أهالي شمال وشرق سوريا يتخذون إجراءات احترازية تجنباً لأي هزة ارتدادية أخرى

تواصل فرق الإنقاذ مساعيها لإخراج الضحايا من تحت الإنقاض بعد الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، وخلف الآلاف من القتلى والجرحى.

مركز الاخبارـ خلف الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الاثنين 6 شباط/فبراير، بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر، الآلاف من الضحايا والجرحى، ولا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض وسط محاولات من فرق الإنقاذ لإخراجهم، فيما لا تزال الارتدادات مستمرة وسط تخوف من وقوع زلزال آخر أو هزات ارتدادية أخرى.

 

رغم الإمكانيات الضئيلة مقاطعة الشهباء تستقبل متضرري الزلزال

من منازلٍ شبه مدمرة يواجه مهجري عفرين وأهالي الشهباء في شمال وشرق سوريا الخطر عقب الزلزال، ورغم الإمكانيات الضعيفة والحصار، إلا أن إدارة مقاطعة الشهباء تفتتح أبوابها أمام المتضررين من مدينة حلب.

وعن تأثير الزلزال على الأهالي ومهجري عفرين في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، قالت لوكالتنا الرئيسة المشتركة للإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة عفرين والشهباء ملك الحسين أن الزلزال كارثة أخرى بحق الشعب في سوريا وخاصة بعد انهيار المباني في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب والكثير من المنازل الشبه مدمرة في مقاطعة الشهباء وقرى ناحية شيراوا في عفرين "بلغ عدد الضحايا في حي الشيخ مقصود 6 مدنيين وأكثر من 44 جريح وفي الشهباء 10 جرحى اثنان منهم وضعهم خطر، تم إسعافهم إلى مشفى حلب".

وأوضحت أن حي الشيخ مقصود ومقاطعة الشهباء واجها العديد من الصراعات وتعتبران منطقة شبه مدمرة وغالبية المنازل التي يقطنها الشعب شبه مدمرة بفعل الطيران الحربي وقصف الاحتلال التركي المتواصل بين الحين والأخر.

ووجهت ملك الحسين نداءً لجميع الأهالي في حي الشيخ مقصود بالتوجه إلى الشهباء "رغم الامكانيات الضعيفة والحصار الخانق على المنطقة نفتتح أبوابنا أمام المتضررين وجميع الأهالي القادمين من حلب صوب مقاطعة الشهباء، وسنتقاسم الألم معاً".

وشددت على أن إدارة مقاطعتي عفرين والشهباء ومع اللحظات الأولى من وقوع الزلزال، بدأت بتجهيز جميع المؤسسات، الكومينات، المجالس، والبلديات والمراكز الصحية لمساندة المتضررين من الزلزال في الشهباء والأهالي القادمين من مدينة حلب وتقديم المساعدة لهم.

وأشارت إلى أن المنطقة تواجه حالة إنسانية عصيبة وعلى حكومة دمشق فك الحصار على مقاطعة الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية وإدخال الأدوية والمواد الغذائية "نطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية بتقديم كافة المساعدات اللازمة لشعبنا في ظل الظروف الكارثية التي نمر بها".

حنيفة عارف التي كانت تقطن في حي الشيخ مقصود، تضررت من الزلزال وقصدت مخيمات مقاطعة الشهباء، قالت "مع ضرب الزلزال في ساعات الفجر، هلع جميع الأهالي وخرجوا من منازلهم التي تدمرت بعضها"، مؤكدة أن الإدارة استقبلتهم وقدمت لهم المساعدة من خيم ومستلزمات غذائية وأدوية.

وأوضحت أن الزلزال خلف أضرار كبيرة وزرع الهلع والرعب في نفوس الأهالي وخاصة الأطفال والمسنين.

أليفة سيدو من مهجري عفرين، تعيش في الشهباء منذ 5 سنوات في منزل شبه مدمر ويواجهون مأساة كبيرة بشكل يومي في ظل الحصار المفروض من قبل حكومة دمشق، ومع وقوع الزلزال ازدادت مأساة الأهالي وباتت حياتهم مهددة وأكثر خطورة، وطالبت الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية العالمية والدولية بتوجيه أنظارهم صوب مقاطعة الشهباء وحي الشيخ مقصود ومدينة حلب وتقديم يد العون للمتضررين والأهالي الذين يقطنون في منازل شبه مدمرة بالمنطقة.

 

 

نصب خيم لإيواء الأهالي

وتجنباً لوقوع خسار بشرية نصبت الإدارة الذاتية بالتنسيق مع الهلال الأحمر الكردي والبلديات خيم لإيواء الأهالي في عموم مناطق ومدن شمال وشرق سوريا.

وحول هذا الموضوع قالت العضو في الهلال الأحمر الكردي في مدينة قامشلو نسرين حسيني "نظراً للوضع الذي نعيشه وخاصة بعد حدوث الزلزال، قمنا باتخاذ اجراءات مهمة وطارئة، إذ قمنا بنصب خيم في جميع مناطق شمال وشرق سوريا لنتمكن من إيواء الأهالي والحفاظ على سلامتهم في حال حدوث أي هزات أرضية أخرى وخاصة في ظل الظروف الجوية القاسية التي تعيشها المنطقة، كما قمنا بمد الخيم بالمستلزمات الطبية بالإضافة للمستلزمات الخدمية كالتدفئة والبطانيات والاسفنجات، بالإضافة إلى أن الطواقم الطبية ستكون على أهب استعداد لحماية الأهالي على مدار الساعة".

