إغلاق عدد من الجامعات في إيران تحدي آخر يواجه الفئة الشابة
تم حذف كافة رموز جامعتي سردشت وشنو من كتيب اختيار الجامعات لهذا العام، وهو إجراء يعني انتشار الفقر الثقافي في هذه المناطق.
لانا محمودي
مركز الأخبار ـ جامعة بيام نور شنو فيها 21 وحدة وهي المركز الثامن النشط في محافظة أورمية، وتضم 800 طالبة وطالب، ويتم تدريس ثماني دورات في جامعة سردشت، ولا توجد دورات أساسية في العلوم الإنسانية أو الطب.
بالنسبة للمدن الصغيرة مثل بيرانشار وسردشت وشنو، لم يتم تخصيص جامعات وطنية، وبحجة الاختبار العلمي تم إزالة جميع أكواد جامعات سردشت وشنو من كتيب اختيار جامعات هذا العام، وقيل إن سبب الإزالة هو تدني المستوى العلمي، بالرغم من أنه منذ إنشاء جامعتي سردشت وشنو، تخرج ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص والعديد منهم يعملون أو يدرسون في أفضل الجامعات.
خلق ظروف صعبة للتعليم
تؤدي إزالة جامعة بايام نور إلى خلق ضغط نفسي إضافي للقطاع الأضعف في المجتمع، ولا تستطيع العديد من العائلات إرسال أبنائها للدراسة في أورمية، وبما أن أورمية هي عاصمة المحافظة فهي بعيدة عن سردشت، وتكلفة الذهاب والإياب باهظة، كما أن المسافة الطويلة تسبب مشاكل كثيرة للطلاب.
سردشت وشنو مدينتان صغيرتان لا تحتويان على مرافق حضرية، ويعمل معظم الناس في الزراعة، ولا يزال النسيج التقليدي يسيطر على هذه المدن، وقد أبقتهم السلطات على الهامش، وإزالة الجامعة من هاتين المدينتين يعني المزيد من الفقر الثقافي، وتسرب العديد من الفتيات والشباب.
إن انتشار الفقر الثقافي يجلب معه البطالة والهجرة، وهذه أيضاً إحدى السياسات التي تنفذها السلطات الإيرانية التي من أجل إضعاف الشباب، حيث لا يتم تخصيص أي مرافق تعليمية لهذه المناطق من قبل الحكومة، وعلى الطلاب الإنفاق بأنفسهم، وهناك مراكز تروج لفكر السلطة، مثل جامعة الإمام الصادق، وهي مركز أبحاثهم ولديها المرافق التعليمية المناسبة.
وترى المحامية والناشطة الطلابية السابقة في جامعة سردشت سحر محمودي أن "إيقاف جامعة سردشت يشكل ضرراً جسيماً لهذه المدينة فهي المدينة الكيميائية الأولى في العالم بعد القصف النووي على هيروشيما، وما زال ساكنيها محرومين من المرافق التعليمية. وبعد نقل الجامعة من سردشت إلى أورمية، واجه الطلاب مشاكل، بما في ذلك أماكن النوم؛ لأن المسافة الطويلة بين المدينتين جعلت من الصعب السفر، ويضطر الطلاب إلى استئجار منزل وسط ظروف اقتصادية صعبة، ولهذا السبب، لا تستطيع العديد من العائلات إرسال أبنائها إلى الجامعة".
وأضافت "إنشاء جامعة بايام نور كان بمثابة نافذة أمل، ولأول مرة، أرسلت العديد من العائلات بناتها إلى الجامعة، وتم كسر المحرمات الثقافية، ولكن مع إغلاق الجامعة، انخفض مستوى تعليم الفتيات؛ لأنه في ظل هذا الوضع الاقتصادي السيئ، أصبحت العديد من الأسر غير قادرة على تغطية نفقات الجامعة".
عن وضع جامعة بايام نور شنو تقول مريم قدري من شنو "في السنوات القليلة الماضية، تخرج الكثير من الناس من جامعة بايام نور شنو، وتم تدريس مجالات مناسبة مثل العلوم السياسية والقانون، ومع أن المسافة من شنو إلى أورمية ليست طويلة، إلا أن الدراسة هنا أفضل ولا يحتاج المرء للانتقال إلى مدينة أخرى".
ولفتت إلى أن "سبب إزالة جامعتي شنو وسردشت هو تدني الجودة العلمية والتعليمية، فعندما لا يتم تخصيص ميزانية ولا تتم دعوة أستاذ جيد إلى هذه الجامعات، ستنخفض الجودة الأكاديمية بالتأكيد، فهذه المدن تفتقر إلى المرافق إلى حد ما، فالكثير من الأساتذة لا يأتون إلى هذه المدينة للتدريس لأن الجامعة تخصص القليل من المال لذلك، وهذا مرتبط بسياسة الحكومة التي تبقي هذه المدن في حالة فقر في مجال التعليم".