'أدعموا دعوة القائد أوجلان فالحرب ستتوج بالسلام'
أعربت مريم صويلو التي فقدت أولادها الثلاثة وسجنت لعدة سنوات، عن تفاؤلها بدعوة القائد عبد الله أوجلان وقالت "الأمل في السلام يبقيني على قيد الحياة رغم هذا الألم".

مدينة مامد أوغلو
آمد ـ بينما لا تزال دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" التي أرسلها القائد عبد الله أوجلان على جدول الأعمال، والاجتماعات العامة التي بدأها حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية وحزب المناطق الديمقراطية مستمرة، كما تشارك الأمهات اللاتي دفعن ثمناً باهظاً خلال الصراعات والنزاعات، بالطرق على الأبواب لشرح الدعوة للناس.
لم تتمكن من توديع ابنتها
سُجنت مريم صويلو البالغة من العمر 70 عاماً، لمدة 10 سنوات بسبب حضورها تشييع الجنازات وتقديم واجب العزاء لذوي المناضلين من أجل السلام، وقد حُكم عليها بالسجن 6 سنوات و3 أشهر بتهمة الـ "العضوية في منظمة غير قانونية"، إلا أنها واصلت نضالها بعد إطلاق سراحها رغم المشاكل الصحية التي كانت تعاني منها وتقدمها في السن.
انضم أبناء مريم صويلو الثلاثة إلى حركة التحرر الكردستانية، في الفترة التي سُجنت مع ابنتها وحفيدتها، حتى أنه لم تدفن في الأرض التي ولدت فيها سوى ابنتها التي لم تتمكن من توديعها كونها كانت معتقلة، وبقيت تبحث عن جثامين أبنائها لسنوات.
"لا نريد أن يموت أحد"
قالت مريم صويلو التي لا تزال تناضل من أجل السلام رغم الآلام التي عانت منها "اتمنى أن يدعم الشعب الكردي هذه العملية في وحدة الصف، وأعتقد أن هذه الحرب ستتوج في النهاية بالسلام، وسنستمر في المطالبة به مهما كان الثمن، نحن كأمهات ندعم عملية السلام، هذه العملية تجعلنا حزينين من جهة وسعداء من جهة أخرى، فقد دفع هذا الشعب ثمناً باهظاً وتكبد الكثير من الخسائر، لكننا ما زلنا مستمرين في النضال، ولطالما نادينا بالسلام، لكنهم ذبحوا آلاف الأشخاص باسم السلام، نحن لا نريد أن يموت احد ولا نريد لهذا الشعب أن يحزن بعد الآن".
"لا يمكن تحقيق السلام بالنظر من جانب واحد"
وحول الانقسامات التي تبعت الدعوة، قالت مريم صويلو "عندما يتحدث الجانب الآخر عن هذه الدعوة يقولون ماذا عن الشهداء"، مطالبة الاحتلال التركي بالاستجابة لدعوة القائد عبد الله أوجلان في أقرب وقت ممكن "أليس لدينا أي شهداء، أي ثمن؟ لقد فقدنا أغلى ما نملك من أبنائنا على هذا الطريق، في هذه العملية لا يمكنهم تحقيق السلام بالنظر من جانب واحد بهذه الطريقة، نحن لم نجد حتى عظام أبنائنا، على الجميع أن يفهم هذا الأمر بوضوح، مهما طال أمد الحرب، ستنتهي العملية على الطاولة، لهذا السبب، كما عليها أن تتخلى عن سياسات الحرب، إذا استمرت الهجمات هنا وعلى إقليم شمال وشرق سوريا على حد سواء، فإن وقف إطلاق النار هذا سيكون بلا معنى، يجب أن يكون السلام ثنائياً ويجب إسكات السلاح".
"سنشرح الدعوة للمجتمع بأسره"
واستناداً إلى قصتها الخاصة، قالت مريم صويلو إن السلام والشعب أعطياها الأمل وأبقياها على قيد الحياة رغم كل ما عانته "لقد كنا في السجن، وفقدنا أبناءنا، ولكن على الرغم من ذلك كنا ننادي بالسلام دائماً، وقلنا إنه لا ينبغي أن يُذبح الناس ولا ينبغي أن تسيل الدماء، ولا ينبغي أن تؤدي يد السلام إلى مجزرة هذه المرة".
وأشارت إلى أن "القائد أوجلان جدد دعوته للسلام عدة مرات، لكنهم كانوا يردون دائماً بالمجازر والانتهاكات، هم أيضاً بحاجة إلى رؤية هذه العملية واتخاذ خطوات منطقية، لا نهاية لهذه الحرب، ولا بد من تحقيق السلام، هذه الدعوة فرصة عظيمة لجميع الشعوب، يجب أن تتحد الشعوب مهما كانت الظروف، وعندما يحدث ذلك، ستحقق هذه العملية هدفها، لذلك فلنكن جميعاً على وعي بهذا الأمر ولنتخذ خطوات وفقاً لذلك، وسنشرح مضمون هذه الدعوة للمجتمع بأسره".