'قاوموا سياسة الاستيعاب والتقييد بالفن'
أكدت المغنية أفيندار دولك على أنهم سترفعن من وتيرة عملهن وستقمن بأعمال فنية متنوعة خلال العام المقبل "سنستمر في التواجد على المسرح، على الرغم من القيود والحظر المفروضين".
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ لم يتبقى سوى اليوم على نهاية عام ٢٠٢٣، العام الذي برزت فيه المقاومة ضد الضغوطات والعوائق، وشهد فيه تطبيق سياسات الاستيعاب والحرب الخاصة بشكل مكثف في العديد من المجالات، وبالرغم من كافة الضغوطات والحظر، كانت هناك أنشطة ثقافية وفنية مكثفة.
تقول الفنانة أفيندار دولك وهي عضوة في فرقة ""Jinma، أنهم سيواصلون عملهم حول المرأة والثقافة في العام الجديد دون هوادة "سنكون في كل شارع وكل منزل ضد سياسة الاستيعاب والإعاقة".
إن الأنشطة الفنية التي يتم تنفيذها في كردستان تهدف إلى إحياء ونشر اللغة المراد إمحائها، فأولئك العاملين في مجال الثقافة والفن الذين يغنون الأغاني ويؤدون المسرحيات وينظمون المهرجانات بلغاتهم الأم، يناضلون ضد سياسات الاستيعاب هذه منذ سنوات طويلة، وهؤلاء الفنانون الذين لم يتخلوا عن الإنتاج بالرغم من كافة العوائق سيكونون في الميدان بشكل أكثر فعالية في عام ٢٠٢٤.
"لقد قضينا عاماً حافلاً"
وأوضحت أنهم عملوا خلال العام الجاري بشكل مكثف جداً في كافة أنحاء كردستان وأوروبا، مشيرةً إلى أن أعمالهم كانت موجهة للنساء "لقد كان عاماً حافلاً بالنسبة لنا، كما واجهنا عوائق لا مبرر لها خلال عملنا، شهدنا محاولات جدية لحظر الأعمال التي نقوم بها والأغاني التي نغنيها وحتى الورش التي نقوم بها للأطفال، ليقوموا بالحظر الذي يحلو لهم في هذه العملية، سنستمر في عملنا في الشوارع وفي الساحات دون توقف".
ولفتت إلى أنهم كانوا متواجدين في الساحة بالرغم من كل شيء وواصلوا عملهم بلا توقف، منوهةً إلى أنهم من خلال الأعمال التي نفذوها، من مهرجانات المرأة والسينما والمسرح، وبالإضافة إلى ورشات العمل للأطفال، تمكنوا من ملامسة كافة شرائح المجتمع "لقد واجهنا الحظر في كل هذه الأعمال التي ذكرناها، ولكن في نهاية المطاف تمكنا من إظهار فننا، وشهدنا مدى اشتياق الناس للفن والثقافة الكردية أيضاً، خاصة بعد تعيين الأوصياء، فبعد تلك المرحلة لم يتم إجراء أي أعمال باللغة الكردية في المنطقة، حيث تم تنفيذ أعمال لا تتوافق مع هذه المنطقة ولا تعكس ثقافتها أبداً".
"إحدى أهدافنا إخراج النساء من المنزل"
وأشارت إلى أنهم قاموا بتنظيم فعاليات وورش عمل مختلفة لانضمام النساء لمجال الفن "لقد رأينا اهتماماً كبيراً بشكل خاص من النساء في هذه الاجتماعات، إننا من خلال أعمالنا الفنية، لا نقف ضد الاستيعاب فحسب، بل نهدف أيضاً إلى إخراج المرأة من المنزل ومشاركتها في ورش العمل والمهرجانات التي أقمناها، إن الأنشطة التي يتم تنفيذها للنساء في المنطقة هي عبارة عن دورات الخياطة والتطريز، أما نحن فهدفنا هو إشراك المرأة في الفن من خلال ورش الرسم والفن والغناء، يجب مشاركة المرأة في كل عمل، وسنواصل الوقوف إلى جانب النساء والأطفال والشعب ضد سياسة الحرب الخاصة".
وأكدت على أنهم سيرفعون من وتيرة أعمالهم خلال العام المقبل "إن عملنا وإنتاجنا مستمر ونهدف إلى مضاعفة أعمالنا هذه خلال عام ٢٠٢٤، وسنتواجد في كل مكان ضد الحظر، لن نترك الشعب والأطفال بدون موسيقى وفن، وأعمالنا التي قمنا بتنفيذها هي أفضل مثال على ذلك، ففي كل مرة كانوا يقومون فيها بحظر عملنا، كنا نصل إلى الآلاف، وفي العام المقبل سيكون هناك العديد من المشاريع الرائعة التي سنقوم بتنفيذها وقد بدأنا العمل عليها بدءً من الآن".
