وقف المرأة تسعى عبر دورات محو الأمية إلى الحفاظ على اللغة الآم من الاندثار
بهدف تعليم النساء لغتهن الأم وتعليمها لأبنائهن، والحفاظ عليها من الاندثار، بالإضافة لتوفير فرص عمل لهنَّ، افتتح وقف المرأة الحرة في سوريا دورات محور أمية
دلال رمضان
كوباني ـ .
افتتح وقف المرأة الحرة في سوريا مركزه في مدينة كوباني بتاريخ 29 آب/أغسطس 2019، وتفتتح اليوم دورات لمحو الأمية وتعليم النساء اللغة الكردية، فعقب ثورة 19 تموز/يوليو 2012، تم أحياء اللغة الكردية من جديد، بعد أن كان الحديث بها يتم بسرية، وفي 2009 افتتحت في مدينة حلب مؤسسة اللغة الكردية، وبشمال وشرق سوريا سعت العديد من المراكز لتعليمها والحفاظ عليها.
قالت لوكالتنا معلمة اللغة الكردية في مركز وقف المرأة الحرة بيريفان جلال (28) عاماً، بأن الهدف من افتتاح دورات محو الأمية تعليم النّساء الكتابة والقراءة بلغتهنَّ.
وأشارت أن افتتاح الدّورات جاء بناء على طلب النّساء اللواتي لم تسمح لهنّ الظَّروف بمواصلة تعليمهنَّ، ومعظمهنّ يردنّ تعلم لغتهنّ التي أصبحت رسمية وتدرس بعد ثورة روج آفا، وأعمارهنّ من الـ 16 حتى 35 عاماً.
ومعظم النّساء لم يخضعنّ لدورات سابقة ولا يجدنّ القراءة والكتابة، لذا يجدن صعوبة في تعليمهنَّ من حيث الحاجة لوقت وجهد أكثر، ولكن مع مرور الوقت وإصرارهنَّ يتمكنّ من ذلك، "في البداية نعلمهنًّ الأحرف الأبجدية لشهر كامل، ونقدم لهنَّ كتب خاصة باللغة الكردية للقراءة والكتابة والإملاء لشهر أيضاً".
وتعطى الدّورة لمدة ساعة واحدة في اليوم لكل مجموعة "في اليوم الواحد هناك مجموعتان تخضعان للدورة التّدريبيَّة، وثالثة تأتي للمركز في السَّاعة الـ 12 من كل يوم، لمراجعة الدّروس والقواعد والتّقوية".
وتلقى دورات محو الأمية إقبالاً كبيراً على التّسجيل حسبما تبين بيريفان جلال "تعاني النّساء من صعوبة في تأمين المواصلات، لأن معظمهنّ يتوافدنّ من النَّواحي والقرى البعيدة، وفي المجموعتين 15 امرأة، اثنيتن من قرى كوباني والأخريات من المدينة نفسها".
وحول تأمين العمل للخريجات قالت "للواتي لديهنَّ الرَّغبة في العمل نسجل أسمائهنَّ، في حين وُجد شاغر في روضات وحضانات، ولا سيما المتفوقات منهنّ".
وعن الهدف من تعليم اللغة الأم تقول "اللغة هي الهوية والوجود ومن حق كل مكون تعلمها، والإدارة الذّاتية أتاحت الفرصة لتصبح اللغة الكردية رسمية في مناطقها لمنعها من الاندثار عبر تعليمها للأجيال".
أما نيروز مستو (28) عاماً، من مدينة كوباني والأم لطفلين، بينت أنها توجهت لمركز وقف المرأة الحرة لتعلم اللغة الكردية، لتعلمها بدورها لأطفالها "لا يمكنني مساعدتهم في حل الواجبات وتعليمهم إن لم أعرفها، وأشعر بالخجل عندما يطلبون مني مساعدتهم في دراستهم".
ورغم أنها تجيد الإنكليزية والعربية إلا أنها ترغب في زيادة سعتها اللغوية، خاصة أنها لغتها الأصيلة التي حرمت منها على مدار سنوات. وتأتي نيروز مستو لهذه الدّورة منذ قرابة الشَّهر والنّصف "إلى جانب ذلك خضعت لدروات في الحاسوب والتّمريض، وبدأت أجيد القراءة والكتابة ولا أجد صعوبة تذكر".
وتتوجه للمركز من السّاعة التَّاسعة صباحاً من أجل دورة التّمريض، وتتلقى في العاشرة دورة اللغة الكردية لتنتهي السّاعة في الساعة الحادية عشر، كما قالت.
وتطالب نيروز مستو جميع النساء بتعلم لغتهنّ الأم، لنقلها من جيل لآخر والحفاظ عليها، موجهة الشّكر لوقف المرأة لإتاحة الفرصة لذلك، ودعمهنَّ وتقويتهنَّ ليكنَّ ذوات دور فعال في المجتمع.