أفزم فيان

سليمانية ـ أكدت عضوة أكاديمية الجنولوجيا آجين عماد على أن نساء روج آفا أثبتن أن التغيير ممكن حتى في منطقة مليئة بالصراعات مثل الشرق الأوسط، وألهم نضالهن النساء في جميع أنحاء العالم.

عن التوترات والأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا، ودور المرأة تقول عضوة أكاديمية الجنولوجيا في إقليم كردستان، آجين عماد أن "ثورة روج آفا تجاوزت الحدود التقليدية، وسلطت الضوء على أهمية حرية المرأة باعتبارها الركيزة الأساسية للتغيير الاجتماعي"، لافتةً إل أن فلسفة "Jin Jiyan Azadî" ليست مجرد شعار بل هي رؤية لمجتمع عادل يناهض القمع القائم على النوع الاجتماعي "إن هذه الحرب في سوريا هي حرب تخوضها نساء روج آفا من أجل البقاء والكرامة والمستقبل الأفضل للفرد والمجتمع".

وأضافت "لقد أثبتت نساء روج آفا أن التغيير ممكن حتى في منطقة مليئة بالصراعات مثل الشرق الأوسط، المليء بالاضطرابات والخطر، وقد ألهم نضالهن النساء في جميع أنحاء العالم، وينطبق الشيء نفسه بالنسبة لنا في إقليم كردستان، الذين يحاولون كسر الأدوار التقليدية للجنسين وبناء مستقبل أكثر شمولاً".

 

"داعش لا يشكل تهديداً على روج آفا فحسب"

وعن خطر إعادة إحياء داعش من جديد تقول "مع هجمات داعش، نشهد هجوماً جديداً على التقدم الإنساني وهذا ليس مجرد تهديد لروج آفا فقط، بل هو اعتداء على كل الإنجازات والقيم التي تدعمها الثورة، لقد استهدف داعش دائماً أجساد النساء وحقوقهن وحرياتهن، وفي الوقت نفسه، من المهم أن نفهم أن داعش ليس التهديد الوحيد، فالقوى الإقليمية لها مصالحها الخاصة في سوريا، غالباً ما تتجاهل جهود المنطقة للوصول إلى حق تقرير المصير أو إضعافها مباشرة، وهذا التعقيد للسلطة يؤدي إلى تفاقم وضع المرأة في المنطقة التي يجب أن تقاتل على عدة جبهات في الوقت نفسه".

وأشارت آجين عماد إلى أنها كامرأة من إقليم كردستان، تشعر بارتباط عميق بالصراع القائم في روج آفا "إننا نشترك في تاريخ القمع والرؤية للحرية، ولكننا نرى أيضاً التحديات التي نواجهها، في إقليم كردستان نناضل من أجل المساواة والعدالة، ولكن غالباً ما تعيقنا الهياكل التقليدية والسياسات المحدودة، لقد أظهرت لنا نساء روج آفا أن التغيير ممكن حتى في أصعب الظروف، شجاعتهن تعطينا الأمل والإلهام لمواصلة العمل للقضاء على الذهنية الأبوية وتعزيز حقوق المرأة في إقليم كردستان"، مؤكدةً على أن "نضالهم لا يمكن فصله عن نضالنا، نحن جزء من نفس القصة العظيمة ونجاحهم هو نجاحنا".

 

فلسفة "Jin Jiyan Azadî" هي فكرة عالمية

وشددت على ضرورة دعم المرأة في روج آفا وثورة النساء في إقليم كردستان وكافة أنحاء العالم "الأمر لا يقتصر فقط على تقديم الدعم المعنوي، بل على السلوك السياسي والعملي لحماية حقوقهم وحرياتهم، إن محاربة داعش والتهديدات الأخرى ليست مسؤولية روج آفا وحدها، بل هي تحدٍ عالمي علينا جميعاً أن نلعب دوراً، إن فلسفة "Jin Jiyan Azadî" فكرة عالمية يجب أن يسترشد بها كل من يناضلون من أجل المساواة".

وأضافت "في وقت تتزايد فيه التهديدات للحرية والعدالة، تعد ثورة روج آفا بمثابة تذكير بضرورة المقاومة، علينا كنساء في إقليم كردستان، أن نقف معها، ليس فقط كمراقبين لها، بل المشاركة في إحلال العدل والمساواة، وتقع مسؤولية دعم ثورة "Jin Jiyan Azadî" بالدرجة الأولى على عاتق حكومة إقليم كردستان على وجه الخصوص، ويمكن القيام بذلك من خلال تمكين التواصل الثقافي والسياسي وتقييم أصوات النساء"، لافتةً إلى أن "صمت إقليم كردستان ضد داعش وتهديداته في روج آفا أمر خطير، لذا يقع على عاتق حكومة إقليم كردستان مسؤولية استخدام العلاقات والعقوبات بطريقة مباشرة وملتزمة سياسياً ومخلصة لدعم النساء روج آفا على وجه التحديد، إذا استمر الصمت حيال ما تتعرض له المنطقة فقد يؤدي إلى تدمير ضمانات الشراكة الجيوسياسية ومعرفة الذات وهو ما يجب تحليله".