26 عاماً على المؤامرة الدولية... مطالبات بمنح القائد أوجلان حق الأمل

كونفرانس في حلب يناقش المحطات التاريخية للمؤامرة الدولية أن فلسفته ستتحرر الشعوب وتُحل جميع القضايا ومشاكل الشرق الأوسط والعالم أجمع.

مركز الأخبار ـ تمر الذكرى الـ 26 على المؤامرة الدولية التي نسجت خيوطها عدة دول لاعتقال القائد عبد الله أوجلان، وعلى ذلك عبر الأهالي في عدة مناطق من إقليم شمال وشرق سوريا عن غضبهم من استمرار العزلة، وعدم منحه حق الأمل باعتبار ما يتعرض له في إمرالي انتهاك لجميع القوانين الدولية وحقوق السجناء.

 

"فلسفة الحياة الحرة للقائد آبو هي الحل لكل الأزمات في الشرق الاوسط"

تحت شعار "فلسفة الحياة الحرة للقائد آبو هي الحل لكل الأزمات في الشرق الاوسط" عقد مؤتمر ستار والمبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان اليوم الثلاثاء 8 تشرين الأول/أكتوبر، كونفرانس في مدينة حلب للتنديد بالمؤامرة الدولية التي حيكت بحق القائد عبد الله أوجلان في عام 1998.

وشارك في الكونفرانس العشرات من أهالي حيي الشيخ مقصود والاشرفية، المؤسسات والهيئات التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية وأحزاب سياسية، وجهاء العشائر في حلب، وتضمن الكونفرانس قراءة محور بعنوان "المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان أسبابها وتداعياتها" وعرض سنفزيون حول المحطات التاريخية للقائد أوجلان في مختلف الميادين التي قادها ونضاله لنشر فكره الحر والديمقراطي بين الشعوب، وانضم بعدها عبر السكايب صحفيين وكتاب من مصر وفرنسا وفتح باب النقاش أمام الحضور للأدلاء بآرائهم حول المؤامرة. 

قالت المتحدثة باسم المبادرة السورية لحرية القائد أمنة خضرو "عقد كونفرانس حرية القائد عبد الله أوجلان في حلب لتسليط الضوء على المؤامرة الدولية التي حيكت بحقه والتي دخلت عامها 26، وأكد الكونفرانس على أهمية عقد نشاطات وفعاليات وحملات عالمية ودولية تهدف لكسر نظام إمرالي والقضاء على السياسات التي تمارس ضد إرادة الشعوب".

وأكدت أنه على جميع الدول والشعوب التواقة للحرية الالتفاف حول الحملة العالمية التي انطلقت تحت شعار "الحرية الجسدية للقائد أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية" فهذه الحملة بات لها صدى كبير لتنتشر في الكثير من الدول العالمية والأوربية، وهذا دليل على الديمقراطية والعدالة التي يحملها فكر القائد أوجلان وفلسفته ضمن أيديولوجيته الحرة التي تهدف إلى نيل المرأة لحريتها ومحاربة نظام الهيمنة والرأسمالية".

وأوضحت الهدف من عقد الكونفرانس في مدينة حلب "كانت مدينة حلب منطلقاً لنشر فلسفة القائد أوجلان بين الشعوب وأهالي حيي الشيخ مقصود والاشرفية يُعرفون بروحهم الثورية وتعلقهم بفكر القائد أوجلان، وعلى هذا الأساس تم عقد هذا الكرنفرانس في حلب".

وبدروها قالت منسقية مؤتمر ستار بمدينة حلب فهيمة حمو إن "السلطات التركية تهدف من خلال مؤامرتها الدولية إلى القضاء على فكر وأيديولوجية القائد أوجلان، ومن ثم كسر إرادة شعب عشق الحرية والديمقراطية عبر تعرفهم على فكره، وتقسيم المجتمع واندلاع صراعات بين المكونات والشعوب ولكن قوة إرادة القائد أوجلان جعله يحول جزيرة إمرالي منبعاً للفكر والفلسفة لينير بها جميع الشعوب".

وأوضحت "ننظم فعالياتنا ومنها الكونفرانس ضمن الحملة العالمية للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان والتي بدأت في 10 تشرين الأول 2023 وتستمر الحملة حتى ضمان الحرية الجسدية للقائد إلى جانب إيجاد حل سياسي للقضية الكردية، فالمؤامرة الدولية بحق القائد أوجلان شكلت بوابة لتدخل الدول المتآمرة مع تركيا في الشرق الأوسط".

وأكدت على تمسكهم بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان ورفع وتيرة المقاومة والنضال من أجل كسر نظام التعذيب والإبادة وتحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان.

 

 

مطالبات بمنح القائد أوجلان حق الأمل

من جهتهن جددت نساء المناطق المحررة في الرقة والطبقة ودير الزور عهدهن  بالمضي وفق نهج القائد أوجلان حتى تحريره جسدياً، واستنكرت النساء اللواتي شاركن في مسيرة الحرية استمرار العزلة في عامها الـ26، مطالبات جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية القيام بواجبها وتحقيق حريته الجسدية.

