الأمم المتحدة: الجوع والنزاع تهديد وجودي واستراتيجي للأمن الدولي

حذرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، من أن تفاقم العلاقة بين الجوع والنزاع يشكل "تهديداً استراتيجياً ووجودياً" للأمن الدولي، مؤكدةً أن الحرب والجوع وجهان غالباً ما يكونان وجهان لأزمة واحدة.

مركز الأخبار ـ يتفاقم الجوع في مناطق النزاع حول العالم، حيث يحرم القتال المستمر الملايين من الغذاء والموارد الأساسية، وتشير التقارير إلى أن النزاعات تعد من أبرز أسباب انعدام الأمن الغذائي، مما يزيد من معاناة الفئات الأكثر هشاشة، وخصوصاً الأطفال والنساء.

جاء ذلك خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول انعدام الأمن الغذائي المرتبط بالنزاعات، اليوم الثلاثاء 18 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث عرضت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد أرقاماً صادمة. وأكدت إن النزاع يعد السبب الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي الحاد في 14 من أصل 16 بؤرة جوع عالمية، فيما واجه 295 مليون شخص الجوع الحاد العام الماضي بزيادة 14 مليوناً عن العام السابق، بينما تضاعف عدد من يعانون الجوع الكارثي إلى 1.9 مليون شخص.

 حذرت من أن تفاقم العلاقة بين الجوع والنزاع يشكل "تهديداً استراتيجياً ووجودياً" للأمن الدولي، مؤكدة أن الحرب والجوع غالباً ما يكونان وجهان لأزمة واحدة، مشددةّ على أن النزاعات تدمر الحقول والأسواق والطرق، بينما يغذي الجوع بدوره اليأس والنزوح والعنف، وأوضحت أن السودان يشهد أكبر أزمة جوع عالمية، وأن المجاعة المؤكدة في غزة منذ آب/أغسطس الماضي ما زالت مستمرة، حيث أصبح الغذاء "سلاحاً" عبر تكتيكات التجويع المتعمد.

كما أشارت إلى استمرار الحلقة المفرغة في اليمن وهايتي والساحل والكونغو الديمقراطية، منتقدةً المفارقة بين الإنفاق العسكري الذي بلغ 21.9 تريليون دولار خلال العقد الماضي، وبين تكلفة القضاء على الجوع المقدرة بـ93 مليار دولار سنوياً فقط.

ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل عبر أربعة ركائز وهي ضمان وصول المساعدات الإنسانية وتعزيز النظم الغذائية للانتقال من الهشاشة إلى الصمود، وإدماج العمل المناخي كركيزة للأمن الغذائي والسلام، والتأكيد على أن الحلول السياسية وحدها قادرة على إنهاء النزاعات.

من جانبها، شددت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا، على أن النزاع هو المحرك الرئيسي للأزمات الغذائية، محذرة من أن حرمان الوصول الإنساني يفاقم الجوع وسوء التغذية. وأكدت أن الأمم المتحدة تواجه تحديات بسبب الهجمات المتزايدة على العاملين في المجال الإنساني، داعية الدول إلى إدانة هذه الاعتداءات وضمان التحقيق فيها، مقترحةً أربعة مجالات رئيسية للعمل وهي معالجة الجوع في مناطق النزاع، حماية المدنيين، تسهيل العمل الإنساني وتعزيز المساءلة عن جرائم الحرب.

من جهته، أكد مسؤول في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أهمية الاعتماد على البيانات الدقيقة في مواجهة الجوع، مشيراً إلى أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أصبح معياراً عالمياً لتقييم الأزمات، مضيفاً أن العام الماضي شهد تأكيد المجاعة ثلاث مرات في السودان وغزة، وهو أمر غير مسبوق، مؤكداً أن الإنذارات المبكرة يجب أن تترجم إلى استجابة عاجلة، لأن الانتظار حتى تأكيد المجاعة يعد تأخراً خطيراً.