"زيلدا" رواية تغوص في واقع المجتمع الجزائري وتسلط الضوء على النساء المطلقات
تقرأ سطور "زيلدا" متوتراً وتتابع السرد المشتبك مع ذاتك، تبحر مع الكاتبة من الجزائر إلى صقلية تقطع المسافات وتجذبك أحداث الرواية كأنك شخصية من شخصيات العمل
نجوى راهم
الجزائر ـ ، تشعر بالشرخ العميق يتسرب إلى روحك وأنت تنطلق من نظرة المجتمع للمطلقات وطريقة التعامل معهن دون التفكير في حقوقهن وطموحاتهن بالعيش حياة طبيعية.
تقول الكاتبة مريم قماش لوكالتنا أن "زيلدا جاءت لتسليط الضوء على واقع النساء المطلقات في المجتمع الجزائري والغوص في هذه العلاقة من خلال التطرق لمواضيع كثيرة متشابكة، وللحديث عن اختناق العلاقات العاطفية للمطلقات وتضييق الخناق على حريتهن ورغباتهن".
وعن دافعها لكتابة مواضيع اجتماعية تقول "بدأت الكتابة والقراءة منذ صغري، كان والدي يطلب مني قراءة الكتب والقصص وإعادة تحريرها بأسلوبي الخاص، بدأت محاولاتي في الكتابة في سن العشرين، لكن خبرتي ازدادت بعد ممارستي للعمل الصحفي من خلال احتكاكي بالكتب والكاتبات وقراءة الكثير من العناوين لكتاب جزائريين وأجانب".
وتضيف "كنت أعتقد أن الكتابة للأطفال أمر سهل، لكن مع مرور الوقت تأكدت أنها صعبة وذلك لضرورة اختيار كلمات تليق وتحترم ثقافتهم وتلبي أذواقهم، انتقلت بعدها لأكتب سيرة ذاتية خيالية بعنوان "يوماً ما ستفهمين" عن حياة فاطمة ايت بن منصور، وفتاة المترو".
وعن روايتها زيلدا تقول تدور أحداث الرواية بين الجزائر وصقلية، تحكي قصة صحفية مطلقة في الأربعينات من عمرها، تعيش مع ابنها البالغ من العمر 11سنة، بالقرب من شقة طليقها، "بطلة الرواية صحفية شغوفة بعملها عبر المواقع الإلكترونية، تسافر كثيراً بحكم عملها وتعشق الحرية ومحبة للحياة. تشاء الأقدار أن تجمعها علاقة حب قوية في سفرها الأخير إلى ايطاليا لتقع بحب باليرمو رجل ايطالي دون سابق انذار".
وتضيف "تغوص زيلدا في الحياة اليومية للمطلقات في المجتمع الجزائري وتثير تساؤلات جدية حول نظرة المجتمع للنساء المطلقات وطريقة التعامل والتفكير من خلال ما عاشته البطلة من ضغوطات في تسلسل أحداث الرواية، كطلبات الزواج عبر الانترنت والرسائل التي تصلها للخروج في مواعيد، ووالدتها عائشة التي تضغط عليها باستمرار من أجل العودة إلى طليقها ونظرة المجتمع لها".
تقول مريم قماش "الكتابة فرصة للحديث عن موضوعات نعيشها في الواقع، مهما كان الأسلوب ومن الضروري تسليط الضوء على مثل هذه المواضيع في المجتمع الجزائري".
مضيفة "تحدثت في هذه الرواية عن الكثير من المواضيع المسكوت عنها كالخيانة الزوجية والتحرش الجنسي والصداقات الزائفة والنفاق والوحدة. كلها مؤشرات تتداخل لتسارع أحداث الرواية".
وحول سبب اختيارها اسم زيلدا كعنوان للكتاب تقول "بحثت لفترة طويلة عن اسم لبطلة قصتي، وبعد تفكير عميق ومن خلال دراستي للغة الانجليزية وتأثري بسكوت فيتزجرلاد الذي كان متزوج من كاتبة تدعى زيلدا، قررت أن اسم "زيلدا" هو الأنسب لأنها تشبه الشخصية الرئيسية في الرواية".
أما عن غلاف الرواية تقول مريم قماش "كقارئة أحب الاستمتاع بالعمل المكتوب لهذا بحثت كثيراً لاختيار خلفية لغلاف روايتي تعكس ما أنقله في أحداث الرواية".
وتضيف بعيداً عن المحتوى الشكل مهم جداً في طريقة الكتابة، وأردت غالباً أن أجعل القارئ يسافر ويبحر بأثارة تساؤلات والمقارنة بين ما يحدث في الواقع وأحداث الرواية فحاولت المزج بين الفكاهة والجدية لنقل الأفكار والرسائل باستخدام مفردات وتعابير من اللهجة الجزائرية المتداولة.
المجتمع يتغير بتغير المعطيات ومع مرور الوقت هناك عوامل تساعد على تغيير المجتمعات، تقول الكاتبة مريم قماش في ختام حديثها "أنا لا أقوم بإعطاء دروس من خلال روايتي، لكن بالمقابل أدعو إلى التفكير في كل هذه التساؤلات التي طرحتها في الرواية".