مؤسسة براح للثقافة والفنون نافذة للفنانات التشكيليات
شجعت مؤسسة براح للثقافة والفنون في مدينة بنغازي الفتيات والنساء على خوض مجالات الفنون من تشكيلية وغنائية ومعارض فنية.
ابتسام اغفير
بنغازي ـ استضافت مؤسسة براح للثقافة والفن في بنغازي بليبيا، معرض "ترا تاني" على مدى يومين متتاليين، فاسحة المجال للفتيات لإبراز مواهبهن الفنية.
وفرت مؤسسة براح للثقافة والفن في مدينة بنغازي، مساحة للنساء لعرض ابداعاتهن، حيث استضافت المعرض الثاني "ترا تاني"، بمشاركة سبعة فنانات تشكيليات من بين 18 فناناً على مستوى ليبيا خلال الفترة من الثاني وحتى الرابع من تموز/يوليو الجاري.
وحول فعاليات المعرض وفكرته، قالت العضو النشطة في المؤسسة نوران القلال لوكالتنا "اليوم نتواجد في معرض "ترا تاني" وهو المعرض الثاني حيث أقيم في الفترة الماضية بمدينة طرابلس المعرض الأول "ترا"، وانطلقت فكرة المعرض من أربعة فنانين قاموا برسم أربع لوحات ونفذوا من خلالها لعبة وهي عبارة عن تطبيق في الموبايل ويتم اللعب بها".
ثم قرر الفنانون أن يقوموا بعمل اللعبة مرة أخرى ولذلك سموها بكلمة باللهجة الليبية "ترا تاني" والتي تعني أرني مرة أخرى، وكانت فكرتها أن تجمع فنانين وفنانات على مستوى ليبيا تعبيراً عن اللحمة الوطنية، ويتم توصيل رسالة سلام وتوحيد للفنانين الليبيين".
وأوضحت أن "اللعبة ليبية صرف من حيث الرسومات التي تعبر عن التراث الليبي والموسيقى أيضاً ليبية، وقد شارك في المعرض 18 فناناً من بينهم 7 فنانات تشكيليات على مستوى ليبيا من الشرق والغرب والجنوب، وقد قامت المؤسسة باستضافة المعرض وعرض لوحات الفنانين والفنانات، ولآن جميعهم من مدن مختلفة من ليبيا فكان من الصعب في هذه الفترة تواجدهم جميعاً في المعرض".
وكانت مؤسسة براح للثقافة والفنون في الفترة الأخيرة حاضنة لمختلف الفنون من تشكيلية وموسيقى وغناء، وقد وجدت إقبالاً كبيراً من قبل النساء والفتيات فبدأن في التوافد إليها من أجل المشاركة في معارض تشكيلية أو الانتساب لفرق موسيقية، وحتى تعلمهن وتدربهن على مختلف أنواع الآلات الموسيقية من قانون وبيانو وكمان.
والأكثر جمالاً هو ظهور أول أغنية بفرقة نسائية متكاملة من عازفات ومطربات وكانت بعنوان "القمر يا يمي"، ولازالت تحافظ على عامل الجذب للنساء لما توفره من أمان وحرية في التحرك، واختيار ما تحب الفتيات وتطوير مهارتهن فيه.
وحول الأسباب الكامنة وراء الإقبال الكبير للنساء والاستمرارية تقول عضو مؤسس بمؤسسة براح ميسون البوري "تم تأسيس المؤسسة بناءً على فكرة أن يتم افتتاح مكان للمجتمع المدني من أجل أن يأتي إليه الناس لممارسة هوايتهم وتنمية مواهبهم، ومن هنا جاءت التسمية براح، وتشمل المؤسسة أقسام متعددة منها القسم التشكيلي، ومكتبة عامة، وقسم الموسيقي قمنا بالتركيز عليه، ولدينا صالة عرض مفتوحة للجميع".
وأشارت إلى أن براح كانت بدايتها صغيرة، ولكن جذبت الأسر تحديداً، فعندما كان هناك عنصر نسائي من ضمن المؤسسين زاد الإقبال، وهذا يشعر الوالد بالارتياح عندما يترك ابنته الصغيرة للتدرب مثلاً على الموسيقى، لافتةً إلى أن ركن الموسيقى يوجد به من بين ثلاثة إلى خمس بنات حيث وجدن البيئة المناسبة التي تستطعن فيها ممارسة هواياتهن والتدرب عليها بارتياح دون خوف.
وأكدت على أن تواجدهم كأسرة في مؤسسة براح شجع النساء بكثرة على الانخراط في أنشطتها، وزيارة المعارض الفنية، وحضور الحفلات الغنائية أو الموسيقية، "بناءً على هذا الإقبال أقمنا عدة معارض فنية خاصة للفنانات مثلاً معرض الفنانة إلهام الفرجان من طرابلس، ومعرض "أنا ليبيا" للفنانة شفاء سالم، كما أطلقنا أول أغنية لفرقة نسائية من عازفات ومغنية بعنوان "القمر يا يمي"، لاقت استحسان المجتمع وكانت من أهم نجاحات مؤسسة براح".
وعن تقبل المجتمع لفكرة تواجد أسرة كاملة في منظمة فنية تقول "كانت تعتبر له كطفرة وجود الأب والأم والأبناء في ذات المكان، وشجعت الكثيرين على أن يكونوا أعضاء في المنظمة، وكثير من أولياء الأمور في البداية كانوا يشعرون بالريبة أن يضع ابنته في مكان ويذهب ويتركه، ولكن في الوقت الحالي اختلف الأمر، فطالما نحن موجودين كأسرة خاصة أنا وابنتي هذا يعطي شعور الاطمئنان للأهل، وتقول بسعادة أن هذا يعتبر انجاز كبير لبراح أن تتواجد الأسرة بالكامل في المؤسسة وتقوم بعمل كل هذه الإنجازات في مجال الثقافة والفن، وأصبحت مجموعة أسر في أسرة واحدة كبيرة هي براح".
وحول درجة الأمان التي يشعرون بها في المحيط المجتمعي خاصة وأنهم ينظمون نشاطاتهم في المجالات الفنية، وما سبب استمرارهم إلى الآن تقول "لدينا عدة أشياء ساهمت في استمرارية براح منها موقعنا في وسط البلاد بمدينة بنغازي، ونراعي الأسرة عندما نقوم بعمل أنشطتنا، ونختار الأيام العالمية للاحتفال بها مثل اليوم العالمي للموسيقى، أو يوم الموسيقى العربي، وتكريم الشخصيات التراثية".