"يهدفون للقضاء على الشعب من خلال سياسة الاستيعاب"
وأوضحت أن الشعب الكردي يواجه هجمات شديدة ليس فقط من ناحية تطوير لغته وثقافته، وإنما في مجال الحرية كذلك "يدركون جيداً أنهم لن يتمكنوا من القضاء على الكرد عن طريق القتل أو التهجير، لذا بدأوا بالتوجه إلى لغتهم الأم وفن هذا الشعب، إنهم يريدون إنهاء هذا النضال من خلال تدمير لغتهم الأم وسياسة الاستيعاب، فإذا نظرنا في الأمر اليوم، ليس هناك أي حظر على أي لغة أخرى في تركيا سوى اللغة الكردية، فعندما تكون اللغة العربية مادة إلزامية في المدارس، فإن أطفالنا يتلقون التعليم بعيداً عن لغتهم الأم، إن لكل لغة قيمتها وأهميتها الخاصة بها، ولكن يجب على المرء أولاً، أن يولي اهتمامه للغته الأم وفنه الأصيل قبل كل شيء، ونحن يجب علينا القيام بأعمال متعلقة بهذه المسألة أكثر من غيرها".
البعض من الأنشطة الثقافية والفنية التي تم تنفيذها خلال عام ٢٠٢٣:
ـ أقيم مهرجان الجزيرة للثقافة والفن، في منطقة الجزيرة في شرناخ بشمال كردستان، وتم تنظيمه من قبل التنظيم الفني Sanatça Organizasyon واتحاد نقابات العمال العامة (KESK).
ـ نظمت بلدية سلوبي في شرناخ أياماً ثقافية وفنية وأقامت حفلات موسيقية وفعاليات مختلفة في شهر تشرين الثاني.
ـ نظمت فرقة "Koma Ma" حفلات موسيقية في كل من إسطنبول وإزمير وآمد وجولميرك، وخلال هذه الحفلات الموسيقية تم تقديم أعمال من التراث الكردي.
ـ نظمت جمعية أكاديمية الشرق الأوسط للسينما (OSAD) الدورة الثامنة لمهرجان فيلم آمد للأفلام الوثائقية، وخلال المهرجان الذي استمرت ٥ أيام تم عرض ٣١ فيلماً، و١٣ من هذه الأفلام كانت تعود لمخرجات، كما تم عقد حلقة نقاش وندوات ضمن نطاق المهرجان.
ـ وفي نطاق المشروع الذي انطلق تحت شعار "ألق نظرة من هنا"، الذي تنفذه الجمعية النسائية للثقافة والفنون والآداب وبرنامج الاتحاد الأوروبي، تم تقديم حفل موسيقي صغير بالآلات الموسيقية التي تم الحصول عليها من خلال إعادة التدوير، وتم إعداد فيلم وثائقي يدور موضوعه حول عملية العمل، كما تم عرض الأعمال المصنوعة من مواد النفايات.
ـ نظم كل من التنظيم الفني واتحاد نقابات العمال العامة واتحاد نقابات العمال الثوريين مهرجاناً نسائياً للثقافة والفن في إيله تحت شعار "المرأة الحرة، الفن الحر"، وتم خلاله تقديم معرض الرسامة روكن اكينجي، وندوة بمشاركة دفرم دمير وصالحة آياتان، وعرض فيلم بعنوان "جدران ستهدم"، وعرض للأزياء الوطنية، وقدم حفل غنائي لفرقة Jin MA وإيلم أكتاش.
ـ أقيم مهرجان مونزور للثقافة والطبيعة الحادي والعشرون، الذي انطلق منذ التسعينيات في ديرسم ضد حرق القرى وعمليات الإخلاء والضغوطات وممارسات حالة الطوارئ (OHAL)، حيث استمر المهرجان الذي انطلق بشعار "ندافع عن الطبيعة والحياة ضد نهب التعدين" لمدة ٤ أيام متواصلة.
ـ أقيم مهرجان "الطبيعة والإيمان والثقافة" الثاني في بلدة كمكم (فارتو) في محافظة موش، بقيادة الجمعيات العلوية الديمقراطية وجمعية حماية الطبيعة والمساحات الخضراء، وخلال المهرجان الذي استمر ثلاثة أيام، أقيمت ندوات وعروض مسرحية وموسيقية وألقت الأشعار والأغاني التراثية.
ـ اقام التنظيم الفني حفلاً موسيقياً تحت شعار "فجين" في ناحية بايزيد التابعة لآكري، واعتلى المسرح كل من الفنانين هدية وقادير جات.
ـ وفي اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي صادف الـ 25 من تشرين الثاني/نوفمبر قامت جين آرت هونر بتنظيم حفل للأغاني الفلكلورية في كنيسة القديس فوكولوس الواقعة في منطقة باسماني التابعة لمنطقة كوناك في إزمير، واعتلت المغنيات الفلكلوريات، خالدة، ومولده، وأيبك، وافين سندي، وأيلول نازلير المسرح في الحفل.
ـ تم تنظيم "أيام موسيقى آرين" من قبل أكاديمية آرين للفنون التي تقوم بعملها في وان، اعتلى كل من فرق Dengê Meyman وAryen وSorjiyan وColemêrg Collective المسرح خلال الحدث الذي استمر مدة ٤ أيام.