سناء زكي... تتفنن في الرسم الرقمي بالحاسوب وتجسد بروفايلات نسائية
المغربية سناء زكي فنانة تشكيلية اختارت أن تعبر عن أحاسيسها وشعورها، بالرسم على الحاسوب.
حنان حارت
المغرب ـ يعتبر الفن الرقمي أحد الأساليب التي تمارس في مختلف الفنون البصرية وتتصل بالفنون التشكيلية، حيث تستبدل اللوحة بالشاشة والفرشاة العادية بالفأرة أو الفرشاة الإلكترونية أو القلم الضوئي، ويعبر الفنان من خلالها عن أحاسيس ومشاعر تتوافق مع القيم التشكيلية.
وكالتنا زارت الفنانة التشكيلية سناء زكي في ورشتها بمدينة الدار البيضاء، من أجل معرفة أسباب اختيارها الرسم بهذه الطريقة، وهل تختلف طريقة الرسم هذه عن الرسم الكلاسيكي؟
أوضحت سناء زكي أنه لا فرق بين الرسم الكلاسيكي والرسم الرقمي، سوى أن الأدوات المستعملة تختلف، فالرسوم الفنية التي يتم تنفيذها رقمياً تعتمد على الحاسب الآلي وبرامجه الرسومية المتخصصة، مشيرةً إلى أن الفن الرقمي هو امتداد للفن التشكيلي الكلاسيكي وليس بديلاً عنه، وأن استخدام برامج الرسم الحاسوبي في اللوحة هو وسيلة لتطوير العمل الفني.
وأضافت "هناك تكاملاً بين القلم والفرشاة والكمبيوتر لإنجاز لوحاتها، فإعداد اللوحة في الفن الرقمي يشابه عملية إعداد اللوحة الكلاسيكية، والفرق الوحيد هو الأداة"، مشيرة إلى أن أي لوحة ترغب في رسمها ترسمها في البدء بالشكل الكلاسيكي.
وعن اختيارها لهذه التقنية في الرسم قالت "نحن نعيش في عصر يتطور باستمرار، والإنسان عموماً يبحث كيف يمكنه أن يطور ذاته، ونحن كجيل نعيش مع الرقميات والألعاب الإلكترونية، لهذا فإن وجود فنانين وفنانات اختاروا هذه التقنية للتعبير عن أحاسيسهم هو من أجل مواكبة التطور الذي نعيشه".
ترعرعت سناء زكي البالغة من العمر 36 عاماً بين اللوحات والصباغة، فوالدتها رسامة، وعن ذلك تقول "والدتي فنانة تشكيلية، ومنذ صغري وأنا أرى أمامي الصباغة واللوحات الفنية متناثرة في كل مكان في البيت، فكان كل ذلك يستهويني، وكنت بين الفينة والأخرى آخذ الفرشاة وأبدأ في الرسم، ومع الوقت اكتشفت أنه لدي هواية يجب علي صقلها خاصة أني كنت أجد تشجيعاً كبيراً من قبل والدي، وخلال التسعينيات اقتنت أمي حاسوباً وجلبته للبيت، فاكتشفت الرسم بالحاسوب ومنذ ذلك الوقت بدأت علاقتي مع هذا الفن الذي تعلمته لوحدي عبر الأنترنت".
وأضافت "ولوجي لهذا المجال فتح لي أبواباً كثيرة، وجعلني أتعرف على أناس كثر، كما أني أبيع أعمالي، وهذا شيء يشعرني بالسعادة وأعتبره أكثر شيء جميل حدث في حياتي".
تعمل سناء زكي على بروفايلات نسائية، حيث تحاول ترجمة وتجسيد الرسم الذي تراه في ذهنها مباشرة "يستهويني رسم البروفايلات النسائية، لأني أولاً امرأة، لكن لا أعرف السبب الذي يدفعني لذلك، فحينما أبدأ في الرسم تكون لدي رغبة جامحة في ترجمة بعض الأحاسيس سواء كانت حزينة أو سعيدة، فأترجم ذلك الإحساس من خلال بروفايل نسائي من الخيال، أنا أرسم لأعبر عن أحاسيسي الداخلية".
واختتمت الفنانة التشكيلية سناء زكي حديثها بالقول "للأسف التربية الفنية آخر شيء نهتم به سواء في المدرسة أو داخل الأسرة، فغالبية الأسر لا تشجع أطفالها إذا كانت لديهم موهبة الرسم، لهذا أقول لأي شخص إذا كانت لديه أية أحلام أو هواية عليه التشبت بها وصقلها، وإذا فكر أن تصبح له مهنة في المستقبل عليه أن يطور ذاته وأن يتعلم، فاليوم نعيش في عصر المعلوميات والأنترنت الذي سهل علينا الكثير من الأشياء، ويمكننا اليوم تعلم أي شيء واستثمار ذلك في حياتنا من أجل تحقيق ذواتنا وطموحاتنا".