الأطفال في السودان يواجهون خطر الموت يومياً
حذرت اليونيسف من كارثة غذائية غير مسبوقة تهدد حياة الملايين وسط استمرار النزاع في السودان، مؤكدةً أن الأطفال يواجهون خطر الموت يومياً بسبب أزمة إنسانية متفاقمة تشمل سوء التغذية، الأمراض، وانعدام الخدمات الأساسية.
مركز الأخبار ـ في ظل النزاع المستمر منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية في العالم، إذ يعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي، مما يعرض حياتهم للخطر.
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أمس الأربعاء الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، أن الأطفال في السودان يواجهون خطر الموت يومياً نتيجة لأسباب قابلة للتفادي، من بينها الأمراض، ونقص المياه النظيفة، وانعدام الوصول إلى الرعاية الصحية، إلى جانب استمرار النزاع المسلح.
وقال المتحدث باسم المنظمة إن السودان يشهد حالياً أكبر أزمة غذائية على مستوى العالم، مشيراً إلى أن أكثر من 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد بالسودان فيما يعاني أكثر من 772 ألف طفل من سوء التغذية الحاد والشديد.
وفي وقت سابق كشف التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي وجود مجاعة في الفاشر وكادقلي قبل أن تشير إلى مناطق أخرى في السودان معرضة لخطر المجاعة، لافتاً إلى أن نحو 21.2 مليون شخص في السودان أي نصف السكان يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي منذ أيلول/سبتمبر.
وكان برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية "الفاو" والزراعة و"اليونيسف" قد دعوا إلى إنهاء الأعمال العدائية وتوفير وصول إنساني آمن ودون عوائق ومستدام لمنع مزيد من الخسائر في الأرواح وحماية سبل العيش في السودان.
وحذرت اليونيسف من تفاقم الأزمة الغذائية في السودان، مشيرةً إلى معدلات سوء التغذية الحاد تخطت عتبة الطوارئ في أكثر من 60% من المناطق التي شملتها المسوحات الميدانية، وسط تدهور متسارع في الأوضاع الإنسانية.
وأشارت المنظمة في آخر تقرير لها إلى أنها أجرت 38 مسحاً حول التغذية والوفيات في الفترة ما بين كانون الأول/يناير وتموز/يوليو الماضيين، أظهرت أن معظم المناطق سجلت معدلات تفوق العتبة الطارئة البالغة 15%، مضيفةً أن التقرير كشف أن قرابة 80% من مناطق دارفور خاصةً شمال دارفور تجاوزت هذه النسبة، ما يجعل الإقليم أحد أكثر المناطق تضرراً.
وأوضح التقرير، أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد ارتفع إلى 315.454 طفل خلال النصف الأول من العام الجاري، بزيادة بلغت نحو 48.4% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
وشددت المنظمة على أن تفاقم الأزمة يعود إلى تأثيرات النزاع المستمر والتي دمرت سبل العيش في الريف والحضر، ودفعت ملايين السودانيين للاعتماد على المساعدات الإنسانية التي تصل بصورة متقطعة.