رسامة تونسية تحول "الخردة" إلى أداة لرسم لوحات صديقة للبيئة
رغم ما تطلبه العملية من جهد ووقت إضافي تفضل الشابة سيرين الطرابلسي رسم لوحاتها الفنية باستعمال نفايات ألعاب الأطفال والهواتف المحمولة والأدوات المدرسية والملابس القديمة لتصبح ليست فقط فنانة تشكيلية لا تؤمن بالمستحيل بل أيضاً صديقة للبيئة.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ سيرين الطرابلسي طالبة ماجستير بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس العاصمة، اختارت الأصعب في رسم لوحاتها ولكنه الأكثر فائدة للبيئة والمحيط، فهي تتقن الرسم بالريشة والألوان ولكنها فضلت استعمال النفايات رغم ما تطلبه اللوحة من وقت وجهد وخصوصية.
عن خصوصية التجربة التي تخوضها بثبات لتكون تجربة فريدة من نوعها في تونس، تقول سيرين طرابلسي البالغة من العمر 23 عاماً "كنت أميل للرسم منذ طفولتي حيث كنت أقوم بالرسم على الجدران أو رسم صور على كراس المحفوظات بالمدرسة بطريقة جيدة للفت انتباه معلمتي وصديقاتي حينها، ورغم أنه لم تكن هناك عناية بصقل موهبة الرسم لتصبح أكثر تطوراً إلا أنني كنت أرسم الوجوه متأثرة باللوحات الموجودة في المنزل وبعض الرسوم الأخرى".
ولفتت إلى أنها اتخذت قرار التعمق في الاختصاص من خلال الدراسة بالمعهد العالي للفنون الجميلة لتفهم أكثر الميدان الفني وأصبحت تواكب المعارض وتبحث عن معلومات إضافية.
وبينت أنها عندما بلغت السنة الثانية بالجامعة كانت هناك ورشة تفكير ومبادرة تساعد كل طالب على التفكير في موضوع يعمل عليه فقررت حينها أن تكون فكرتها مختلفة عن زملائها وأن تعمل على شيء يميزها عنهم لذلك اختارت الرسم باستعمال "الخردة" أي الأشياء التي تحولت إلى نفايات، ونجحت في ذلك رغم ضيق الوقت وحصلت على معدل ممتاز.
وحول سبب استمرارها بالرسم بهذه الطريقة، أشارت إلى أن معلمتها طلبت منها مواصلة الرسم باستعمال النفايات لأنها فكرة جيدة وناجحة وتساهم في الحفاظ على البيئة بالرغم من المشقة النابعة من هذا العمل واعتبرته تحدياً لها، لذلك بعد تخرجها درست الماجستير واستمرت بالرسم وتمكنت من النجاح وشد انتباه الكثيرين.
وعن الصعوبات التي تواجهها في رسم لوحاتها، تقول إنها واجهت صعوبة في جمع النفايات لذلك أطلقت حملة لجمعها، ومن ثم واجهت صعوبة في نقلها إلى المنزل نظراً لأنها ثقيلة، كما كانت غرفتها صغيرة لا تستوعب عملية الفرز، لافتةً إلى أن غرفتها تحولت إلى مكان يعمه الفوضى الأمر الذي يجعلها تجد صعوبة في البحث عن القطع التي تريد استخدامها لرسم اللوحة.
وبينت أن هذا النوع من الفن التشكيلي غير موجود في تونس باستثناء بعض الأسماء القليلة في صفوف الرجال، وبالنسبة للنساء قد تكون هي أول رسامة تهتم بالرسم باستعمال النفايات.
وأوضحت سيرين طرابلسي أن الرسم باستخدام النفايات يساعد على إنتاج لوحات جميلة ومختلفة وفي نفس الوقت يساعد على تخليص الطبيعة من أضرار المخلفات، وتطمح إلى افتتاح نادٍ لتعليم الأطفال والمراهقين لرسم اللوحات باستعمال "الخردة".
وتسعى أيضاً إلى إنشاء ورشة للرسم تتوفر على فضاء أوسع لجمع النفايات وفرزها ورسم أكبر عدد ممكن من اللوحات وترويجها خاصة بالمعارض، كونها تشد أنظار الجميع وأثارت رغبة الكثيرين في التعرف على هذه التجربة التي لاقت التشجيع من عائلتها رغم أن والدتها رفضت الفكرة في البداية.