إعادة كتابة تاريخ أمة على أساس الأنفال والقصف الكيماوي والإبادة الجماعية
عقد لقاء علمي تاريخي بعنوان "توثيق تاريخ الأمة في الأنفال والقصف الكيماوي والإبادة الجماعية للإيزيديين" على شرف الدكتورة بارفين نوري عارف بحضور عدد من الناشطين الحقوقيين والمنظمات ذات الصلة بالإبادة الجماعية.
السليمانية - عقد بعد ظهر أمس الخميس 12 أيلول/سبتمبر وفي إطار النشاطات الفكرية في مقر منظمة آزادي بمدينة السليمانية بإقليم كردستان، لقاء بعنوان "توثيق تاريخ الأمة من الأنفال والقصف الكيماوي والإبادة الجماعية للإيزيديين".
عقد هذا اللقاء بحضور عدد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان وخبراء الإبادة الجماعية، وتم التركيز على تسجيل وتجميع تاريخ الأمة، وخاصة الأنفال والقصف الكيماوي وكافة الكوارث التي حلت بالأمة الكردية.
وفي هذا اللقاء تناولت الطبيبة والكاتبة بروين نوري عارف تاريخ الأمة الكردية وجميع مآسي الإبادة الجماعية التي حلت بهم "الأنفال والإبادة الجماعية للمواطنين والمقيمين في كردستان لم يتم توثيقها بشكل كامل، في حين أن العديد من البلدان التي هي في نفس وضع كردستان، تم إنقاذها من الإبادة الجماعية، فدولاً مثل أرمينيا وإسرائيل والتركمان الغربيين وصربيا وكرواتيا والبوسنة ومقدونيا وسلوفينيا والجبل الأسود حصلت على استقلالها بسبب القصف الكيميائي والإبادة الجماعية وتمكنت من الحصول على استقلالها السياسي والاقتصادي الكامل، لكن الشعب الكردي الذي هو ضحية للإبادة الجماعية في العديد من البلدان، لم يتمكن حتى من إنشاء أرشيف لهذه الإبادة الجماعية والمجازر".
وأشارت بارفين نوري عارف إلى أهمية جمع وتوثيق تاريخ الأمم من مجازر الأنفال إلى الإبادة الإيزيدية وأكدت على ضرورة أرشفة كل هذه المآسي للأجيال القادمة وطلبة الجامعات باعتبار أنها تساعدهم على المعرفة والفهم بشكل أفضل.
كما أكدت على ضرورة جمع كل المآسي التي حلت بالأمة الكردية، لافتةً إلى أنه ينبغي جمع هذه الحقائق من أقوال الناجين في ذلك الوقت "لسوء الحظ، لم تبذل الحكومات والسلطات المحلية الكثير من الجهد للقيام بذلك وبدلاً من ذلك، سمحوا للدول الأجنبية بجمع واستخدام هذه المعلومات لأرشيفها الخاص، في حين لم نبذل أي جهد لتوثيقها بأنفسنا. يجب توثيق كافة أعمال العنف، وخاصة ما حدث للنساء والأطفال، بشكل كامل، بما في ذلك تعذيب وبيع الكرديات".
"إن جمع وتوثيق العنف والمآسي ضد المرأة أمر ضروري."
فيما أشارت الأستاذ الجامعية والناشطة المدنية روناك محمود بومبا إلى أهمية توثيق وأرشفة هذه الأحداث بعد الانتفاضة، وأضافت أنه نظراً لوجود مشاكل داخلية في إقليم كردستان، لم يتم إنجاز هذا العمل بشكل كامل "لقد حاول الأطباء والخبراء الجامعيون دائماً توثيق وأرشفة المعلومات المتعلقة بالقضية الكردية والأنفال واسترداد حقوق الكرد، حتى يمكن حفظ هذه المعلومات للأجيال القادمة لكن للأسف لم يتم بذل جهود كافية في هذا المجال ولم تدعم السلطات هذا العمل".
كما أكدت على أنه من المهم جداً تسليط الضوء على هذه القضايا لتوعية الناس وتوثيق المآسي التي حلت بالأمة الكردية. مشيرةً إلى أن العديد من الكرديات لا يعرفن حتى ما حدث لهن خلال الأنفال وعليهن إعادة قراءة هذه الحقائق "تمكنت المرأة الإيزيدية من الحديث عن المشاكل التي واجهتها بعد التحرير. لقد تحدثت الإيزيديات دون خوف من كل أعمال العنف التي مورست ضدهن ويجب أن يتم هذا التوثيق بشكل دقيق وكامل حتى يتم تسجيل تاريخ الأمة بشكل صحيح دون أي أخطاء".