"أفريدا"... معرض لأعمال المرأة المعنفة
أقيم معرض للصناعات اليدوية النسائية تحت عنوان "أفريدا" برعاية مؤسسة مهر شمس آفريد بمدينة أورمية شرق كردستان، سلط الضوء على قصص كفاحهن من أجل التمكين والاستقلال بعد التغلب على العنف الأسري.

دلنيا شريفي
أورمية ـ شرحت سمية يزدان، عضوة مجلس إدارة مؤسسة مهر شمس آفريدا، للزوار كل الأعمال والمنتجات، من المعاناة إلى الجهد المبذول الذي أدى إلى صناعتها، منها لوحة رمزية لعدد من الأيادي الملونة لنساء كل واحدة منهن لديها قصة.
أقيم معرض "أفريدا" في 27 شباط/فبراير الجاري، امتد من الساعة الواحدة ظهراً حتى التاسعة مساءً، كان مخصصاً لعرض أعمال وإنتاجات النساء اللواتي تدعمهن مؤسسة مهر شمس آفريد في أورمية، والناجيات من العنف ويسعين للتغلب عليه من خلال جهودهن ومثابرتهن في بيت الأمان التابع للمؤسسة.
مؤسسة مهر شمس آفريدا مركز غير حكومي يضم العديد من المؤسسات النشطة، بما في ذلك بيت الأمان، حيث يقدم خدمات خاصة للنساء والأطفال في جميع أنحاء إيران، وخاصة أولئك الذين يتعرضون للعنف المنزلي أو الذين واجهوا صعوبات في مواصلة تعليمهم.
المؤسسة التي أنشأتها فاطمة بابا خاني عام 2020 ركزت على حقوق المرأة والدفاع عن المعنفات وتمكينهن، بالإضافة إلى توفير المأوى للنساء المعرضات لخطر العنف، ومساعدتهن على تعلم المهارات اللازمة لتحقيق الاستقلال المالي، وتتخذ خطوات نحو هذا الهدف من خلال عقد ورش عمل العمل الحر.
وتتم إدارة العديد من ورش العمل في مؤسسة مهر شمس آفريدا من قبل النساء على أساس تطوعي، ويقال إن بعضها، مثل ورشة الخياطة، ودائماً تقيم هذه المؤسسة معارض موسمية لأعمال ومنتجات هؤلاء النساء حتى تتمكن اللواتي بدأن للتو في هذا المجال من بيع منتجاتهن دون وسطاء.
في فعاليات معرض "آفريدا"، تم عرض لوحات ومخللات وفواكه مجففة ومربيات وأجبان وملابس مصنوعة يدوياً وما إلى ذلك لبيعها أو الترويج لها، وهي كلها نتيجة تدريب دوري تحت إشراف مدرب وتحمل علامة "أفريدا"، وقد بدأت هذه النساء لاحقاً العمل في بيئة آمنة، تحت إشراف هذه المؤسسة، للابتعاد عن المزيد من الأذى والعنف.
حيث قالت عضوة مجلس إدارة مؤسسة مهر شمس آفريد سمية يزدان "نضع كل عام في المعرض بطاقات كتب عليها رغبات الأطفال المحرومين حتى تتمكن إحدى الجمعيات الخيرية من تحقيقها وضمان عدم حرمانهم من حقوق أساسية مثل التعليم، معتبرةً أن الدعم والزيارات الشعبية خطوة إيجابية لدعم النساء والأطفال المتضررين، واصفةً أنها فعالة للغاية.
لقد واجهت هذه المؤسسة العديد من العقبات في السنوات القليلة الماضية؛ من محاولات إدارة الرعاية الاجتماعية لإغلاقها، إلى تعطيل حسابات المؤسسة ومالكتها فاطمة باباخاني في الفضاء الرقمي، ومع ذلك، فإن قوة المرأة وبعض وسائل الإعلام استمرت في دعمها.
وبين ضجيج الحشد، عندما سُئلت فاطمة باباخاني عن أحدث مشكلة تواجهها المؤسسة، قالت إنها طلب إخلاء المبنى المستأجر لبيت الأمان، "النساء قويات للغاية، وبفضل دعم الجميع وعزيمتنا تمكنا من تمديد العقد، لكن المبلغ وكيفية إعادة تأجيره لا يزالان غير معلومين".
في حين أن نصف محافظات إيران تفتقر إلى بيوت آمنة، قدمت مؤسسة مهر شمس آفريد خدماتها لأكثر من 5000 شخص يومياً منذ إنشائها، وتم إيواء أكثر من 100 امرأة متضررة من مدن مثل أورمية وبوكان وماكو وغيرها في بيوت آمنة، ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجهها لا تزال تشكل خطراً وعائقاً أمام تمكين المرأة التي تستطيع تحقيق إمكاناتها في مثل هذه المعارض.