الاجتماع الخامس للجنة التضامن... ذاكرة الأمهات في مواجهة صمت الدولة
طالبت "أمهات السلام" و"أمهات السبت" خلال الاجتماع الخامس للجنة "التضامن الوطني، الأخوة والديمقراطية"، بإطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان، باعتباره مفتاح للحل السياسي.

مركز الأخبار ـ شاركت كل من "أمهات السلام" و"أمهات السبت" في الاجتماع الخامس للجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية، المُشكّلة في البرلمان لحل القضية الكردية، مستذكرات انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرضن لها وقصص أطفالهن، وشدّدن على ضرورة لقاء اللجنة بالقائد عبد الله أوجلان.
قالت تركيا بوزكورت إحدى أمهات السلام إن الشعب الكردي يثق بالقائد عبد الله أوجلان، مؤكدةً أنه الطرف الحقيقي الذي يجب مخاطبته من أجل الحل.
وفي حديثها عما جرى لابنتها، قالت "عندما كانت ابنتي في الرابعة عشرة من عمرها، تم اعتقالها في ديار بكر، لم نحصل على أي خبر عنها لمدة 27 يوماً، وكانت المحامية ميرال دانش بيشتاش تتولى قضيتها آنذاك، وقد خرجت من السجن بعد 18 شهراً، لكنها اعتُقلت مرة أخرى، وهي الآن في السجن منذ 27 عاماً، يجب اتخاذ خطوات جدية الآن، الشعب لم يعد يثق بذلك".
وأضافت "لم يتم اتخاذ أي خطوات، أما الكرد فقد قاموا بكل ما عليهم، فقد أتلف حزب العمال الكردستاني الأسلحة، بعد أن أعلن حل نفسه، وعلى الرغم من كل ذلك، لم يكن هناك أي رد، يجب إطلاق سراح السجناء السياسيين والمرضى، وعلى رأسهم السيد عبد الله أوجلان".
بدورها، بدأت ربيعة كيران حديثها باللغة الكردية، لكنها واصلت باللغة التركية بعد تلقيها تنبيهات، وقالت "كل من يسهم في تحقيق السلام، له منا الاحترام والتحية، وإذا كانت دعوة السلام قد صدرت من السيد أوجلان، فنحن كأمهات السلام ندعم هذا السلام".
وأكدت أن السلام ليس جريمة، بل هو "عرش من ذهب"، مشيرةً إلى أن تبني اللجنة لهذا المسار سيحوّل البلاد إلى "حديقة من الورود".
وشددت على أن أول مطلب لهن كأمهات سلام هو حرية القائد أوجلان "أطلقوا سراحه، وليجلس في البرلمان، كأمهات ننزل إلى الشارع، نستمع إلى آراء الناس، يقولون لنا "أين السلام؟ لم تُتخذ أي خطوة" لو كان هناك حق وقانون وعدالة في هذا البلد، لما توجه الكرد إلى الجبال، نحن أمهات السلام موجودات هنا، وإذا كان السيد أوجلان قد جمع الشعب الكردي بنداء واحد، فالشعب يقف خلفه".
ووجّهت ربيعة كيران سؤالاً إلى اللجنة "على أي أساس سيأتي المقاتلون والمقاتلات إلى تركيا؟ بأي شروط سيعودون؟ هل سيتم الزجّ بهم في السجون وإصدار أحكام بالسجن لمدة 30 سنة؟ لا يمكن أن يتحقق السلام بهذه الطريقة، دعوهم يأتون ويمارسوا السياسة، أوقفوا اللغة الحادة للإعلام، إذا كان هناك نية للسلام، فليتوقف هذا الخطاب حتى نتمكن من احتضان بعضنا البعض، نحن لا نريد الحرب في أي بلد، سنطالب بالسلام حتى آخر يوم في حياتنا، نحن بحاجة إلى السلام أكثر من حاجتنا للماء والخبز".
استمعت اللجنة أيضاً إلى "أمهات السبت" اللواتي أكدن أن فهم الحاضر يتطلب العودة إلى الماضي، حيث تحدثت إقبال إيرين يارجي عن شقيقها المختفي قسرياً، الذي اعتُقل عام 1980 ولم يُعرف مصيره حتى اليوم.
وروت كيف تعرضت والدتها للإهانة أثناء بحثها عنه في مراكز الشرطة، مؤكدةً أن هدفها من المشاركة هو المطالبة بالعدالة لجميع المختفين، داعيةً إلى تشكيل لجنة علمية تكشف الحقائق وتضم ذوي الضحايا، معتبرةً ذلك خطوة ضرورية نحو الديمقراطية.
من جانبها، روت مسعودة أوجاق، إحدى أمهات السبت، قصة اختفاء شقيقها، الذي كان معلماً ينتظر التعيين ويعمل في مقهى صغير، قبل أن يختفي، موضحةً أن غياب النتائج من القضاء الداخلي دفعهم للتجمع في ساحة غلطة سراي، حيث نظموا لقاءات سلمية لـ 699 أسبوعاً، لكنهم تعرضوا لعنف شديد من قبل الشرطة عام 2018، ومنذ ذلك الحين مُنعوا من دخول الساحة.
وأكدت أنه رغم قرارات المحكمة الدستورية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لا تزال الساحة محظورة، وتم اعتقالهم 29 مرة دون مبرر قانوني، مطالبةً بفتح الساحة لجميع المدافعين عن الحقوق وتشكيل لجنة حقيقة.
كما روت بسنة طوسون، كيف شاهدت والدتها ثلاثة أشخاص يجبرون والدها على ركوب سيارة عام 1995، وسط صرخات العائلة وأطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاماً، حيث حاولت الأسرة والجيران اللحاق بالسيارة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.
ولفتت إلى أنه منذ ثلاثين عاماً، تلاحق العائلة مصير والدهم دون نتيجة تُذكر، وجميع المؤسسات الرسمية أنكرت اعتقاله، رغم أن الحكومة أعربت أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عن أسفها لاختفائه، ورغم ذلك، تم رفض جميع الطعون القانونية وأُغلقت أمامهم سبل العدالة.