكبر، إذ إنهن الأكثر حاجة لتأمين المصاريف اليومية. وعندما تنقطع الرواتب، تجد المرأة نفسها عاجزة عن تلبية احتياجات أطفالها، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفكك الأسر. فكلما طالبت المرأة بالمصاريف تواجه العنف والمشكلات داخل الأسرة".
وأضافت "إذا أعادت الحكومة تفعيل الرواتب ومنحت النساء فرصاً للعمل، فإن ذلك سيخفف من حدة الأزمة الاقتصادية ويقلل من مظاهر العنف. فحين يكون للمرأة دخل خاص بها، لن تضطر للاعتماد على أحد داخل أسرتها".
"التمييز ضد النساء في أماكن العمل يقود إلى انتهاكات مستمرة"
كما قالت هايدة شلك، طالبة "الأزمة الاقتصادية أثرت بشكل سلبي على الجميع، فلم يعد بالإمكان القيام بأي شيء، حتى أصحاب المحلات والتجار يشتكون من قلة عدد الزبائن وضعف العمل في السوق. وإذا كان الوضع بهذا السوء بشكل عام، فكيف يكون حال النساء اللواتي لا يستطعن العمل في كل مكان بسبب التهديدات أو القيود الاجتماعية، رغم أنهن يعملن بجهد كبير".
وفي ختام حديثها، أكدت "من الضروري الإصغاء إلى أصوات النساء لفهم مشاكلهن داخل الأسرة وخارجها".