'قصائدي من وحي الفرات'
الشعر الفراتي والبدوي هادف ومحفز دائم على العمل والعطاء والنضال ويناقش مسائل اجتماعية كثيرة.
ريم محمد
الرقة ـ لم يكن الشعر العربي في يوم ما حافلاً بالشعراء الرجال دون النساء بل ما زال حضورهن واضح في هذا المجال حيث تركن بصمتهن الشعرية، ولا بد من القول إن المرأة التي تنظم الشعر وتتخذه مكاناً للبوح ليس من السهل تجاهلها.
جاءت تسمية الشعر الفراتي نسبة لنهر الفرات الذي تتكأ على ضفتيه العديد من المناطق، وهذا النوع من الشعر يعرف في البادية السورية بالشعر البدوي والذي كان كالشرارة التي أطلقها شعر التفعيلة وهو سهل التلقي صعب القراءة، ويعتمد على الإلقاء بنسبة كبيرة فالقارئ لا يمكنه إيجاد تلك النغمة الموسيقية.
لم يبقى من كتابات فاطمة الشامي البالغة من العمر 52 عاماً سوى الذكريات المؤلمة التي بقيت غصة في قلبها بعد دخول داعش على مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا وأجبرت على حرق كل كتاباتها الشعرية.
تقول "ترعرعت في مدينة الرقة ودرست الابتدائية فقط لم أكمل بسبب العادات والتقاليد بحكم منع الفتيات من الدراسة، وأنا في الابتدائية اكتشفت موهبتي بنفسي، وبدأت بتدوين كل شيء يخطر ببالي واحتفظت به".
وأضافت "تزوجت في سن مبكرة لكنني لم أترك هذه الموهبة، رغم عملي بالزراعة ونجحت فيها أيضاً، عند دخول داعش على منطقتنا جمعت كل دفاتري وحرقتها وكأنني حرقت روحي، لأنهم إذا ما وجدوها عندي وقتها ما كانوا ليكتفوا إلا بقطع رأسي، وبعد خروجهم عدت إلى الكتابة من جديد وكانت كتاباتي كلها تتمحور حول التغيير في مناطقنا، وعن الشهداء الذين ضحو بأرواحهم للدفاع عن أرضنا، أصبحت كتاباتي كلها حزن بعدما فقدت الكثير من أحبائي، وانتشرت كتاباتي بشكل أوسع نتيجة اهتمام مؤسسات الإدارة الذاتية بما أكتبه، ودعيت في العديد من المناسبات لحضور الفعاليات".
وعن سؤالنا من قدوتها بالشعر قالت فاطمة الشامي "أمي هي من كانت قدوتي صحيح أنها لا تجيد الكتابة لكنها كانت تستشعر بأقوالها وأيضاً خالي كان شاعر وكاتب، لكنني لم أتأثر بأي شاعر من الشعراء بل كنت أكتب بمفردي واستوحي شعري بمفردي، أحببت الشعر الخليجي وأستمع له لكني لم أنجح بكتابة الشعر بهذه اللهجة، وكل قصائدي باللهجة العامية الفراتية المحكمة فنحن نستمد لغتنا وشعرنا من نهر الفرات فتكون قريبة كثيراً منا".
وترى أنه لا يوجد وقت محدد للكتابة "عندما يأتي الإلهام ولو كان في ساعات متأخرة من الليل أكتب".