ريا الدباس: التمييز الجندري في المجال الثقافي يسلب المرأة دورها
شددت القاصة والأديبة ريا الدباس التي تتطلع لمشاركة أوسع للمرأة في الساحة الثقافية، على أن النمطية السائدة حول دور المرأة غيبتها عن المشهد الثقافي الأردني الذي تشكل النساء أبرز دعاماته.
سرى الضمور
الأردن ـ أكدت عضو الهيئة الإدارية في رابطة الكتاب الأردنيين القاصة والأديبة ريا الدباس، أن حضور المرأة في المشهد الثقافي شهد تطوراً ملموساً في الآونة الأخيرة بعد أن واجهت تحديات عديدة والمتمثلة في التهميش المجتمعي وحرمانها من التعليم.
قالت عضو الهيئة الإدارية في رابطة الكتاب الأردنيين القاصة والأديبة في مجال أدب الطفل ريا الدباس لوكالتنا، أن التطور في المشهد الثقافي تجلى عبر تسليم حقيبة وزارة الثقافة إلى هيفاء النجار التي تعتبر من النساء الرياديات والمؤثرات في المجال الأكاديمي والتربوي والثقافي الأردني.
وأوضحت أن ما يقارب ثلث أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين من النساء الذي يقدر عددهن بـ 270 امرأة منهن الأديبات والشاعرات والروائيات واللواتي حققن حضوراً متميزاً في الساحة الثقافية والفكرية الأردنية، ما يدل على أن المرأة قادرة على منافسة الرجل في شتى المجالات ومن ضمنها المجال الثقافية.
وأشارت إلى أن التوجيهات الرسمية في المرحلة الراهنة حريصة على ضرورة تمكين المرأة وفي مختلف القطاعات لدورها الفاعل والمؤثر فور تقلدها المناصب الإدارية والقيادية العليا في المؤسسات الرسمية والخاصة، ولفتت إلى أن نظام "الكوتا" منح فرصة كافية وإن كانت ضئيلة للمرأة للوصول إلى المراكز الإدارية والقيادية في المؤسسات التشريعية والتنفيذية.
وأكدت على أنه بالرغم من ذلك لا يزال القطاع الثقافي يعاني الكثير من التحديات التي تحول دون تمييز النساء في المجال الذي يعد إحدى أبرز دعاماته النساء سواء أكن شاعرات أو روائيات أو أديبات وغيرها من الفنون الثقافية التي تشكل فيها المرأة العنوان الأبرز، مشيرةً إلى أن النمطية السائدة حول دور المرأة غيبتها عن المشهد وعزلتها عنه.
ووصفت ريا الدباس التشريعات الناظمة لعمل المرأة في القطاع الثقافي عموماً بـ "المجحفة"، وتحول دون وصولها إلى المراكز القيادية والإدارية العليا، بل وتميز الرجل عن المرأة، حتى وإن بلغت المناصب الإدارية والقيادية في بعض المؤسسات الثقافية لا يتم منحها الصلاحيات التامة لتكون مشاركتها صورية شكلية في غالب الأحيان وتحيدها عن اتخاذ القرارات.
وطالبت بدعم المرأة ومنحها فرصة كافية لتقدم ما لديها خصوصاً عند بلوغها سن التقاعد والتعامل معها على أساس الخبرة والجدارة بعيداً عن عدد سنوات الخدمة لإنهاء ملفها الوظيفي، في حين بينت أن الرجل يستطيع العمل بعد انتهاء السن القانوني.
وتتطلع إلى إحلال العدالة والمساواة بين الجنسين ومنح أولوية خاصة للنساء في مختلف المجالات ومن ضمنها المجال الثقافي الذي لا يقل أهمية عن أي نشاط فكري أو اجتماعي غايته الفضلى خدمة المصلحة العامة، مشددةً على أن تمكين النساء يعد تمكين للمجتمع.
وتتوقع ريا الدباس للنساء مستقبلاً أفضل نظراً لجهودهن الدؤوبة في مكافحة مختلف أنواع التهميش والأمية، خصوصاً وأن المرأة الأردنية تعمل بجهد لتتقلد المناصب القيادية وكفاحها المستمر للوصول إلى تشريعات ترتقي بطموحها وتدعم حقوقها بغض النظر عما سبق وتحارب لنيل حقوقها وامتيازاتها أسوة بالرجل بل وتسعى إلى تخطيه في بعض المواقف.
ووجدت ريا الدباس وهي عضو في عدد من المنظمات الدولية والمحلية المعنية بالثقافة والفنون، في نفسها مكاناً للبوح فيه عن مشاعرها من خلال أدب الطفل لتجسد في قصصها أدواراً تحاكي ميول واهتمام الأطفال وتراعي الجوانب الإبداعية من خلال طرح مميز فيه من العبرة والفائدة يعود بالنفع على الأطفال وعلى مجتمعهم، كما لها مشاركات واسعة في مجال تدريب النساء في عدد من القضايا الجندرية.
وحول تجربة ريا الدباس بصفتها مديرة للخدمات المكتبية في المكتبة الوطنية الأردنية سابقاً، والتي أتاحت لها فرصة الاطلاع على المشهد الثقافي وما يعانيه المثقفين والباحثين والكتاب بشكل عام، أوضحت أن هذه التجربة أسهمت بإشرافها على العديد من المبادرات المعنية بتطوير دور المرأة وتغير النظرة النمطية حول دورها في المجتمعات النائية والأرياف وفي العاصمة عمان، من بينها مبادرة "كتابتك صديقك" الهادفة إلى تعريف المرأة والفتيات بحقوقهن وضرورة إشراكهن في العملية الانتخابية النيابية منها والبلدية والسعي لترشيحها داخل تلك المجالس لتكون عضواً فاعلاً في المجتمع وتشكل نقلة نوعية.
كما أطلقت مبادرة "أطفالنا أكبادنا" والمعنية بالطفل وتثقيفه لخلق جيلٍ واع يعرف قيمة المرأة بالمجتمع وأنها جزءاً أساسياً منه بل وتكمله، والابتعاد عن نظرية الرجعية.
وحصلت ريا الدباس على جائزة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط بعنوان "اظهر إبداعاتك في وقت فراغك" الهادفة إلى مساعدة المجتمع في حل المشكلات التي يعاني منها مثل العنف ضد المرأة والعنف الأسري بالأخص والعنف ضد الأطفال والتنمر.
وبينت أن هذه المشاركة تأتي كنوع من التحفيز للنساء المشاركات بهذه المبادرة لإتاحة الفرصة أمامهن للوصول إلى أهدافهن بخاصة بعد الالتقاء مع عدد من النساء في جزيرة "بالي" على خلفية الجائزة للحديث عن التحديات التي تواجه النساء في مختلف أماكن تواجدهن.
كما حصلت على جائزة أفضل "قصة نجاح" من قبل وزارة تطوير القطاع العام من خلال دورها في إضافة تعديل على تشريعات المكتبة الوطنية المتمثل بتقديم خدمة الإعارة والتي لم تكن متوفرة في السابق، إذ استطاعت من خلال عملها تحسين أداء المهام المنوطة لها وترجمة مهاراتها في عملها.