الاتحاد النسائي التقدمي يقدم قصص نجاح لأربع رائدات في جبل لبنان

أقام الاتحاد النسائي التقدمي لقاء تحت عنوان "قصص نجاح" حيث تحدثت فيها أربع رائدات بمنطقة المتن في جبل لبنان، ساهمن بالنهوض بمجتمعاتهن من النواحي السياسية والاجتماعية والتربوية والفنية.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ بحضور مواطنين/ات وناشطين/ات من بلدة رأس المتن والقرى المجاورة، نظم الاتحاد النسائي التقدمي، هيئة منطقة المتن بجبل لبنان أمس السبت 20 نيسان/أبريل، لقاء سلط الضوء على إنجازات أربع رائدات مجتمعيات في مجالات عدة شملت النشاط السياسي والاجتماعي والتربوي والفني.

في المجال التربوي، تمكنت رئيسة جمعية "ثمارنا" أمل المغربي مع زميلاتها من تأسيس أول جمعية ومدرسة تعنى بالطلاب الذين يعانون من الصعوبات التعليمية، وقالت "المجال الذي نعمل به، صعب للغاية، ويحتاج للصبر، وكون المرأة مناط بها مهام الرعاية والدور التربوي، فهي تنجح في هذا المجال، ونحاول إيجاد السبل للتعاطي مع الأطفال، فالمرأة كما هو دورها أساسي في التربية، فدورها أساسي بكافة قطاعات المجتمع، سواء بالسياسة والاقتصاد والتربية في المنزل والمدرسة، وهذا الذي نجده في أن معظم المعلمين في المدارس من النساء".

وأضافت "وضعتنا كورونا أمام تحد كبير، وهو أننا وجدنا أنفسنا في مكان لم نكن مهيئين فيه لأن الطلاب لديهم صعوبات تعليمية وغير مهيئين للتعلم عبر الانترنت، ولكن خضنا هذا التحدي ورغم الصعوبات نجحنا في إيصال المعلومة لتلاميذنا، وأتت بعدها الأزمة الاقتصادية التي أرخت بظلالها علينا، الأمرين اللذين ساهما في وقف الكثير من النشاطات، ولكننا عدنا الآن لننطلق من جديد".

وعن الإنجازات، قالت أمل المغربي "عندما أتمكن من ايصال طفل لبر الأمان، فهو أكبر إنجاز، وخصوصاً عند بعضهم الذين فقدوا الأمل واعتبروا أنهم غير قادرين على تحقيق هدف أو طموح في حياتهم، أما الإنجاز الأكبر، فهو أننا استطعنا إدخال تكييفات على مناهجنا لتوائم احتياجات الطلاب الذين لديهم صعوبات تعليمية، وهناك إنجاز كبير هو أن جمعيتنا أصبحت كجمعية خيرية كبيرة تعليمية والتي تأخذ وتعتمد المدارس ضمن معايير كبيرة، وقد وصلت المدرسة التي قامت الجمعية بإنجازها من غرفتين صغيرتين ليتم اعتمادها ضمن هذه المعايير العالية".

وأشارت إلى تمكن جمعية "ثمارنا" منذ تأسيسها في عام 2008، من إنشاء مدرسة ساهمت في تعليم 1500 طفل، على الرغم من تحديات جمة منها عدم وجود أخصائيين متمكنين في هذا المجال، ومواجهة التسرب المدرسي، وتوعية المجتمع حول دوره مع هؤلاء الطلاب، آملة بأن تتوسع المدرسة إلى مراحل متقدمة تتجاوز صف البروفيه (الشهادة الإعدادية)، فضلاً عن العمل على إنشاء قسم مهني.

 

 

من جهتها، قالت رئيسة جمعية سيدات رأس المتن منى غزال والتي نالت جائزة سعيد عقل لنشاطها الثقافي والاجتماعي والعديد من الدروع التقديرية "منذ سبع وثلاثين عاماً بدأت العمل في المجال الاجتماعي، وتمكنت من تحقيق الكثير من طموحاتي، ولكن ما يزال أمامي الكثير، كما يجب على النساء أن تطالبن بحقوقهن، وألا يكون الرجل حجر عثرة أمامهن".

