من خلال الرسم يعبرون عن آلامهم وأحلامهم بالعودة إلى أرضهم
الطفل أمل ومسؤولية، انطلاقاً من هذا المبدأ وحرصاً على تأمين مستقبل مزهر، بادر كومين الرسم فرع مقاطعة عفرين في مخيمات مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، بمشروع تنمية وصقل موهبة الرسم لدى الأطفال، ليعبروا عن أحلامهم وآمالهم في العودة إلى أرضهم
فيدان عبد الله
الشهباء ـ .
بهدف تعليم الأطفال أساسيات الرسم وغرس الأمل والتفاؤل في نفوسهم، ولتخفيف وطأة التهجير وآثارها النفسية عليهم، ولإظهار مواهبهم الدفينة وإيصال ما في داخلهم من اشتياق لأرضهم عفرين إلى العالم، فتح كومين الرسم فرع عفرين في مقاطعة الشهباء مشروعاً لتنمية الأطفال في مجال الرسم بالتزامن مع إغلاق مدارسهم.
وعن تفاصيل ودوافع البدء بمشروع يحمل شعار "نماء ورقي الطفل" من أجل تنمية الطفل وتقويته في الرسم، تقول لوكالتنا الإدارية في كومين الرسم صباح علي "نسقنا مع اتحاد المثقفين فرع عفرين حول هذا المشروع، واخترنا الأطفال وعملنا على توزيعهم حسب فئاتهم العمرية في صفوف ضمن المخيمات، لنتمكن من تعليهم الرسم بكل أنواعه، فمن بين 400 طفل تم اختيار 114".
وبدأ العمل بمشروع الرسم لتنمية مواهب الأطفال في نيسان/أبريل الماضي.
وأشارت إلى أن هدفهم من هذه المبادرة الكشف عما يفكر ويشعر به الأطفال في ظل الظروف الراهنة، والوصول إلى مشاعرهم التي يخبئونها بداخلهم من خلال لوحاتهم، "هذه المبادرة ستخفف عبء الظروف الصعبة التي يعيشونها بداخلهم، واكتشاف مواهبهم وصقلها، ليتمكنوا من إبرازها بكل حرية".
وقالت بأنهم اكتشفوا من خلال لوحات الأطفال العديد من المواهب المكبوتة "هنالك أطفال يرسمون منازل مدمرة، وألعاب ومدارس، وعندما نسألهم عما يرسمونه، يقولون "اشتقنا إلى ديارنا وأرضنا ومدرستنا"، وهذا الشوق والحنين يبرزه الطفل بكل نقاء".
وتذكر أن المشروع مستمر حتى ثلاثة أشهر متواصلة في جميع مخيمات مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا في عفرين وسيكون على ثلاث مراحل "سنكون يداً واحدة مع الأطفال في إبراز مواهبهم وتطويرها، وتقديم الدعم اللازم لهم ليكونوا فعالين في المجتمع".
ويتخلل المشروع تقديم عروض متنوعة كفقرات من العرض المسرحي حول كيفية تعامل الأطفال مع أمهاتهم واحترامهنَّ وتقديرهنَّ، وعرض أفلام قصيرة عن العادات الصحية والسليمة.
ويضم المشروع أطفال بأعمار مختلفة من مخيمات المقاومة، والعصر وعفرين، ومخيمين في شيراوا العودة والشهباء.
وعلى الرغم من الإمكانيات المحدودة، وعدم توفر المواد الأساسية للرسم، في ظل ظروف الحصار والتهجير، إلا أنهم مصممون على الاستمرار في إظهار الإبداع من خلال الرسم، سواء كان الرسم بالحجر أو الفحم أو الأعمال اليدوية، كما تبين.
وقالت الطفلة المشاركة في هذا المشروع من مخيم برخودان/المقاومة في ناحية فافين بمقاطعة الشهباء روليان إيبش "أنا من قرية كيلا في عفرين، أتينا إلى هنا لنتعلم الرسم، افتتح المعلمين أمامنا مجال الرسم والإبداع لنطور من خلاله مواهبنا، منذ مشاركتي في المشروع وحتى اليوم اتقنت رسم الأشجار بأنواع وأشكال مختلفة".
وعبرت برسمها عن اشتياقها لمنزلها في عفرين المحتلة "الاحتلال التركي ومرتزقته دمروا منازلنا وهجرونا دون أي سبب، ورسوماتي تتضمن بيتي وقريتي وتفاصيل حياتي وألعابي التي كانت لدي في عفرين، وأتمنى الرجوع إلى مدينتي والعيش كما في السابق".
وهجر أهالي عفرين من مدينتهم في 18 آذار/مارس 2018 بعد مقاومة بطولية دامت 58 يوم، ارتكب فيها الاحتلال التركي أبشع المجازر.
وقالت الطفلة بيريفان منان "بعد تدمير جيش الاحتلال التركي منزلنا وقريتنا في عفرين، أعدت رسم منزلي وشكل قريتي على الورق، ومن خلال الرسم أعبر عن مدى تمسكي بأرضي وإصراري على إعادة إعمارها بعد عودتنا لأرضنا".
وتمنت العودة إلى عفرين واللعب واللهو مع رفاقها "أرغب باللعب مع أصدقائي على أرضنا، لأنني أشعر بالسعادة هناك، وعند عودتنا سنفتتح معرضاً للرسومات".