أهالي دير الزور يستذكرون شهداء مجزرة الشعيطات

في الذكرى الحادية عشر لمجزرة الشعيطات، أحيا أهالي دير الزور مراسم استذكار شهداء المجزرة التي ارتكبها داعش، مؤكدين على مطلب العدالة ومحاسبة الجناة.

دير الزور ـ "كل أم فقدت ابناً أو زوجاً أو أخاً، تعيش يومها في حزن لا ينتهي" بهذه الكلمات أكدت المشاركات في المراسم أن المجزرة المروعة التي ارتكبها داعش ترك خلفه أطفالاً يتامى حُرموا من دفء الأبوة، وأسراً مكلومة لا تزال تعاني من آثار تلك الفاجعة.

استذكر أهالي مقاطعة دير الزور وأبناء عشيرة الشعيطات بإقليم شمال وشرق سويا اليوم الخميس21 آب/أغسطس شهداء مجزرة الشعيطات في ذكراها الـ 11، مؤكدين على ضرورة محاسبة داعش على الجرائم الوحشية التي ارتكبها بحق أبناء المنطقة.

وشارك في المراسم المئات من أهالي ريف دير الزور الشرقي إلى جانب ممثلين عن حزب سوريا المستقبل، وشيوخ ووجهاء العشائر، وقوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي، والمجالس المحلية، وأكد أحد وجهاء عشيرة الشعيطات على تكاتفهم مع قوات سوريا الديمقراطية ودعمهم الكامل لأهالي المجزرة، مشددين على محاسبة مرتكبي هذه الجريمة البشعة بحق أبناء بلدة الشعيطات.

وأشادت الكلمات من بينها كلمة لمجلس عوائل الشهداء بدور قوات سوريا الديمقراطية في تحرير المنطقة من قبضة داعش، مؤكدين على التمسك بالسير على درب الشهداء حتى تحقيق النصر الكامل والعدالة لذويهم "أن المجزرة التي ارتكبها داعش قبل أحد عشر عاماً، أودت بحياة أكثر من 1200 مدني من أبناء العشيرة، إلى جانب اختطاف أكثر من ألف شخص وتشريد الآلاف من السكان، في واحدة من أبشع الجرائم التي عرفتها المنطقة".

وقال قيادي في مجلس دير الزور العسكري "نجتمع اليوم لإحياء ذكرى أليمة حين ارتكبت داعش مجزرة بحق أبناء عشيرة الشعيطات، لقد سُطرت مواقف البطولة والشجاعة التي أبداها أبناء العشيرة بحروف من ذهب في صفحات التاريخ،  لذلك سنبقى دائماً نخلّد هذه الذكرى ما دمنا على قيد الحياة".

واختتمت مراسم الاستذكار بعرض فني قدمته فرقة "براعم الفرات" من أطفال الشهداء جسدوا خلالها ذكرى من رحلوا، مؤكدين أن الشهداء حاضرون في كل لحظة من حياتهم.

وشددت نوال العلي من تجمع نساء زنوبيا، على أن المجزرة التي وقعت في الشعيطات لم تترك بيتاً دون ألم  "كل أم فقدت ابناً أو زوجاً أو أخاً، تعيش يومها في حزن لا ينتهي، نحن نعمل على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء النساء، وندعو المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب أهالي الضحايا، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة".

وأكدت خلفة الحمد أم لثلاثة شهداء أن فقدان أبنائها في المجزرة المروعة التي ارتكبها داعش، كان بمثابة فقدان الحياة ذاتها، فقد تركت هذه المجزرة خلفها أطفالاً يتامى، حُرموا من دفء الأبوة، وأسراً مكلومة لا تزال تعاني من آثار تلك الفاجعة، مشيرةً إلى أن هذه الذكرى الأليمة لا تخصها وحدها، بل أصبحت جرحاً مفتوحاً في قلب كل أم وأب وأخ وابن وابنة فقدوا أحبّاءهم في تلك المجزرة.

وأوضحت أنه رغم الآم "فإننا كأهالي الضحايا نصر على تخليد هذه الذكرى، ونطالب الجهات المعنية بتقديم الدعم المادي والمعنوي لأسر الشهداء، تقديراً لتضحياتهم وصبرهم على هذا المصاب الجلل".

وتبقى مجزرة الشعيطات جرحاً في ذاكرة دير الزور وعاراً في سجل الإنسانية، في وقت يُجمع فيه الأهالي وممثلو المجتمع المحلي على مطلب العدالة ومحاسبة المسؤولين عنها، وفي الذكرى الحادية عشر يتجدد العهد بالمضي على درب الشهداء، حتى يتحقق القصاص العادل لكل من أجرم بحق الأبرياء.