سارة حموت تجسد المرأة الأفريقية على لوحات من الفسيفساء
تعتبر الفنانة التشكيلية سارة حموت أن فن الفسيفساء هو عالمها الخاص الذي تسعى من خلاله لتطوير ذاتها، والتعبير عن مشاعرها كامرأة.
رابعة خريص
الجزائر ـ أكدت الفنانة التشكيلية الجزائرية سارة حموت، أن الفن ليس محصور بفترة زمنية محددة من العمر، مشيرةً إلى أنها تمزج من خلال فنها بين الأصالة والمعاصرة.
تقول سارة حموت وهي في العقد الرابع من عمرها لوكالتنا أنها بدأت في تجسيد هوايتها عام 2012، وعملت على العديد من المشاريع منها تزيين أشياء خاصة بمنزلها، ثم بدأت في العمل بحرفية عالية، والجنوح نحو الابتكار.
"لوحاتي تعبر عن المرأة الإفريقية"
عن مدى شغفها وحبها للفن الفسيفسائي، تقول أن "الفن الفسيفسائي ليس موهبة فحسب، إنما هو عالمي الخاص الذي أسعى لتطويره وإبرازه من خلال التعمق به، فهو يفسح لي المجال للتعبير عن مشاعري كامرأة دون أن أتكلم، فهو كان داعمي ورفيقي في السراء والضراء"، لافتةً إلى أن بعضاً من لوحاتها تجسد مشاعر وأحاسيس المرأة بشكل سلس وفريد من نوعه، تعكس مشاعر الحب والأمل والانتظار.
ويعد فن الفسيفساء من أقدم فنون التصوير ويعود استخدامه لأيام السومريين، فهو فن حرفة صناعة المكعبات الصغيرة تستعمل في زخرفة وتزيين الفراغات الأرضية والجدارية بتثبيتها في البلاط على الأسطح الناعمة نستخدم فيها مواد متنوعة مثل الحجارة والمعادن والزجاج والأصداف وغيرها.
وتجسد سارة حموت المرأة الإفريقية في لوحاتها كما أوضحت "المرأة الإفريقية بالنسبة لي موضوع مهم أميل إلى تناوله، فهي تظهر في بعض لوحاتي، وتزهو بألوان القارة السمراء الزاهية، ولباسها المزركش، وكل الأعمال التي أقدمها في هذا السياق تعكس أمنياتي للمرأة بأن تتمتع بالحياة السعيدة".
وأكدت أنها كانت تدعم نفسها معنوياً في بداية الطريق لتنمية موهبتها، "كنت المشجع الأول في تطوير نفسي في المجال الفني، أي أنني اعتمدت على تكوين ذاتي، وبعدها التحقت بجمعية فرنسية لتطوير موهبتي أكثر فأكثر".
"المرأة تبدع أكثر في هذا المجال"
أما عن الرسالة التي تسعى لإيصالها من خلال أعمالها الفنية، تؤكد سارة حموت أن أعمالها الفنية تعبر عن المرأة والسلام والطبيعة، بالإضافة إلى إتقانها الفسيفساء على الزجاج وقطع المرايا، وصنع مجوهرات عصرية بالفسيفساء.
وتطمح إلى إنشاء ورشة خاصة للفنون، يفتح فيها المجال واسعاً للتكوين في هذا المجال، وتكشف أنها شرعت في تكوين النساء والفتيات عام 2016، ولاحظت إقبالاً كبيراً من قبل هذه الفئة، وترى أن النساء تعملن في مجالات إبداعية عديدة مثل الفن، وبمعدلات مرتفعة، لأنهن عموماً أكثر إبداعاً، وتشير إلى أن اللواتي أشرفت على تكوينهن بلغن الشهرة والمجد والصيت.
وشاركت سارة حموت في العديد من المهرجانات والمعارض، بينها المعرض الذي نظم في فندق "سوفيتيل" في الجزائر، في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وأيضاً سجل حضورها في أول معرض للمجوهرات الفريدة في 21 كانون الأول/ديسمبر 2019، وخلال نفس الفترة تقريباً شاركت بالمعرض الجماعي الذي نظمت فعالياته في رواق "محمد راسم" تحت عنوان "نظرة نسوية" الذي أشرفت على تنظيمه مؤسسة "فنون وثقافة"، بالتعاون مع الجمعية الجزائرية الفنية للنساء الجزائريات.