وعن التحديات التي واجهتها، أكدت أن "هناك العديد من التحديات حيث كنت لوحدي أتابع تسجيل الجمعية في الإدارات المختصة إبان الحرب، ولعل التحدي الأكبر تمكني بعد وفاة زوجي في عام 1989 من القيام بواجبي الأمومي مع أبنائي الستة، والذين تخرجوا جميعاً من الجامعات، والمواءمة بين واجبي كأم وواجبي كفرد من المجتمع، بتأسيس جمعية سيدات رأس المتن التي جمعت عائلات القرية، بالإضافة إلى كوني عضوة في الكثير من الجمعيات الثقافية والاجتماعية".

وعن الخطوات المستقبلية، أشارت منى غزال إلى العمل على تأسيس مركز على مساحة كبيرة لخدمة المواطنين في البلدة والجوار وفي مجالات عدة منها النشاطات الفنية والندوات والخدمات الصحية والتربوية وغيرها.

 

 

وأكدت مصممة الأزياء ندوى الأعور أن "اليوم بوجود المرأة العاملة لاحظنا أن هناك تأخراً في عالم الموضة النسائية، ونرى أن المرأة تتجه لترتدي البنطال أكثر، ونرى أن عالم الذكورية موجود في هذه الصورة، لكن أقول إن المرأة قادرة على كل شيء، وأحببت أن تكون لي بصمة خاصة وأفرضها على المجتمع بشكل عصري وجريء، كما وأشارك بالكثير من العروض العالمية، وإن كنت أعمل على توفير الأزياء للمرأة اللبنانية بصورة مميزة".

وعن الخطوات المستقبلية، قالت ندوى الأعور "أشارك خلال الفترة المقبلة بالأسبوع العالمي للأزياء في باريس، وأتابع المشاركة في كافة النشاطات الدولية التي تعنى بالأزياء"، وعن التحديات في مجال عملها، أشارت إلى أن الاستقرار الأمني يعتبر تحدياً، فضلاً عن اليد العاملة المختصة في هذا المجال.

 

 

من جهتها، قالت عضو بلدية القصيبة سابقاً واستشارية برامج تنموية ميرا نعيمة "بالنسبة إلى بصمة المرأة، نحن قد لا نراها دائماً، ولكن يمكن أن نرى تبعاتها بعد سنوات طويلة، وأعتبر أنه عندما يكون هناك نساء وفتيات ترغبن في الدخول إلى الشأن العام، وأن تتطلعن ليكن جزءاً من العمل البلدي، فهذا نجاح للمرأة، أما النجاح الشخصي بالنسبة لي فهو بمثابة سلم أرتقي درجاته، ودائماً هناك أمور أسعى لتحقيقها، لأن الانسان إذا اعتبر أنه وصل إلى قمة النجاح، فهذا يعني أنه ما زال لديه شوط كبير عليه أن يقطعه".

وعن إمكانية خوض تجربة عضوية البلدية مرة ثانية، قالت "التجربة جميلة جداً، ولكن أفضل أن أُفسح المجال لنساء أخريات ليكن جزءاً من البلدية، ليس لأنني غير قادرة أو لا أرغب، وإنما من أجل ألا نحتكر المقاعد، ونقول لهن أن بإمكانكن العمل وهناك استمرارية، وسر نجاح المرأة في الشأن العام يبدأ أولاً بإيمانها بقدراتها، وثانياً ألا تستمع وتلقي بالاً إلى المجتمع حولها الذي يحاول تثبيط معنوياتها، وهو ما واجهته شخصياً عند دخولي بهذا المجال في سن الـ 24 عاماً، وثالثاً يجب أن تعمل على تطوير ذاتها في العلم والمعرفة".

 

 

بدورها قالت الإعلامية تمارا كبول "من خلال مسيرتي الإعلامية المتواضعة عبر تقديم برامج متنوعة، وبتركيز خاص على قضايا المرأة، اكتشفت ولمست عن قرب أن المرأة رغم كل التحديات المجتمعية والظروف التي يمر بها المجتمع، قادرة أن تصنع الفرق ولا تستسلم، وهناك نساء طموحات تدعمن بعضهن لإيصال صورة وقضية المرأة، ليس فقط في لبنان وإنما إلى العالم أيضاً".