وحملت الفعالية عنوان "الحرية الجسدية للقائد أوجلان ودحر الاحتلال"، وشارك فيها الآلاف من الأهالي  للمطالبة بحرية القائد عبد الله أوجلان وتنديداً بالانتهاكات التي تحصل في إقليم شمال وشرق سوريا من قبل الاحتلال التركي.

وتم إلقاء عدة كلمات من قبل المؤسسات والمجالس التابعة لكل مقاطعة، حيث قالت الناطقة باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا في المناطق المحررة خود العيسى "المؤامرة الدولية على القائد أوجلان تنهي عامها السادس والعشرون، وهي ليست مجرد اعتقال من قبل الدول الرأسمالية، بل محاولة لسحق إرادة الشعوب، وإخماد الصوت الذي يدعو للحرية والمساواة والكرامة، صوت حمل رسالة السلام، ونبذ العنف والظلم، والخلاص من الواقع المأساوي الذي عاشته شعوب المنطقة لعقود".

وأكدت الكلمة على أن "العزلة المشددة ونظام التعذيب في إمرالي هو انتهاك لجميع القوانين الدولية وحقوق السجناء والذي حرمه من حق الأمل الذي يمنح لأي ناشط سياسي. نؤمن أن الحرية للقائد أوجلان هي خطوة ضرورية، وأن محاولة العزلة واستخدامها كسلاح للعبودية والتسلط لإسكات صوت لا يمكن إسكاته هي محاولة فاشلة أمام شعب يدرك بالوحدة والتمسك بقيمه ومبادئه".

ووصفت فكر القائد أوجلان  بـ "شمس تنير طريق المرأة. إن فكر القائد أوجلان لم يقتصر فقط على الشعوب المضطهدة، بل والمرأة خاصةً التي كانت أكثر معاناة من الظلم والإقصاء، فبفكره أكد على دورها في تغيير المجتمع وبناء مستقبل أفضل".

وبينت أن "هدف المحتل من استهداف المرأة القضاء على فكر القائد أوجلان ومنع نشره، فهي ناضلت بأفكاره وانتفضت في وجه الظلم، وشاركت في مجالات الحياة تحت شعار Jin Jiyan Azadî".

ثم تم عرض فقرات غنائية ثورية قدمها مركز الهلال الذهبي باللونين العربي والكردي، والتي تناولت نضال القائد عبد الله أوجلان واستنكار المؤامرة.  

وعن المؤامرة أوضحت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي فيروز خليل "اختطاف القائد أوجلان وزجه في سجن امرالي  دليل واضح على ضعف وخوف الدولة التركية من انتشار فكره وفلسفته"، لافتةً إلى أن "استمرار العزلة هدفه أسر فكر القائد أوجلان الذي يعتبر الحل الأمثل للقضايا العالقة في الشرق الأوسط، من خلال الكونفدرالية الديمقراطية وتطبيق هذا المشروع في كافة أنحاء العالم، وبذلك تحل القضيتين الكردية والفلسطينية".

وانتقدت تخاذل المجتمع الدولي حيال قضية القائد أوجلان، معتبرةً أن المؤامرة حيكت من قبل عدة بلدان، وتم إعطاء تركيا الضوء الأخضر للاعتقال، وإصدار حكم السجن مدى الحياة بحقه "يسعون للحفاظ على مصالحهم وسياستهم الجائرة ونظامهم السلطوي والمهيمن".

وأكدت أن استهداف إقليم شمال وشرق سوريا وجه آخر للمؤامرة والاستمرار بها "تسعى تركيا من خلال استهداف مناطقنا ومناضلينا لضرب مشروع الأمة الديمقراطية، وإرادة الشعوب الحرة"، مطالبةً جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية بأن تبدي موقف جاد تجاه قضية القائد أوجلان "على الدول التي تتدعي الإنسانية القيام بواجبها والتحرك السريع للإفراج عنه".

وعن مشاركتها في المسيرة قالت عضو تجمع نساء زنوبيا آلاء الصالح "خرجنا اليوم نساءً وكباراً وشباباً على مستوى ثلاث مقاطعات بمسيرة حاشدة للمطالبة بإطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان، ومنحه حق الأمل الذي هو حق كل أسير أو سجين تجاوز عمره السبعون عاماً".

وترى أن هدف تركيا من هذه المؤامرة إفشال مشروع الأمة الديمقراطية "لن نسمح لأي أحد أن يفشل مشروعنا الذي وجدنا فيه معنى للحياة، ولوجودنا كنساء عربيات نلنا حريتنا، خاصةً بعد الانتهاكات التي تعرضنا لها من قبل إرهاب داعش الذي حاول  طمس هوية المرأة العربية".

ودعت نساء العالم للتكاتف وتحقيق التعاضد النسوي والنضال المشترك، والمضي بنهج القائد عبد الله أوجلان وفلسفته، ووفق مبادى الأمة الديمقراطية الحرة لثورة المرأة وحماية الإنجازات التي تحققت.

