الاستغلال الجنسي والتحرش أبزر نتائج دراسة حول وضع الصحفيات في لبنان

تواجه الصحفيات تحديات كثيرة في مكان العمل منها التحرش الجنسي والاستغلال، هذا ما تؤكده أحدث الدراسات حول وضع الصحفيات في لبنان.

مركز الأخبار ـ سلطت دراسة ارتكزت على 70 مقابلة مع صحفيات تعملن أو تغطين أحداث لبنان، الضوء على التحديات والمتطلبات المتحيزة ضدهن والتي تفرض عليهن الامتثال لمعايير ترتبط بالمظهر الخارجي والقبول بظاهرة التحرش الجنسي.

بات التحرش الجنسي أمراً طبيعياً في مجال الصحافة في لبنان وجزء لا يتجزأ من قطاع الإعلام، ويبدأ قبل مرحلة التوظيف أحياناً، هذا ما توصلت إليه دراسة أجرتها مؤسسة "سمير قصير"، التي سلطت الضوء على "الرحلة الصعبة التي تمر بها الصحفيات".

وكان موقع "الحرة" على إطلاع بالدراسة التي ارتكزت على 70 مقابلة مع صحفيات تعملن أو تغطين أحداث لبنان.

وسلطت الدراسة الضوء على التحديات المتمثلة بمتطلبات متحيزة ضد الصحفيات في لبنان، كما يُفرض عليهن الامتثال لمعايير مرتبطة بالمظهر الخارجي كالجاذبية والرشاقة وغيرها، بالإضافة للتكلفة التي تدفعها المرأة مقابل ممارسة مهنة الصحافة المتمثلة بـ "القبول بظاهرة التحرش الجنسي على يد مسؤولي التوظيف والمدراء والزملاء، واعتبارها جزء طبيعياً من العمل داخل المؤسسات الإعلامية".

ولم تسهو الدارسة عن الحقوق الخاصة بالعمل مثل الرواتب والإجازات والترقيات، وكذلك حرمان الصحفيات من المناصب القيادية وتعرضهن للاستغلال في العمل والحد من قدرتهن باستخدام النفوذ الذكوري.

وبحسب معدة الدارسة الباحثة ومسؤولة البرامج في المؤسسة نادين مبارك، التي وصفت نتائجها بـ "صاعقة"، حيث قالت في لقاء لها مع موقع "الحرة" "كنا نهدف إلى كشف واقع الصحفيات في لبنان من أجل تبيان الفوارق الجندرية التي ظهرت أنها أضخم بكثير مما كنا نتوقع، لكننا اكتشفنا كذلك أن حجم المعاناة التي تعانينها صادمة جداً، وهي تتجاوز النواحي المهنية لتشمل النواحي النفسية والاجتماعية كذلك".

وأضافت "الصادم الأكبر هو أن 90% من المشاركات كشفن عن تعرضهن لشكل من أشكال المضايقة في عملهن الصحفي، و70% منهن تعرضن للتحرش الجنسي، فيما أكدت 96% ممن لم يتعرضن للتحرش أن زميلات لهن تعرضن لذلك".

كما أكدت نادين مبارك أنه بالإضافة للتحرش الجنسي أبلغ 59% عن تعرضهن لإساءة لفظية و49% لخطاب الكراهية و43% للتهديدات و30% للإيذاء الجسدي و19% للتنمر والتحرش عبر الإنترنت.

وبحسب الدراسة فإن عدد من الصحفيات تعرضن للتحرش قبل التوظيف أو خلاله أو حتى بعده، حيث روت مجموعة من المشاركات في الدراسة أنه "طلب منهن خدمات جنسية مقابل فرصة عمل، وشمل من طلبوا هذه الأمور شخصيات سياسية أو مدراء"، ومن أسباب التحرش قبل التوظيف كما تقول نادين مبارك هي "إساءة استخدام السلطة وانعدام المساءلة والثقافة الذكورية".

وعن التحرش خلال مرحلة التوظيف فقد أكدت أنه 51% من المشاركات في الدراسة ذكرن أن "المدير كان المتحرش الجنسي الرئيسي، و37% أكدن أنه أحد الزملاء"، لتصبح الصحفية هدفاً للتحرش بشكل خاص "عندما تكتب عن الصحة الإنجابية والجنسية حيث يفترض المتحرشون أنها ستكون منفتحة".

وذكرت الدارسة أن الصحفيات تجبرن على تغيير مظهرهن الخارجي للوقاية من التحرش الجنسي، والكثير منهن تتصرفن بحذر بعد تعرضهن للتحرش خوفاً من وقوع المزيد من الحوادث التي قد تؤثر على مسار حياتهن المهنية، كما أن صغر سن الصحفيات يضاعف من خطر تعرضهن للتحرش.

كما أظهرت الدارسة أن عواقب التحرش لا تنتهي بانتهاء العمل بل تستمر لفترة طويلة بعواقب منها "تراجع احترام الذات والثقة بالنفس بنسبة 81%، وعرقلة النمو الوظيفي والعمل بنسبة 64%، و73% للخوف والقلق والعزلة والاكتئاب و49 للشعور بالذنب وعدم الأمن والفشل، إلى جانب الرقابة الذاتية واضطراب الطعام ومعاداة المجتمع بنسبة 19%".

وذكرت نادين مبارك أن الإجازات تعتبر ترفاً "لم تأخذ 20% من الصحفيات أي إجازة أبداً، كما لا يسمح لـ 69% منهن بإجازة مرضية شهرية للدورة الشهرية، حيث تعتقد 89% منهن أن إجازة الأمومة التي ينص عليها القانون اللبناني غير عادلة".

وأكدت أن "موقف المؤسسات الإعلامية من التحديات التي تواجه الموظفات كان سلبياً، خاصة فيما يتعلق برد فعل صاحب العمل على هذه الأحداث، كما نفت 73% من المشاركات أن تكون مؤسساتهن قد اعتمدت أي سياسة داخلية لمنع الاستغلال والاعتداء الجنسيين".