احتجاجات جيل Z مستمرة وسط تدخل أمني وأحداث مأساوية
تشهد مدن مغربية احتجاجات شبابية متصاعدة تقودها حركة "جيل Z"، مطالبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية، وسط تدخلات أمنية وتوقيفات، وتحديات في الحفاظ على سلمية التحركات الميدانية.

المغرب ـ تواصلت مساء الثلاثاء 30 أيلول/سبتمبر، احتجاجات شبابية في عدة مدن مغربية، في اليوم الرابع من تحرك حركة "جيل Z"، التي تطالب بإصلاحات اجتماعية واقتصادية وسياسية تشمل تحسين التعليم والرعاية الصحية ومكافحة الفساد، وتعتمد الحركة على المنصات الرقمية للتنسيق بين المشاركين قبل الانتقال إلى الميدان في شكل مسيرات ووقفات احتجاجية.
في الدار البيضاء، حاولت مجموعة من الشباب تنظيم وقفة احتجاجية بساحة "السراغنة"، إلا أن قوات الأمن تدخلت لتفريقها، مع تطويق الأحياء المجاورة وتوقيف عدد من المشاركين، وشهدت طنجة مشهداً مشابهاً، حيث تم توقيف بعض الشباب قبل انطلاق الوقفة.
وفي العاصمة الرباط، مثل مساء الثلاثاء 37 موقوفاً أمام النيابة العامة على خلفية احتجاجات الأحد 28 أيلول/سبتمبر الفائت، وقررت متابعة ثلاثة منهم في حالة اعتقال، فيما أُفرج عن 34 آخرين بكفالة مالية تراوحت بين 3000 و5000 درهم (حوالي 300–500 دولار أمريكي)، وحددت المحكمة جلسات لمحاكمتهم خلال تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
كما امتدت الاحتجاجات إلى مراكش، حيث تم تسجيل اعتقالات قرب الحي الجامعي، ووجدة، التي شهدت مسيرة رفع خلالها المحتجون شعارات ضد الفساد قبل تدخل قوات الأمن لتفريقهم.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الافتراضي مقطع فيديو يظهر حادثة مأساوية في وجدة، حيث تعرض شاب لحادثة دهس أدت إلى إصابة ساقيه.
كما التحقت مدن القنيطرة، زايو، خميس إيت عميرة، وبني ملال بركب المظاهرات، وسط انتشار أمني مكثف وتدابير لضبط النظام العام.
وفي إنزكان وأيت عميرة، تحولت بعض المسيرات إلى مواجهات مع قوات الأمن والدرك الملكي، تخللتها أعمال تخريب وإضرام النار في ممتلكات خاصة، مثل المحلات التجارية والصيدليات، إلى جانب رشق بالحجارة على سيارات الأمن والدرك.
وأكدت مصادر محلية لوكالتنا أن هذه الانزلاقات لم تكن جزءاً من الحركة الرئيسية، ما يسلط الضوء على تحديات الحفاظ على الطابع السلمي للاحتجاجات.
ورفع المحتجون شعارات تعكس مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية، من بينها "حرية، كرامة، عدالة اجتماعية"، و"الصحة أولاً، ما بغيناش كأس العالم"، "سلمية وقمعتوها".