ومن جانبها قالت الرئيسة المشتركة للمجلس العام لتجمع نساء زنوبيا مريم العلي "جئنا اليوم لندد بأعلى صوتنا بالممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية التي يتعرض لها القائد أوجلان، ونستنكر استمرار المؤامرة عليه واستمرار العزلة، ونطالب المنظمات المعينة بتحقيق الحرية الجسدية له".

 

 

"صوته صوتاً باسم جميع الشعوب المستعبدة والنساء المقهورة"

من جهتها أصدرت مبادرة نون لحرية أوجلان بياناً قالت فيه أن "مرحلة تاريخية مأساوية تعيشها الإنسانية في ظل حروب مشتعلة هنا وهناك، حروب تفتعلها قوى الهيمنة الرأسمالية كُرمى لمصالحها الجشعة وراء الربح وتجارة السلاح، عصر تقتل فيه براءة الطفولة وأحلام الشباب وراحة الكبار، تُقتل شعوب في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، يحشدونهم فيها بشعارات مزيفة من العصبيات القوموية والدينية والمذهبية، والطامة الكبرى هي من نصيب المرأة تعاني الأمرين من حروب دولية وحروب أسرية مجتمعية. مرحلة تاريخية أفقدت الكثيرين الأمل وبات الجميع يتخبط في حالة الضياع والاغتراب".

ولفت البيان إلى أنه "ضمن هذه المعمعة القاسية ظهرت أصوات تنادي الإنسانية للاحتكام بالعقل والحكمة وإلا فالفناء آت لا محال، خرجت نضالات عظيمة لتحقيق العدل والسلام. طُرحت نظريات، صُعدت المقاومات بثمن خيرة أبناء الشعوب الطامحة للحرية، ورغم أنها لم تصل لأهدافها لكن نضالهم لم يذهب هباء".

وتناول البيان نضال القائد عبد الله أوجلان من أجل السلام "في سبعينيات القرن 20 بدأ السيد عبد الله أوجلان نضاله في سبيل الحرية، تكريماً لجميع النضالات السابقة واهداءً للإنسانية التي لا يليق بها سوى السلام والعيش الكريم. أضحى صوته صوتاً باسم جميع الشعوب المستعبدة والنساء المقهورة، بات أحلام الشباب وسعادة الطفولة، حارب جنون الاستغلاليين والجشعين للمال والثروة، وصقّل كل هذا في أطروحاته بالسعي نحو العصرانية الديمقراطية، يملك اليقين أن الاختلاف والتنوع في الهويات هي نعمة وليست نقمة، وناهض الحماقات التي حولت هذا الغنى إلى هويات متقاتلة، وطرح مشروع الأمة الديمقراطية ليعيش الجميع في ظل السلم الأهلي والعدالة الاجتماعية، مجتمع النساء الحرائر المتناغم مع الطبيعة الأولى".

وأكد أن "القوى المهيمنة أن يسود هذا الفكر أبت وارتعبت من يقظة النساء والشعوب إن عرفتها وعملت بها، فذلك يعني نهاية مطامعها وثرائها، فتربصت (القوى المهيمنة) بالمقاومة وحبكت المؤامرة الدولية (من دول واستخبارات) لأسر القائد عبد الله أوجلان، لتزجه في سجن إمرالي في جزيرة معزولة في بحر مرمرة لأكثر من 25 عاماً يواجه العزلة المحكمة والانتهاكات الجسيمة، محروم من أدنى الحقوق المشرعة للسجناء، ممنوع من التواصل مع العالم الخارجي ومن الرعاية الصحية والمحاكمة العادلة".

وحمل البيان المسؤولية لـ "كافة قوى الهيمنة الرأسمالية وعلى رأسها الدول المشاركة في حبك المؤامرة والأجهزة الاستخباراتية المرتبطة بها، إلى جانب المؤسسات الدولية المدّعية بأنها منظمات حقوقية ومناهضة للتعذيب ومنادية بحقوق السجناء السياسيين قاطبة تتحمل المسؤولية للوضع الذي يقبع فيه أسير الفكر عبد الله أوجلان، أما المؤسسات والشخصيات السياسية والحقوقية الصامتة (لا تنطق بكلمة الحق) هم شركاء في هذه الجريمة".

وأكد أنه بمرور الذكرى السنوية الأليمة للمؤامرة الدولية، "نحن النساء في "مبادرة نون لحرية أوجلان" نرفع صوتنا مجدداً استنكاراً لممارسات سلطات الدولة التركية والقوى المساندة لها، ونندد بتقاعس محكمة حقوق الإنسان الأوربية، ونرفض تسيس المؤسسات الحقوقية وننادي بالمحاكمة العادلة للسيد عبد الله أوجلان، وتحسين ظروف اعتقاله، وليعلم الجميع أن هدفنا الأول والأخير هو حريته، لذلك لن نتوانى عن مداومة نضالنا بوتيرة أعلى لنشر أفكاره والتعريف بقضيته وكسب الأصوات للنداء بحريته".

واختتم بيان مبادرة نون لحرية أوجلان بالتأكيد على أن "حرية مناضل الحرية والكرامة هي حرية للشعوب المتطلعة للكرامة وحرية النساء المناضلات لأجل الحرية".