وأضافت "قمنا بإرسال المساعدات إلى الأهالي في مدينة حلب، والتي تضمنت كافة المستلزمات الطبية والخدمية لنتمكن من تخفيف العبء على أهالي المنطقة المتضررة من الزلزال"، ادعوا كافة المنظمات الإنسانية لمد يد العون لأهالينا في حلب وعفرين ومناطق سوريا بشكل عام، ونحن على اتم استعداد لمساعدة الجميع ومد يد العون والتنسيق معهم، كما ندعو جميع الأهالي للجوء للخيمة لنستطيع تجاوز هذه الكارثة دون وقوع خسار بشرية".

 

 

مدينة منبج تتخذ إجراءات احترازية

مدينة منبج كغيرها من المدن في شمال وشرق سوريا تضررت جراء الزلزال، والذي تسبب بوقوع بعض الإصابات إلى جانب وقوع أضرار مادية في المباني، ولكنها لم تسجل أي حالة وفاة، واتخذت الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها إجراءات احترازية تجنباً لوقوع أي هزة اخرى قد تضرب المدينة وذلك عبر مبادرتهم بنصب خيم لإيواء الأهالي فيها في حال شعورهم بأي خطر.

وحول هذا الموضوع قالت الرئيسة المشتركة لكومين جاسم قرى محمد أمينة عثمان "استعداداً لأي هزات ارتدادية قد تضرب مدينة منبج مجدداً بادرنا بتكاتف مع أهالي الحي ومع صاحب إحدى الصالات لإيواء السكان أثناء الهزات الأرضية التي من الممكن أن ترتد مرة أخرى، وقمنا بنصب خيم وتركيب المدفئات وتوفير المازوت في الصالة والخيمة".

وأكدت أن هناك تكاتف شعبي حول هذه المبادرة "الجميع ساهم لنجاح هذه المبادرة لاستقبال جميع من يشعر بالخطر من الهزات الأرضية".

افتكار عثمان إحدى النساء اللواتي توجهن لصالة البراعة لحماية نفسها وأطفالها تقول "استيقظنا حوالي الساعة 4 صباحاً على وقع هزة أرضية قوية سببت خوف وذعر كبير في نفوس أطفالنا وسارعنا بالخروج من المبنى وكانت الأجواء ماطرة". مبينة "نحن نسكن في الطابق الثالث للبناية والأبنية المرتفعة عرضة للانهيار أكثر من غيرها".

وعبرت عن امتنانها للمبادرة التي قام بها أهالي الحي "نحن ممتنون لهذه المبادرة التي تحمينا من خطورة الزلزال، ونحن الآن نشعر بالأمان".

وبدورها أوضحت الرئيسة المشتركة لمجلس التنفيذي في الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها نزيفا خلو الإجراءات الاحترازية التي قاموا بها استعداداً لأي ارتدادات أخرى قد تضرب المدينة "منذ اللحظات الأولى للزلزال كان هناك استنفار من كافة الجهات المعنية وعلى وجه الخصوص لجنة البلديات والأمن الداخلي ولجنة الصحة، وقاموا بتجهيز كافة المعدات والآليات وفرق الطوارئ ونشر أرقام ساخنة وتهيئة كافة المشافي الخاصة ومشفى الفرات لاستقبال المصابين في حال حدوث أي ارتدادات مرة أخرى"، أما الإدارة المدنية الديمقراطية نصبت خيم لحماية الأهالي "الإدارة المدنية الديمقراطية تنصب خيم لاستقبال الأهالي حيطة وحذراً في حال حدوث أي ارتدادات بشكل أو بآخر أيضاً الهلال الأحمر الكردي والأهالي بادروا ببناء خيم للإيواء، فكافة الأهالي متعاونون في هذه الكارثة وإلى هذه اللحظة لم تشهد مدينة منبج ضحايا سوى إصابات قليلة".

 

 

بعد هدم الزلزال لمنازلهم... حالة من الهلع تصيب الأهالي

عبرت نساء مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا عن قلقهم وخوفهم بعد الزلزال الذي ضرب عدة مناطق في تركيا وسوريا.

واتخذت الإدارة الذاتية الديمقراطية والهلال الأحمر في كافة مناطق شمال وشرق سوريا ومن بينها إقليم الفرات تدابيرها في حال حدوث أي زلزال أخر في المنطقة وقامت بنصب خيم إيواء لاستقبال الأهالي الذي خرجوا من منازلهم نتيجة الزلزال.

وحول ذلك قالت أمنية محمود من مدينة كوباني (54) عاماً "كان زلزال قوي جداً، ضرب المناطق ونحن نائمين، لذلك هناك العديد من الضحايا والقتلى، لم نشهد من قبل كهذا زلزال، جميع الأهالي هلعوا من الخوف وخرجوا إلى الطرقات والشوارع".

وأضافت "لبت الإدارة الذاتية في مدينة كوباني نداء الأهالي ونصبت مخيمات في عدة مراكز لإيواء الأهالي الذين يقطنون في مباني عالية، لأن هناك هزات ارتدادية أخرى".

وأوضحت أنه تم نصب أربع خيم في الساحات الرئيسية لمدينة كوباني "ساحة الشهيد عكيد وساحة المرأة الحرة، وفي حديقة تموز وفي نهاية طريق ساريا أزكور".

من جانبها قالت وضحة شاهين (59) عاماً "هدم الزلزال منازل كثيرة وكان منزلي أحدهم، بالكاد استطعنا الخروج قبل انهياره فوق رؤوسنا، جميع الأهالي ينامون في الطرقات والشوارع خوفاً من حدوث أي هزة ارتدادية أخرى".