160 ألف مدني في الفاشر يواجهون حصاراً ومصيراً مجهولاً
حذّرت المفوضية الأوروبية من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، مع غياب المعلومات حول أوضاع نحو 160 ألف مدني محاصرين داخل مدينة الفاشر، حيث تعرقل قوات الدعم السريع وصول فرق الإغاثة.
مركز الأخبار ـ تشهد مدينة الفاشر في شمال دارفور أوضاعًا إنسانية مأساوية، حيث يواجه مئات الآلاف من المدنيين حصاراً طويلاً أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وسط استمرار القتال وانعدام الممرات الآمنة.
خلال كلمة ألقتها أمام البرلمان الأوروبي اليوم، قالت المتحدثة وعضو المفوضية الأوروبية المكلفة بالشؤون الإنسانية وإدارة الأزمات حجه لحبيب، إن المفوضية تفتقر إلى أي معلومات حول أوضاع ما يقارب 160 ألف سوداني محاصرين داخل مدينة الفاشر. وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع تعرقل دخول فرق الإغاثة إلى المدينة، الأمر الذي يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية ويحول دون تنفيذ الاستجابة الطارئة اللازمة في المنطقة.
كما أوضحت المتحدثة، أن السودان يشهد حالياً أسوأ كارثة إنسانية في العالم، مؤكدةً أن المفوضية الأوروبية تتابع الوضع عن كثب وتواصل العمل مع الشركاء الدوليين لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
في الأسابيع الأخيرة وبعد سقوط مدينة الفاشر، تتوالى التقارير التي وثقت ارتكاب جرائم قتل جماعي وأعمال عنف ذات خلفية عرقية، إلى جانب حوادث خطف واعتداءات جنسية، وأشارت منظمات حقوقية إلى أنّ مناطق واقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع شهدت عمليات قتل استهدفت أفراداً بسبب انتمائهم العرقي.
وفي وقت سابق وجهت منظمة العفو الدولية اتهامات إلى قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في السودان، خصوصاً في مدينة الفاشر، وكانت هذه القوات قد أعلنت في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، موافقتها على مقترح هدنة إنسانية، وذلك بعد أن سيطرت في 26 تشرين الأول/أكتوبر على مدينة الفاشر، التي تُعد آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غربي السودان.
واندلع النزاع في السودان في منتصف نيسان/أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسرعان ما امتدت من العاصمة الخرطوم إلى ولايات عدة، بما فيها دارفور وكردفان والنيل الأزرق، ومع دخولها عامها الثالث، تحولت إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة.
وأشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن النزاع في السودان أودت بحياة أكثر من 20 ألف شخص، بينما أفادت تقديرات منظمات أخرى مثل لجنة الإنقاذ الدولية إلى أن العدد قد يصل إلى 150 ألف قتيل، كما سجل السودان أعلى مستوى للتهجير في العالم نزحوا إلى دول الجوار مثل تشاد، جنوب السودان ومصر، ما فاقم الضغوط الإقليمية.