"رحيل آريس" رواية من رحم معاناة الشعب الليبي
تحدثت الكاتبة الليبية فاطمة سالم الحاجي في روايتها الجديدة "رحيل آريس" عن معاناة الشعب الليبي بشكل عام ومعاناتها بشكل خاص، أثناء الحرب على البلاد.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ زارت الكاتبة فاطمة سالم الحاجي تونس لتقديم روايتها الجديدة التي تحمل عنوان "رحيل آريس" الصادرة عن دار خريف للنشر بتونس، ونظمت بعض اللقاءات مع نقاد ومهتمين بالرواية وإعلاميين، وكانت ردود الفعل إيجابية تجاه محتوى الرواية لاسيما وإنها ولدت من رحم الوجع العربي.
على هامش هذه الزيارة كان لوكالتنا لقاء مع الكاتبة فاطمة الحاجي فتحدثت عن روايتها قائلة "رحيل آريس هي رواية فارقة في حياتي لأنها تشكلت من ألم حياتي الشخصية وألم بلادي التي تعاني من الحرب، فكانت الرواية صرخة ضد هذه الحرب وضد جرائمه، ضد التوحش الذي رأيناه في ما يسمى بالربيع العربي".
وأضافت "لم يكن سهلاً أن أكتب عن الحرب وأنا أعيش حربين في مكانين مختلفين، أي لاجئة في تونس بزوج فقد الذاكرة وبآلام وحمم تنطلق كل يوم من تلك البلاد من نساء تغتصبن، من الأطفال الذين يعانون ويلات الحرب"، لافتةً إلى أن "شخصيات الرواية مستمدة من الواقع ومن انتماءات مختلفة، واتجاهات متضاربة، فمن خسر موقعه أراد أن يسترده، ومن ذهب إلى الخارج أراد أن يأخذ الغنائم، ومن كان مسحوقاً في زمن ماضي كان يريد أن يثور وأن يحسن حياته وظروفه".
وأوضحت أن "الرواية لا تناصر جانباً عن آخر، وإنما تقدم كل شخصية بظروفها، وكل واحد له مبرراته في هذه الرواية، ولكن يبقى التصادم كل واحد يريد أن ينتقم من الآخر، وفعلاً نرى ونتابع حالات الانتقام وفي النهاية أحد الشخصيات يختلف عن مساره ويكتشف من خلال البحث عن الحقيقة أننا نسبح على سطح البحار بينما الحقيقة في أعماقه، فيخرج برؤية مخالفة تؤكد بأننا اصطدمنا بالانتقام من بعضنا البعض".
وقالت فاطمة الحاجي أنها تحدثت في الرواية عن الاغتصاب الذي أثر فيها كثيراً كامرأة، وركزت عليه في الرواية لتوضح أكثر معنى أن تغتصب امرأة وماذا يحل بها بعده، وعندما يسحق الأطفال بدون شفقة أو رحمة، وذكرت أن الرواية تدعو إلى الالتحام والاتحاد مع بعضنا البعض للمضي نحو عالم لا يسوده الحزن.
وأشارت إلى أنها وجدت في الكتابة المتكأ الوحيد بعدما طرقت كل الأبواب وأنها ليست بالأعمال السهلة ولكنها مدفوعة بالحزن الذي يتحول إلى طاقة إيجابية، بحزن يدفع إلى التمرد يدفع إلى الرفض إلى خلق رؤى مختلفة قد تكون النتائج ربما ليست بحجم الطموح، ولكن هذا ما تستطيع قوله في ظل الظروف التي تعيشها تونس وليبيا وسوريا والعراق واليمن.
وعلى الصعيد الشخصي قالت فاطمة الحاجي "لقد مررت بمحطات عصيبة ولازلت أقاوم وأفرغ كل ما في حياتي بالكتابة لأنها منفسي الوحيد".
وأوضحت أن والدها كان له تأثير كبير على تكوينها العلمي والمعرفي فهي كانت موهوبة منذ صغرها في كتابة الشعر والنثر والرواية، لافتةً إلى أن "هذه الرواية تعني كل قارئ وأنه لو كانت لديها الإمكانيات المادية لقامت بترجمتها إلى لغات أخرى حتى يطلع العالم على محتواها".